أزمة لبنان الاقتصادية تثير قلق "إسرائيل".. خوف من مفاجآت وآمال بالاستثمار
تفاقم الأزمة الاقتصادية في لبنان ينعكس قلقاً في "إسرائيل" من اقتراب المواجهة، ويثير آمال الاحتلال بـ"تحقيق" ما عجز عن تحقيقه في الحروب والاعتداءات العسكرية.
الإنشغال بتطوّرات الأزمة اللبنانية يبقى حاضراً في سلّم الأولويات الإسرائيلي، وينصبّ على قراءة التهديدات وأيضاً الفرص التي تُتيحها الأزمة اللبنانية بشقيها السياسي والاقتصادي، فضلاً عن نتائجها وانعكاساتها على "إسرائيل".
وفي ذروة حراك ونقاش عام حول أبواب الفرص والتهديدات التي تثيرها الأزمة اللبنانية، كشف معلقون أن الانهيار الاقتصادي في لبنان والفراغ الحكومي يدخلان المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في حالة استنفار، الأمر الذي يترافق مع تحذيرات أمنية من أن انفجار الوضع قد يُقرّب "إسرائيل" من المواجهة مع لبنان.
رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بنيت، أكد في جلسة الحكومة الأسبوعية، أن "إسرائيل" تتابع الوضع في لبنان عن كثب وأن القيادة السياسية والأمنية دائماً في حالة تأهّب.
وقال بنيت إنّ "لبنان على حافّة الانهيار، كما كل الدول التي تُسيطر عليها إيران"، مدعياً أن "مواطني لبنان يدفعون ثمناً باهظاً بسبب سيطرة إيران على الدولة"، بحسب تعبيره.
ومقابل إبراز إمكانيات التهديد والقلق اللذين تنطوي عليهما الأزمة اللبنانية، فإن ثمة في "إسرائيل" من يرى فيها فرصة لتحقيق ما عجزت عن تحقيقه في الحروب والاعتداءات ضد لبنان. ومن أبرزها، بحسب المعلقين، إبعاد حزب الله عن مكانته المركزية في لبنان وضرب شعبيته.
وفيما تسعى قيادة الاحتلال الإسرائيلي للاستثمار في الأزمة، بغطاء عروض المساعدات الإنسانية، ثمة من يوصي بأن على "إسرائيل" أن تصوغ استراتيجية خاصّة بها اتجاه لبنان وتقديم مساعدة إنسانية عبر تجنيد جهة وسيطة تفحص بحساسية ما إذا كان هناك جدوى من المساعدة.
وفي هذا السياق، قال الخبير بالشؤون الإسرائيلية علي حيدر للميادين إن "قلق إسرائيل بشأن لبنان يعني خشية من تداعيات الانهيار على الأمن القومي الإسرائيلي"، حيث يخشى الاحتلال من أن "يتحول لبنان إلى مصدر تهديد له في حال حدوث فراغ في السلطة".
#المسائية | علي حيدر: قلق "تل أبيب" بشأن #لبنان يعني خشية من تداعيات الانهيار على الأمن القومي الإسرائيلي. pic.twitter.com/ZkIe5W5F2Z
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) July 11, 2021
وتابع حيدر: "الرهان على استهداف المقاومة عبر تحريض بيئتها الحاضنة قد فشل"، مشيراً إلى أن "الحديث الإسرائيلي عن ضرورة دعم الجيش اللبناني يخالف كل أدبياتها السابقة".
رئيس "معهد إميل توما للدراسات الفلسطينية والإسرائيلية" عصام مخول أكد للميادين أن "قلق إسرائيل يتعلق بتخبطها لجهة عدم معرفة العوامل التي ستنتج عن الأزمة اللبنانية".
وأضاف مخول: "إسرائيل تاريخياً كانت تريد المحافظة على حكم مركزي ضعيف في لبنان كي تستطيع الاعتداء عليه متى تشاء".
#المسائية | هل هناك بواعث قلق حقيقية عند الاحتلال الإسرائيلي من الوضع في #لبنان، أم أنه في الحسابات يمكن استثماره ليكون مفاتيح لتحويل هذه الأزمة إلى فرصة؟ pic.twitter.com/JhkO60OKOg
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) July 11, 2021
من جهته، قال الباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية ريتشارد ويتز إن موقف إدارة الرئيس جو بايدن "غير واضح بشأن لبنان وهي تركز أولوياتها على الصين وروسيا".
وأشار إلى أن إدارة بايدن "مهتمة بالملف النووي الإيراني والقضايا الإنسانية في اليمن"، أما القضية اللبنانية "فليست أولوية لدى الإدارة الأميركية وواشنطن لا تستغل الأزمة".
ريتشارد ويتز: موقف إدارة #بايدن غير واضح بشأن #لبنان.
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) July 11, 2021
لمشاهدة #المسائية كاملةً👇https://t.co/UfMd26qK8w pic.twitter.com/RFuPZyKkWC