داعش يُغرق ريف حلب الشرقي بالمياه وسدّ الطبقة مهدّد بالانهيار
تنظيم داعش يعمد إلى إغراق قرى وبلدات ريف حلب الشرقي عبر ضخ كميّات كبيرة من مياه الفرات في قنوات الري، وذلك لوقف تقدم الجيش السوري باتجاه مدينة الباب. وتحذيرات أممية من انهيار سدّ الطبقة بسبب تخريب داعش له والضربات الجوية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
ووصلت وحدات من الجيش السوري في تقدّمها باتجاه مدينة الباب بريف حلب الشرقي إلى شمال بلدة دير حافر، وبالتحديد عند قرية تبارة ماضي، وهي تبعد بذلك عن بحيرة الأسد عند بلدة الخفسة حوالى 25 كم. يذكر أن تنظيم داعش يقطع مياه الشرب عن مدينة حلب منذ بداية العام الحالي، حيث تعتمد حلب بشكل شبه كامل على محطتي تحلية على بحيرة الأسد، هما "الخفسة" و"الفرات". الجهات المعنية في الحكومة السورية عملت على الفور على تلافي الأضرار المحتملة لعملية الضخّ الكبيرة للمياه، فقامت الورش الفنية التابعة لمحافظة حلب بالعمل على صيانة أجزاء القنوات الرئيسية، وفتح بوابات وإغلاق أخرى بهدف توجيه المياه بحيث لا تتسبب بكوارث بشرية وبيئية. محافظ حلب حسين دياب الذي تواجد في ريف حلب الشرقي للإشراف على العمليات الفنية قال في تصريح للصحفيين إن "تنظيم داعش أقدم على هذه الجريمة في إطار استهدافه لحلب وأهلها"، مؤكداً أن "كل الشركات العامة الإنشائية والمؤسسات المعنية هي في حالة استنفار للقيام بكل الخطوات اللازمة للتخفيف من الأضرار". وتحجم مصادر الحكومة السورية عن تقدير حجم الضرر المحتمل نتيجة عمليات الضخ، لكنها تقدّر بأن ذلك مرتبط باستمرار الضخ، والمدى الزمني لذلك، مشيرة إلى وجود خطط وحلول لتقليل الأضرار في حال استمرار الضخ.
ارتفاع منسوب المياه في سدّ الطبقة وتحذيرات أممية من انهياره
وبينت الأمم المتحدة أن من الأسباب التي عززت الخطر وارتفاع منسوب المياه سقوط الأمطار الغزيرة والثلوج الكثيفة، بالإضافة إلى فتح تنظيم داعش ثلاث بوابات للسدّ مما غمر المناطق الواقعة على ضفتي النهر باتجاه المصب بالمياه. ووفقاً للخبراء المحليين الذين نقلت عنهم الأمم المتحدة فإن أي ارتفاع آخر في منسوب المياه سيغمر قطاعات ضخمة من الأراضي الزراعية على طول النهر وقد يضر بسدّ الطبقة، الأمر الذي ستكون له تداعيات إنسانية كارثية في كل المناطق ناحية المصب، وهي بالتحديد مدينتا الرقة ودير الزور وعدد كبير من القرى والبلدات، حيث يوجد في مدينة دير الزور وحدها 93500 مدني محاصر من قبل تنظيم داعش، تصلهم الإغاثات عبر الجو. وقالت تقارير الأمم المتحدة إن عناصر داعش عمدوا بعد تراجعهم في المعارك الأخيرة إلى تدمير البنى الأساسية الحيوية، بما في ذلك 3 محطات للمياه و5 أبراج الشهر المنصرم، كما زرع عناصر التنظيم ألغاماً في محطات ضخ المياه على نهر الفرات.
احتمال انهيار سد الموصل يهدد 20 مليون عراقي
وتقول الأمم المتحدة إن انهيار سد الموصل قد يؤثر على 20 مليون شخص، وهو بحاجة لإصلاحات مستمرة لتفادي وقوع كارثة، حيث أكدت ليز جراند منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق، وهي أستاذة في علم المياه وخبيرة في سد الموصل، إن أي تدفق كارثي قد يتسبب في عواقب "هائلة". وتجهز الأمم المتحدة رداً دولياً في حالة انهيار سد الموصل.