الميدان يرسم خطوط السياسية في سوريا.. والبداية من حلب

وزير الخارجية الروسي يلتقي نظيره الأميركي في العاصمة الايطالية، لقاء روما يتزامن مع اقتراب الجيش السوري من إحكام الطوق على معاقل المسلحين في حلب، في خطوةٍ فسرت على أنها استباقيةٌ لخطة المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا حول تجميد القتال في حلب.

مجموعة من المقاتلين يركضون خلال معاركهم ضد الجيش السوري في حندرات بحلب (أ ف ب)
الميدان يرسم خطوات السياسة في سوريا، وليس العكس، فمضي الجيش السوري في إحكام الطوق على المجموعات المسلحة في حلب يعيد إلى الأذهان سيناريو حمص في التوصل في النهاية إلى عقد مصالحة تفضي إلى خروج المسلحين، الرعاية حينها كانت لإيران، وأما اليوم فالمبادرة للروس.

من حيث لم يشأ ربما يرى دي ميستورا خطته تطبق عن تجميد القتال في عاصمة سوريا الاقتصادية.

تتحدث معلومات عن موافقة تركية ضمنية للمبادرة الروسية في حلب، وربما هناك أثمان سياسية تدفع في هذا الإطار، وريثما تتفق المجموعات المسلحة على حصر خلافاتها لتحقيق هدنة مع الجيش السوري أو للتصعيد إلى اللامكان إلا الطوق، يواصل الجيش السوري تكثيف عملياته منذ أشهر بغية استعادة المناطق والبلدات الحلبية الخاضعة لسيطرة المسلحين.

وخوفاً من إحكام الطوق المطلق على حلب يسجل فرار عشرات المسلحين من المنطقة إلى الريف الشمالي، في وقت طلب الائتلاف المعارض من دي ميستورا أن يشمل تجميد القتال القلمون ودرعا الحدوديتين وليس فقط حلب، لكن حسابات الميدان تبدو أسرع من حسابات السياسيين.

يكاد الجيش السوري أن ينهي ورقة حلب بتقدمه عند محور حندرات من دون أن يتراجع قيد أنملة عن موقعه في دير الزور، فداعش سطر فشله هنا بعد محاولات عديدة لاقتحام المطار والسيطرة على المدينة، وفي ريف ادلب فتح معركة معسكري الحامدية ووادي الضيف على مصراعيها.

في روما وفي اللقاء السابع عشر بينهما لهذا العام ستحضر سوريا للمرة السابعة عشر بعد المئة ربما في أحاديث جون كيري وسيرغي لافروف، وأما ضجيج الميدان السوري فسيكون الطبق الرئيس لناحية المضي في المبادرة الروسية.

اخترنا لك