المدنيون سلعة للتزوير والتسييس في الضغط على دمشق
أعداد الذين خرجوا من داريا تدحض ما رفعه المسلحون من مجموعات "شهداء الاسلام" و"الفجر" و"سيف الشام" وورائهم الائتلاف المعارض وصولا الى عواصم إقليمية وجامعة الدول العربية عن وجود نحو ثماني آلاف مدني في المدينة وحتى 3500 حسب المرصد السوري المعارض.
-
-
الكاتب: محمد الخضر
- 29 اب 2016
المفاجأة الكبيرة فجرتها أعداد من كانوا في المدينة (أ ف ب)
عشرات المسلحين على متن الحافلة الاخيرة
المغادرة من داريا في ريف دمشق الجنوبي بإتجاه إدلب شمالاً.
المجموعة التي لم تخف سلاحها الخفيف أمام
الكاميرات تختتم بخروجها فصلا داميا في تاريخ منطقة لا تبعد سوى مئات الامتار
عن العاصمة وخصوصا حي المزة الذي تطل أبنيته الراقية على بساتين داريا ودوار
الباسل الذي عبرت منه حافلات نقل المغادرين من مدنيين ومسلحين.
المفاجأة الكبيرة فجرتها أعداد من
كانوا في المدينة، على مدى يومين نقلت الحافلات 1062 مسلحا باتجاه إدلب و 788 مدنيا
بعضهم الى ادلب كونهم من عائلات المسلحين ، والاخرون نحو مركز الايواء في بلدة
الحرجلة في ريف دمشق الجنوبي ليصبح المجموع 1850 شخصا بين مسلح ومدني هم من كانوا
في داريا.
أرقام تدحض ما رفعه المسلحون من مجموعات
"شهداء الاسلام" و"الفجر" و"سيف الشام" وورائهم الائتلاف
المعارض وصولا الى عواصم إقليمية وجامعة الدول العربية عن وجود نحو ثماني
آلاف مدني في داريا وحتى 3500 حسب المرصد السوري المعارض.
وتفضح استخدام المدنيين مادة في بازار
المتاجرة من تعرضهم للغارات والقصف بالبراميل وحتى سياسة التجويع، وبالتالي ورقة
للضغط السياسي على دمشق كما كثير من الاوراق المشابهة التي تبدو اليوم مع حالة
داريا مادة للمتاجرة السياسية بالدرجة الأولى.
استخدمت تلك القوى الاوجاع الانسانية عاملا
ضاغطا على الحكومة السورية ، وتحولت صحف ووسائل اعلام كبرى الى منابر بنت قصصها
الاخبارية على مثل تلك المعلومات التي جرى تضخيمها عمدا ولأبعد قدر ممكن.
جرى
ذلك في مضايا قرب الحدود مع لبنان وفي الغوطة الشرقية ومناطق واسعة، ويجرى حتى
اليوم مثلا، تغييب كثير من الحالات الانسانية للهدف ذاته ارتكب فيه المسلحون
وداعميهم جرائم قتل وتمثيل بجثامين المدنيين في عدرا العمالية قبل عامين، كما
نقلوا أعدادا كبيرة منهم الى دوما لاستخدامهم دروعا بشرية في أقفاص حديدية، فيما
لا يزال حصار آلاف المدنيين في كفريا والفوعة في ريف إدلب واستهدافهم اليومي
بالقصف ورصاص القنص غائبا إهتمامات الحكومات الاقليمية والممنظمات الدولية.
ارقام المدنيين في داريا التي تمت
المتاجرة بها واستخدامها ورقة ضغط ضد الحكومة السورية أعادت التذكير بهذا
التضليل الذي يمس وجع السوريين، وبتسييس يؤكد أن كثيرا من المعلومات والمعطيات
العامة التي يجري تداولها عن يوميات الحرب في سوريا غير دقيق، بل ويجري توجيهها
للضغط على دمشق.
ضغط يبتدئ غالبا بتضليل الرأي العام بتناول
القضايا الانسانية، بل وتبنى عليه مقررات وتطلق تصريحات تصل حتى المنظمة الاممية، التي
بنت كثيرا من تصريحاتها على وجود أعداد مضاعفة من المدنيين في داريا ومناطق ساخنة
كثيرة، فيما الجريمة الكبيرة تبرز مع تهجير أكثر من 250 ألف مدني من داريا جراء
رفع المسلحين السلاح بوجه الدولة، والحالات كثيرة ومشابهة من حمص القديمة الى
الزبداني وريف دمشق الجنوبي، دفع ملايين السوريين خلالها ثمنا غاليا من أرواحهم
واستقرارهم وبيوتهم.