نصر الله: 28 آب تحرير ثان ... وهذه قصة التفاوض مع داعش
الأمين العام لحزب الله السيد نصرالله يقول إنه لم يلزم الحكومة اللبنانية بالتفاوض مع دمشق بشأن مصير العسكريين المخطوفين في كلمة سابقة له، ويكشف رفض حزب الله مطلب داعش بإطلاق ما له من سجناء من سجن رومية، وتشديده على أن يكون البند الاول لأي حل خلال التفاوض مع داعش هو كشف مصير الجنود اللبنانيين، وأن التفاوض كان لا بدّ منه بعد اقتراب حسم المعركة عسكرياً من دون معرفة مصير الجنود.
موقف
نصر الله جاء خلال كلمة له رد فيها على المواقف التي أثيرت بعد كلمته الاخيرة، والتي
قالت إن "حزب الله يبتز الحكومة اللبنانية لتتصل بالحكومة السورية" بشأن
التفاوض حول مصير العسكريين في الجيش اللبناني.
نصرالله
أكد إنه لا يمكن أن يقال عن حزب الله إنه يبتز في قضية إنسانية، معتبراً كل من صرّح ذلك بأنه "إما جاهل وإما عديم الاخلاق"، مضيفاً أن المقاومة والجيش
اللبناني لم يكونا في وارد وقف إطلاق النار إلى أن وجد تنظيم داعش نفسه في المربع
الاخير.
الأمين
العام لحزب الله الذي تقدم بالتعزية بشهداء الجيش اللبناني الذين استعيدت جثامينهم
أمس الأحد، قال "لم ننتظر من الحكومة اللبنانية أن تفعل شيئاً ولم ننتظر أحداً
في ظل القتال الدائر، وعندما طرح داعش أمر التفاوض عرضنا شروطنا ومنها استعادة
جثامين كل الشهداء من كل الجنسيات، وكذلك إطلاق سراح المطرانين المخطوفين يوحنا إبراهيم وبولس يازجي والصحافي سمير كساب"، لكن جواب داعش كان بأن المطرانين ليسا لديه.
نصرالله
الذي شرح مجريات التفاوض مع التنظيم، كشف رفض مطلب داعش بإطلاق ما له من سجناء من سجن
رومية، ورفض حزب الله لأي حل لا يكون البند الاول فيه كشف مصير الجنود اللبنانيين.
ولم
يكن للتنظيم أن يرضخ للشروط وفق نصر الله إلا لأنه "رفضنا تجزئة الحل وأعطينا داعش ساعات للتنفيذ"، واصفاً ما حصل في الجرود بالمعنيين
العسكري والسياسي بأنه "استسلام لداعش".
نصر
الله كشف أنه تم التوصل خلال إتفاق الجرود على أن تكون المرحلة الاخيرة منه، تسليم
رفات شهداء الجيش وأسير حزب الله أحمد معتوق.
الأمين
العام لحزب الله قال إنه قبل بدء معركة "فجر الجرود" توفرت معلومات
بمكان الجنود اللبنانيين عند نقاط التماس، لكن بعد
إبعاد داعش عن خطوط التماس تم تفتيش المكان بحثاً عن الجنود من دون التوصل إلى نتيجة.
ومع
اقتراب حسم المعركة من دون التمكن من تحديد مكان العسكريين اللبنانيين ومعرفة
مصيرهم، "كان الخيار هو الحل التفاوضي"،
مضيفاً أن الذهاب للحل العسكري بمفرده لم يكن ليساعد في تحديد موقع الجنود ولوقعت
خسائر برغم أن المعركة كانت محسومة النتائج.
نصر الله أكد أن المقاومة ستحتفظ بعنصر داعش الذي استسلم إلى حين كشف موضوع جثمان الشهيد عباس مدلج، داعياً "من يريد الانتقام من داعش للتوجه إلى من ترك الجنود اللبنانيين بيد التنظيم، ومطالبة الحكومة اللبنانية ومجلس النواب بفتح تحقيق، بعدما كان الجيش قادراً على تحرير جنوده لكن القرار السياسي الخانع منعه".
تحرير ثان
نصر الله الذي زفّ 11 شهيداً لحزب الله و7 شهداء للجيش السوري في معركة الجرود قال "أخرجنا الاحتلال الصهيوني والارهاب التكفيري من لبنان"، مضيفاً أن "داعش يثبت كل يوم أنه صنيعة الإدارة الأميركية وقدم الكثير من الخدمات للاحتلال الاسرائيلي، ومن يبكي على هزيمته الآن هو (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو".
الأمين العام لحزب الله الذي قال إنه "لم يبق داعشي وتكفيري في تلة أو جبل أو حبة تراب لبنانية"، لفت إلى أن القتال في الجبهتين اللبنانية والسورية "سهل المعركة وكذلك الانتصارات الأخرى ومنها هزائم داعش في البادية والرقة وحلب وحماة".
كما اعتبر أن أهالي البقاع هم أكثر الناس سعادة في التحرير اليوم، "لأنه انتهى مصدر تهديد الارهابيين في الجرود"، معلناً أن المقاومة والشعب اللبناني "سيحتفلون في هذا الانتصار الخميس المقبل في مدينة بعلبك".