في ظل الحديث عن تسوية، كيف يقرأ التصعيد السعودي بشأن الأسد؟
التصعيد السعودي بشأن الرئيس السوري يبدو من خارج سياق التفاهم الروسي الأميركي على الحل السياسي، لكنه قد يكون من باب رفع السقف قبل إعداد طاولة المفاوضات.
لكن الجبير التزم في موسكو بالمقايضة كما التزم بالتفاهمات الروسية ــ الأميركية بشأن الحل السياسي في سوريا. العودة إلى خطة جنيف واحد بحسب التفسير الروسي للحكومة الانتقالية كانت في أساس التفاهمات التي تخلت فيها الإدارة الأميركية عن جنيف 2 بشأن تسليم السلطة للمعارضة.
في هذا السياق، ذكر الرئيس أوباما أن الرئيس بشار الأسد فقد شرعيته، لكنه ليس شرطاً مسبقاً للاتفاق على آلية الحوار بين السوريين الذين يقررون في نهاية المطاف مصير سوريا كما يرى الكرملين.
أبعد من ذلك أكد الرئيس الأميركي على مشاركة الجميع في الحل السياسي، بحسب تعبيره، في إشارة واضحة إلى إيران التي كانت مستبعدة من جنيف وفي إشارة إلى الحكومة السورية تحت أمرة الرئيس بشار الأسد.
بموازاة هذا المسار السياسي ترتكز التفاهمات التي التزم بها الجبير في موسكو على أولوية مواجهة "داعش"، حيث دعا سيرغي لافروف إلى تأجيل الخلافات بين القوى التي تحارب الإرهاب إلى ما بعد "داعش". غير أن السعودية التي تسير الهويدة في موسكو ربما لا يسعها تسريع الخطى قبل اتضاح المراهنة التركية على حديقة خلفية وقبل نضوج مآلات التسويات في اليمن والمنطقة. المسارات السياسية هي خيارات أدى إليها فشل المراهنة على استمرار القتل والدمار لكن ربما اعتادت بعض الدول على التعايش مع الأزمات، كما قالت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية، لكن الحرب هي ما ذقتم وتعلمون.