أبرز الملفات الخلافية بين موسكو وواشنطن

التباين بين واشنطن وموسكو بشأن مشروع القرار الفلسطيني في مجلس الأمن أعاد تسليط الضوء مجدداً على تاريخٍ حافلٍ من الخلافات بين روسيا والولايات المتحدة على عددٍ من القضايا الدولية، بدءاً بالأزمة السورية مروراً بأوكرانيا، وصولاً إلى الملف النووي.

من أوكرانيا إلى سوريا والملف النووي الإيراني كلها ملفات عالقة بين موسكو وواشنطن
لم يعد خافياً مدى الخلافات الأميركية الروسية بشأن عددٍ من القضايا والأزمات الدولية، أكثر هذه الأزمات خطورةً وتعقيداً ما جرى في أوكرانيا في اﻷشهر الماضية، فأوكرانيا تمثل عصباً حيويا بالنسبة إلى الاقتصاد الروسي وامتداداً جغرافياً وبشرياً طبيعياً لموسكو.
هذه الأبعاد الاستراتيجية استدعت تدخل الدب الروسي والسيطرة على القرم، تدخلٌ يتيح لموسكو حماية أسطولها البحري المرابط على البحر الأسود وتأمين حدودها الغربية من زحف الناتو، هذه الخطوة الروسية أثارت غضب الغرب فسارعت الولايات المتحدة إلى فرض عقوباتٍ على روسيا في محاولةٍ منها لعزلها عالمياً وعرقلة صعودها مرةً أخرى كقوةٍ منافسةٍ لها. فأميركا وأوروبا عدتا ضم القرم غزواً يمثل انتهاكاً للقانون الدولي، ومخالفاً لميثاق الأمم المتحدة، فيما رأت روسيا أن تدخل الغرب في الأزمة الأوكرانية من خلال دعمه للثورة البرتقالية ما هو إلا محاولةٌ لخرق الخطوط الحمر للأمن القومي لروسيا. التباينات في الملف الأوكراني لا تقل عن الملف السوري، فروسيا منعت أكثر من مرة إقرار عقوباتٍ دوليةٍ على دمشق ودعمت النظام السوري سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، دعمٌ ساهم كثيراً في إحباط المخططات الغربية والإقليمية للسيطرة على سوريا وإسقاط الحكومة السورية. ومن الخلافات الروسية الأميركية أيضاً قضيتا الملف النووي الإيراني والتعاون النووي الروسي مع إيران، إذ يمثل ملف التعاون مع إيران خلافاً مزمناً في العلاقات الأميركية الروسية فى ظل اتهامات واشنطن لإيران بالسعي إلى حيازة أسلحةٍ نوويةٍ وإنتاجها. هذه التباينات الكبيرة ظهرت بوضوحٍ في الآونة الأخيرة في مجلس الأمن، روسيا استخدمت الفيتو مراتٍ عدة وواشنطن لطالما فعلت ذلك، ولعل آخرها ما حدث في مجلس الأمن حين قدم الفلسطينيون مشروع قرارٍ التفت عليه واشنطن وأجهضته سياسياً دون أن تكون مضطرةً إلى استخدام الفيتو تقنياً.

اخترنا لك