توبياس ألوود للميادين: الغارات الروسية في سوريا تؤخر الحل السياسي

وزير شؤون الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية توبياس ألوود يقول ان تنظيم "داعش" هو " أكبر تحدي أمني نواجهه في القرن الواحد والعشرين لأنه كلما هزم في منطقة برز في أخرى"، لافتاًَ إلى أن الغارات الروسية في سوريا تؤخر الحل السياسي لأنها تقوي (الرئيس السوري بشار) الأسد". ويرى خلال مقابلة مع الميادين أن وقف النار في اليمن مرتبط بالتوافق السياسي.

ألوود: وقف النار في اليمن مرتبط بالتوافق السياسي
كشف وزير شؤون الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية توبياس ألوود عن  اجتماع جرى حول الوضع في اليمن.
وقال ألوود لـ الميادين إنه تم في الاجتماع الذي دام لساعتين "بحث تفصيلي في وضع في اليمن بحضور المبعوث الشخصي للأمين العام للنظر في هذه القضايا تحديداً. ونحن نريد رؤية نهاية للعنف وللحرب الأهلية. وندعو كل الأطراف للإجتماع والدعوة لوقف النار وهذا مهم". 
وأردف قائلاً "يتعين علينا إدراك أن المأساة لا تقتصر على أن البلاد في حال حرب، بل هناك ٢٠ مليون نسمة يعانون من الكارثة الإنسانية فيها. وكلما أسرعنا في جمع الأطراف معاً، كلما توصلنا في وقت أسرع إلى وقف النار، واتفقنا عليه. وعندها سيتم التعجيل بوقف الغارات والنار معا". 

وفي ردّه على سؤال يتعلق بإمكانية دعوة بلاده لوقف الغارات الجوية على اليمن بعد اعتبار الأمين العام للأمم االمتحدة أنها مسؤولة عن إلحاق "أفدح الخسائر البشرية"،قال الوزير البريطاني ان "القرار ٢٢١٦ مهم للغاية، وهناك أيضاً المبادرة الخليجية و"وثيقة السلم والشراكة"، والعديد من المبادرات التي تمثّل الأساس الذي نسعى لجعل النقاشات السياسية تمضي قدماً.

وأضاف "ما نوّد رؤيته هو أن من هم مسؤولين يجب أن يتحملوا المسؤولية. لكن القرار ٢٢١٦ ليس شرطاً مسبقا لإطلاق المفاوضات". 

لا نرى أن الأسد يمثل إحتياجات وتطلعات السوريين

وحول الحرب على تنظيم "داعش" وامكانية هزيمته في دولة واحدة في ظل البعد الإقليمي له، قال الوزير البريطاني "كلا لا أعتقد، ففي ظل المشاكل التي نشاهدها في العراق، وعندما نهزم "داعش" ويدنا هي الطولى هناك، نشاهد أن راية "داعش" تبرز في أماكن أخرى. نرى ذلك في ليبيا مع "أنصار الشريعة" التي رفعت راية "داعش"، ورأينا "بوكو حرام"، وهذا بالفعل مقلق للغاية وهي تظهر حجم التحدي الذي نواجه. 

واعتبر ألوود أن "هذا أكبر تحدي أمني في القرن الواحد والعشرين، وهو يقتضي من كل الدول النظر بتأنٍ في كيفية هزيمة هذا الفكر، وهذا التطرف، لأنه ينمو على ما يظهر في أماكن ونحن نحاول إخماده في أماكن أخرى".



وفي سياق الحديث عن الحرب على "داعش" ذكّر  ألوود، أن بريطانيا هي" ثاني أكبر دولة مساهمة في الحملة الجوية داخل العراق، وهي تؤمن معلومات إستخباراتية من خلال طلعاتها الجوية فوق سوريا أيضاً".
وعقّب قائلاً " إننا نشهد مكاسب في العراق والجيش العراقي يحرر أراضٍ سيطر داعش عليها".
وعلّق الوزير البريطاني على الضربات الروسية في سوريا فقال " الغارات الروسية تبقى موضع جدل، وما زلنا في بداية الطريق ولم نعرف بعد ماذا ضربت روسيا بالتحديد؟ لكن سيكون محزناً إذا شاهدناهم أولاً يقوون الأسد الذي كان وراء إفساح المجال لداعش لكي ينشأ في الرقة في الشمال السوري، وأيضاً إنها خطوة ذات مفعول رجعي في العملية السياسية لجعل دمشق تسمح بتمثيل أفضل للسنّة".  


وحول امكانية أن تكسب الغارات تنظيمات ارهابية أخرى قوة على الأرض في حال اقتصارها على داعش أجاب الوزير البريطاني " لست متأكداً من أنني سأوافق على هذا التحليل. داعش هي إيديولوجيا نريد الإنتصار عليها، وغالبية السوريين لا يؤيدونها ولا يرغبون بها. وكذلك بالمثل لا نرى أن الأسد يمثل إحتياجات وتطلعات السوريين أنفسهم، لقد أمّن الأسد المساحة من خلال قصف شعبه، وأسقط أسلحة كيميائية والبراميل المتفجرة أيضاً، وهو لا يصلح لأن يقود البلاد لذلك نعتقد أن روسيا عندما تمد يد المساعدة للأسد بهذه الطريقة تمثل مفعولا رجعيا". 

وعقّب بالقول "نرى المضي قدماً في المرحلة الإنتقالية في أسرع وقت ممكن. بات متعارفاً عليه الآن ضرورة تمثيل الشعب السوري الحرّ في أسرع وقت ممكن. لكن عندما تتدخل روسيا وتدعم الأسد فهذا يؤخر العملية السياسية". 


وحول موضوع  اللاجئين اعتبر ألوود  أن" الكثير من دول الخليج يقدم مساعدة كبيرة للاجئين، وبريطانيا تقدّم معونات في عدة أماكن على إمتداد الشرق الأوسط لدعمهم،  وإنني أثني على دول مثل لبنان والأردن وغيرهما وهناك أيضاً دول خليجية ذكرتها تستقبل لاجئين بالفعل، مثل السعودية التي إستقبلت مئات الآلاف توفر لهم المأوى فضلا عن الطبابة والخدمات الصحية".

وأشار إلى أن "هناك دول تتحدث عن ذلك أكثر من غيرها. لكن كل الدول، بالنظر إلى ضخامة التحدي الذي نواجه، عليها أن تنظر في كيفية التعاطي مع هؤلاء الذي وقعوا في هذه المحنة". 

ألوود: نشهد مكاسب في العراق والجيش العراقي يحرر أراض سيطر داعش عليها

اخترنا لك