قمة مجموعة العشرين: تأسيسها وأهدافها وما حققته خلال عقدين من الزمن

تعقد في مدينة هامبورغ الألمانية قمة مجموعة العشرين وسط احتجاجات واسعة أدت إلى إصابة العشرات واعتقال آخرين، فما هي مجموعة العشرين؟ متى أسست ومن تضم، وما أهدافها؟

تعد المجموعة منتدى غير رسمي يهدف لتعزيز الحوار بين الدول الصناعية والاقتصادات الناشئة
تأسست "مجموعة العشرين" في العام 1999 بناءً على مبادرة من "مجموعة السبع"، بهدف جمع الدول الصناعية الكبرى مع الدول الناشئة كالصين والبرازيل والمكسيك، لمناقشة الموضوعات الرئيسة التي تهم الاقتصاد العالمي.

وبسبب الأزمات المالية في التسعينات، خصوصاً الأزمة المالية في جنوب شرقي آسيا وأزمة المكسيك، واعترافاً بأنه لم يتم بشكل مناسب ضم الاقتصادات الناشئة إلى صميم الحوارات الاقتصادية العالمية.

وتشكل البلدان المشاركة في هذا المنتدى "قمة العشرين" ثلثي التجارة في العالم، وحوالي 80 بالمئة من الناتج العالمي الخام، وتضم حوالى ثلثي سكان العالم.

 

عقد الاجتماع التأسيسي للمجموعة في برلين في كانون الأول/ديسمبر 1999 وحضره وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية بالدول. وتضم المجموعة أعضاء يمثلون 19 دولة وتكتل إقليمي واحد، وتلك الدول هي الدول السبع الكبرى أي الولايات المتحدة، واليابان، والمانيا، وفرنسا، وبريطانيا، وايطاليا، وكندا بالاضافة إلى روسيا، والصين، والارجنتين، واستراليا، والبرازيل، والهند، واندونيسيا، والمكسيك، والسعودية، وجنوب افريقيا، وكوريا الجنوبية، وتركيا، مع مشاركة كل من صندوق النقد الدولي، البنك الدولي، الأمم المتحدة، منظمة التجارة الدولية، منظمة الصحة الدولية، منظمة العمل الدولية، مجلس الاستقرار المالي، منظمة التعاون الاقتصادي، منظمة الأغذية والزراعة، والاتحاد الأوروبي.

وتعد المجموعة منتدى غير رسمي يهدف إلى تعزيز الحوار البناء بين الدول الصناعية والاقتصادات الناشئة، خصوصاً في ما يتعلق باستقرار الاقتصاد الدولي.

 

لا يوجد للمجموعة مقر ثابت ولا موظفون، وتستضيف الدول الأعضاء بالتناوب اجتماع القمة السنوي إلى جانب اللقاءات الأخرى خلال السنة. ويلتقي القادة سنوياً، فيما يجتمع وزراء مال المجموعة ومحافظو البنوك المركزية مرات عدة كل سنة.

صحيح ان قمة العشرين تأسست عام 1999، لكنها اكتسبت مكانتها العالمية عام 2008 مع تزايد الحاجة إلى تعاون دولي أكبر للتعامل مع الأزمة المالية التي وقعت في ذلك العام؛ فعُقد أول اجتماع لها في العاصمة الأميركية واشنطن في شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 2008م.  ثم كان الاجتماع الثاني لقادة دول العشرين في شهر نيسان/إبريل من عام 2009م،  في مركز "إكسل" الدولي شرق العاصمة البريطانية لندن، ناقشوا خلاله المقترحات والإجراءات التي تهدف إلى إنعاش الاقتصاد العالمي .

 

وفي العام 2010 عقد قادة دول "مجموعة العشرين" قمتهم الاقتصادية في مدينة تورنتو الكندية، تلتها القمة التي عقدت في مدينة لوس كابوس في المكسيك العام 2012.

وفي العام 2013 أقيمت القمة في مدينة سان بطرسبورغ، حيث بحثت مستجدات الاقتصاد العالمي، وإطار النمو القوي والمتوازن والمستدام، وتقوية المصادر المالية العالمية، فيما عقدت قمة العام 2014 في مدينة برزبين الأسترالية.

واستضافت تركيا القمة عام 2015 في مدينة أنطاليا لمدة يومين، تعهد خلالها قادة الدول المشاركة باستخدام كل أدوات السياسة لمعالجة تباين النمو الاقتصادي.

وعقدت القمة اجتماعها في العام 2016 في مدينة هانغتشو الصينية.

 

من أولويات مؤتمر القمة المقرر اليوم في هامبورغ هو "مرونة الاقتصاد العالمي". ورغم الاهتمام الإعلامي الذي تحظى به القمة، إلا أن هناك القليل وللغاية من الحديث عن المجالات ذات التأثير الكبير على المقدرة على الصمود: مثل الهجرة، وتعليم الكبار، وجمع البيانات.

القمة تبدأ الجمعة وتستمر يومين بمشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ. وعلى هامش القمة عقد لقاء بين ترامب وبوتين.

القمة تأتي في ظل خلافات كبيرة بين أعضائها، أبرزها الخلافات الأميركية الروسية، وخلافات تجارية بين أميركا وألمانيا، وأخرى بين أميركا والصين، وسوف يلعب الرئيس التركي اردوغان دوراً أشبه بالمفاوض في الأزمة الخليجية.

من المظاهرات المناهضة للقمة في مدينة هامبورغ الألمانية (أ ف ب)
تعقد القمة اجتماعها في ثاني أكبر المدن الألمانية في أكبر اجتماع دولي تشهده على الإطلاق بحماية 20 ألف شرطي في محيط الفعاليات، مزودين بمعدات مكافحة الشغب والآليات المدرعة والمروحيات وطائرات مراقبة دون طيار. وأقيم مركز للتوقيف يمكن أن يستوعب 400 شخص، وجرى تخصيص قضاة للنظر في التوقيفات.

المظاهرات المناهضة للقمة دعا لها ناشطون مناهضون للعولمة ومجموعات مدافعة عن البيئة ونقابات وطلاب ومجموعات كنسية على رأسهم حزب الخضر وحزب اليسار، جماعة Green Peace ، اتحاد النقابات الألمانية، منظمات كنسية مختلفة، جماعة Attac المناهضة للعولمة، جماعة يسارية مختلفة منها ما يطلق عليه أقصى اليسار (الفوضويون). وجميعهم مشاركين في ثلاثين مظاهرة قبل وخلال القمة.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد المنظمين قوله إن شعار المظاهرات "أهلا بكم في الجحيم" هدفه توجيه "رسالة مستعدة للقتال، لكنه أيضاً يرمز إلى أن سياسات مجموعة العشرين في أنحاء العالم مسؤولة عن الظروف المشابهة للجحيم مثل الجوع والحرب والكوارث المناخية".

يقول بعض المراقبين إن مجموعة العشرين هي منبر مهم لتنسيق السياسات الاقتصادية. ويعتقد آخرون أنها جلسة غير رسمية للنقاش.

وما يمكن أن نقوله بالتأكيد هو أن الاجتماعات أثمرت عن قائمة طويلة من الوعود، وفي اجتماع عام 2015  في تركيا على سبيل المثال أطلق القادة 113 التزاماً حول قضايا من بينها خفض المساعدات المالية للوقود الأحفوري وزيادة المساعدات للاجئين. إلا أن فشل المجموعة في تحقيق وعودها زاد من التساؤلات حول مصداقية وعودها المستقبلية.

ولم يتجاوز الالتزام بالوعود الـ 113 التي قطعتها المجموعة في 2015 نسبة 63%، بحسب محللين في جامعة تورونتو.

اخترنا لك