350 ألف أجبروا على ترك مدارسهم.. أي مستقبل ينتظر أطفال اليمن؟

هي الحرب لا قوانين تحكمها يدفع ثمنها الأطفال من حياتهم ومستقبلهم. الحرب في اليمن لم تكتف بحصد أرواح مئات الأطفال وتهديد الملايين منهم. بل هي سرقت مستقبلهم. مقاعد الدراسة إن بقيت باتت شبه خالية. الحرب ستنتهي يوماً ولكن أي مصير مجهول ينتظر هؤلاء الأطفال؟ وكيف سيواجهون الحياة وقد حرموا من أبسط حقوقهم في التعلّم؟

الطفلة اليمنية إشراق في زيها المدرسي وبجانبها حقيبتها

صورة الطالبة إشراق بزيها المدرسي وهي مضرّجة بدمها مبتورة القدم شاهدة على فظاعة ما يرتكب بحق الطلاب الأطفال في اليمن. إشراق ذات السنوات التسع ليست التلميذة الوحيدة التي قتلت، ومدرستها التي قصفت إلى الشرق من صنعاء لم تكن المدرسة الوحيدة التي دمرت. آخر الضربات كانت تلك التي استهدفت محيط مدارس في شارع كلية الشرطة في العاصمة صنعاء، ما أثارته من رعب وخوف في قلوب الصغار كان كبيراً، صرخاتهم لا تزال تملأ أرجاء المدينة.
طلبة قتلتهم المقاتلات الحربية، وطلبة قذفت الرعب في أعماقهم، وآخرون دمّرت مدارسهم، ومنهم من حولت الفصائل المسلّحة مدرسته إلى معسكر تدريب. وثمّة طلبة دفعتهم الحرب إلى ترك مدارسهم والاتجاه للعمل ومساعدة أسرهم.
تشير أرقام اليونسيف إلى أنه حتى نهاية أيلول/ سبتمبر 2017 تحققت الأمم المتحدة من أن 256 مدرسة قد دمّرت بالكامل، وتضررت 1413 مدرسة جزئياً بسبب النزاع، فيما لا تزال 150 مدرسة تأوي النازحين، و23 مدرسة تحتلها الجماعات المتقاتلة، وفق ما تقول ممثلتها في اليمن ميرتشل ريلانيو للميادين نت.
وزارة التربية والتعليم جمعت معلومات حول المدارس التي تعرضت للاستهداف المباشر من قبل قوات التحالف السعودي لكنها أصرت على استمرار العملية التعليمية رغم تعرض ٢٥٣١ مدرسة لتدمير كلي أو جزئي حتى أيلول/ سبتمبر الفائت بتكلفة إجمالية بلغت حوالى أكثر من مائتي مليون دولار، والتي كان يدرس فيها أكثر من مليون ونصف مليون طالب وطالبة حسب رضوان العزي مدير عام الخارطة المدرسية في وزارة التربية والتعليم التابعة لحكومة الإنقاذ الوطني.
ظاهرة التسرب المدرسي من أكثر الظواهر التي زادت في السنوات الأخيرة حيث تشير الأرقام إلى وجود أكثر من مليوني طفل خارج المدارس خلال العام الدراسي 2016/2017، من بينهم 350 ألف طفل على الأقل ممن أصبحوا خارج المدرسة بسبب الحرب كما أكدت الونيسيف.

 

وفي اليمن يترك الكثير من الأطفال مدارسهم بحثاً عن العمل لاعالة أسرهم، هذا الأمر جعل الكثير من الأطفال يتركون التعليم ويتوقفون عن الدراسة في سن مبكرة كما هو حال سامح مجاهد الذي ينتمي لمحافظة حجة شمال غرب العاصمة صنعاء والذي ترك التعليم في الصف السادس، قبل ما يزيد عن عام لكي يعمل في بيع اللبان في جامعة صنعاء.
وأثرت أزمة الرواتب وعدم صرفها للمعلمين في حرمان سامح والكثير من أقرانه من الذهاب إلى المدرسة.
وعن الحلول التي وضعتها وزارة التربية والتعليم وبالتعاون مع اليونسيف من أجل استمرار العملية التعليمية في اليمن تقول ميرتشل "إن اليونيسيف دعمت منذ تصاعد النزاع في آذار/مارس 2015، حصول الأطفال على التعليم من خلال إصلاح المدارس المتضررة بما في ذلك مرافق المياه والصرف الصحي والنظافة الشخصية، وتوفير الخيام ليتمّ استخدامها كفصول مؤقتة في المناطق التي دمرت أو تضررت فيها المدارس، وكذا للأطفال النازحين".

وفي السياق ذاته يشير رضوان العزي مدير الخارطة المدرسية إلى أن "وزارة التربية والتعليم قامت بترميم الصفوف المدرسية التي تعرضت للتدمير الجزئي، أما المدراس التي تعرضت لتدمير كلي فلم نستطع إعادتها بسب قلة الموارد المالية" مشيراً إلى أن "الطلاب يدرسون في محافظة صعدة في مدراس تعرضت للتدمير الجزئي أو حتى تحت الأشجار رغم الدمار والوضع الذي نعيش فيه" مما يشير إلى وجود إصرار لدى كثيرين من أبناء الشعب اليمني على التعليم.

وكانت اليونسيف قد دعت جميع الأطراف في جميع أنحاء اليمن إلى حماية المدارس والامتناع عن استخدامها للأغراض العسكرية والعمل معاً لإيجاد حل عاجل لأزمة رواتب المعلمين حتى يتمكن الأطفال من التعلم.

اخترنا لك