الجولان... ساحة صراع قد تقلب معادلات المنطقة

ليس الجولان مجرد قطعة أرض محتلة منذ العام 1967 ولا معلماً سياحياً للتزلج أو نقطة رصد استراتيجية مشرفة على مساحات واسعة من سوريا. الجولان اليوم هو الحد الفاصل بين معسكرين وهو الخاصرة الرخوة التي تسعى من خلالها إسرائيل للتغلغل في الداخل السوري عبر حلفائها في الجماعات المسلحة.

الجولان.. الحدّ الفاصل بين معسكرين
رغم أن الجولان يشكل نحو 1% من مساحة سوريا فإنه يختزن نحو 14% من المخزون المائي السوري ويوفّر رافداً يوازي ثلث مياه بحيرة طبرية، المصدر الرئيسي للمياه في إسرائيل. 

في المنظور الأمني يمكن لإسرائيل أن ترصد كل ما يحصل جنوب سوريا من مراصدها المنتشرة من جبل الشيخ إلى الجنوب، إضافة إلى أن الموقع الجغرافي للجولان المحتل يعطي القوات الإسرائيلية تمركزاً استراتيجياً على بعد لا يتجاوز خمسين كيلومتراً من العاصمة دمشق.

منذ اندلاع الأزمة السورية عاد النقاش الإسرائيلي عن المصلحة في إقامة حزام أمني داخل الأراضي السورية بما يشمل هذه البقعة الجغرافية غير أن التوازنات الإقليمية والدولية لم تسمح بتحقيق هذه الرغبة فانتقل السعي الإسرائيلي إلى التحالف مع الجماعات المسلحة في هذه المنطقة وفي طليعتها جبهة النصرة، في مشهد يعيد إلى الأذهان تبني إسرائيل جنوبي لبنان عام 1975 جيش سعد حداد الذي عرف لاحقاً باسم جيش لحد.

اليوم تعود قضية الجولان إلى الواجهة مع اتساع رقعة الخروقات الإسرائيلية من هذه المنطقة وتصاعد خشية تل أبيب من انطلاق أعمال مقاومة في هذا المحور حتى بات الجولان بحق ساحة الصراع التي قد تقلب معادلات المنطقة.

اخترنا لك