دنيس روس للميادين نت: واشنطن تريد بقاء سوريا موحّدة
الدبلوماسي الأميركي السابق دنيس روس يقول إن هناك فجوة بين أهداف الولايات المتحدة في سوريا والوسائل التي بالإمكان استخدامها لتحقيق هذه الأهداف معتبراً أنه لا يمكن تحقيق الاستقرار في سوريا في ظل وجود الرئيس السوري بشار الأسد.
قال الدبلوماسي الأميركي السابق دنيس روس إن السياسة الأميركية حيال سوريا التي رسمها مؤخراً وزير الخارجية ريكس تيلرسون تفتقر للوسائل المطلوبة لتحقيق الأهداف المنشودة مشدداً على ضرورة إبقاء سوريا موحدة وغير منقسمة.
وفي مقابلة مع الميادين نت قال روس إن الأجندة الأميركية لا تزال موجهة على نحو كبير نحو هزيمة داعش وضمان عدم عودته وهذا يتطلب استقرار الوضع في المناطق التي لم يعد داعش موجوداً فيها، مشيراً إلى أن هذا الهدف هو من أسباب تشديد تيلرسون على "التزامنا بتسوية سلمية في سوريا".
ووفق روس فإن سوريا التي تتحدث عنها واشنطن يجب أن تبقى كاملة وغير منقسمة إلى مناطق طائفية مختلفة، معتبراً أن إعادة الإعمار واستقرار الوضع وتوسيع مناطق خفض التصعيد من أجل ضمان إمكانية عودة النازحين ومحادثات السلام من أجل التوصل إلى عملية انتقال سياسي حقيقية، كلّها أمور منطقية. لكنّ المشكلة تكمن في أن هناك فجوة بين الأهداف التي رسمها تيلرسون والوسائل التي يمكن لواشنطن استخدامها من أجل تحقيق هذه الأهداف، مشيراً في هذا السياق "أن الوجود الأميركي في شمال شرق سوريا قد يحدّ من قيام الإيرانيين بملء الفراغ في هذا الجزء من الأراضي السورية لكن يبقى إعداد استراتيجية لاستخدام الوسائل المطلوبة".
وقال روس إن الولايات المتحدة ليست في وارد بناء الدول في الوقت الحاضر لكنها تدعم الاستقرار، معتبراً أن "ذلك لن يحصل في ظل وجود الرئيس السوري بشار الأسد، وهو لن يذهب إلى أي مكان". ورأى المسؤول الأميركي السابق أن نجاح مناطق خفض التصعيد يعتمد على قيام الروس باستخدام نفوذهم مع دمشق وطهران لكن حتى الآن "نحن لم نرَ ذلك" على حدّ قوله.
روس قال إن إسرائيل تنظر بعين القلق إلى التطورات في سوريا وتتخوف من قيام إيران باستخدام سوريا كجبهة جديدة ضدها وكنقطة انطلاق للتهديدات في بقية المنطقة. ولفت إلى أن "الإسرائيليين رسموا خطوطهم الحمراء لجهة منع تطوير أو توفير الأسلحة الدقيقة لحزب الله وميليشيات شيعية أخرى في سوريا ولبنان"، مضيفاً أن "إسرائيل تثبت أنها ستتحرك من أجل وقف مثل هذه الشحنات أو منع انشاء مصانع السلاح".
بالرغم من ذلك لم يتوقع روس حرباً إسرائيلية جديدة على لبنان في المستقبل القريب نظراً لانشغال حزب الله وعدم رغبته بالمتاعب كما قال، من دون أن يستبعد ذلك بالمطلق نظراً لإمكانية وجود حسابات خاطئة قائلاً "ربما يشعر حزب الله أن هناك ردعاً يمنع إسرائيل من القيام بأي عمل في لبنان لكن ليس في سوريا". وتساءل روس "ماذا لو كان حزب الله يخطىء بالقراءة وسعى إلى تطوير صواريخ أكثر دقة في لبنان لكن ليس في سوريا؟ إسرائيل ستعتبر ذلك تهديداً غير مقبول وقد تردّ في الوقت الذي يستبعد فيه ذلك حزب الله".
روس الذي كانت آخر زيارة له إلى السعودية قبل أكثر من عام تحدث عن وجود تصور لدى المسؤولين السعوديين للتهديدات المشتركة بين إسرائيل والسعودية وإدراك بأن القوى التي تهدد الواحدة تهدد الأخرى. لكنّ روس استبعد حصول تطبيع علني بالمعنى المتعارف عليه في المدى القريب في ظل حالة الشلل في الملف الفلسطيني، من دون أن ينفي التعاون الصامت أو الضمني بين تل أبيب والرياض.
دنيس روس دبلوماسي أميركي سابق، تولى منصب مدير التخطيط السياسي والاستراتيجي في وزارة الخارجية إبان رئاسة جورج بوش الأب، والمنسق الخاص للشرق الأوسط خلال رئاسة بيل كلينتون، وشغل خلال رئاسة باراك أوباما منصب المستشار الخاص لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون لشؤون الخليج وجنوب غرب آسيا (2009-2013).