رفض أن يكون "ساحةً للصراعات".. العراق يدعو تركيا إلى سحب قواتها من أراضيه
بعد قصف الطائرات التركية مخيمَ مخمور شماليّ العراق، الرئاسة العراقية تدعو القوات التركية إلى الانسحاب من أراضيه، رافضة أن يكون العراق ساحة صراع للآخرين، ومنطلقاً للعدوان على أيّ أحد.
دعا العراق القوات التركية إلى الانسحاب خارج أراضيه، مندِّداً بالقصف التركي على مخيم مخمور شماليّ البلاد.
وأشارت الرئاسة العراقية، في بيان لها اليوم الأحد، إلى أن الوجود التركي يُعَدّ انتهاكاً لمبدأ حسن الجوار، ومخالفة للأعراف والمواثيق الدولية، مشدِّدة على ضرورة حلّ المشاكل عبر التعاون، ورفض الممارسات الأحادية.
كما جدَّدت الرئاسة رفض العراق أن يكون ساحة صراع الآخرين، ومنطلقاً للعدوان على أيّ أحد.
وكانت بغداد طالبت أنقرة، في تموز/يوليو 2020، بإيقاف اعتداءاتها على السيادة العراقية فوراً. وحمّلتها مسؤولية الخسائر البشرية والمادّية الناتجة من هذه الاعتداءات، التي اعتبرت أنها "تسيء إلى السلم الإقليمي".
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم الأحد، مقتل مسؤول عسكري كبير في حزب العمال الكردستاني خلال عملية للاستخبارات التركية في العراق.
وبحسب إردوغان، فإن "القائد العسكري المقتول سلمان بوزقير، والمعروف بالاسم الحركي الدكتور حسين، كان المسؤول العام لحزب العمال الكردستاني في مخيم مخمور للاجئين الأكراد في شمالي العراق".
وقال الرئيس التركي عبر تويتر "لن نسمح للتنظيم الانفصالي الغادر باستخدام مخمور كحاضنة للإرهاب".
يأتي ذلك، بعد أن شنّت الطائرات التركية غارات على مخيم "مخمور" في شمالي العراق سقط في إثرها 3 مدنيين وأصيب 2 بجروح، وفق ما أفاد النائب الكردي رشاد جلالي.
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان هدد قبل أيام بـ"تنظيف" هذا المخيم، على حدّ تعبيره.
وتوعّد إردوغان مطلع حزيران/يونيو الجاري بالتصعيد ضد حزب العمال الكردستاني، مهدِّداً بقصف مخيم مخمور للاجئين، والذي يقع في شمالي العراق، على بعد 250 كلم من حدود العراق مع تركيا، معتبراً أنه "يضمّ عناصر من حزب العمال".
وتقوم أنقرة مراراً بعمليات قصف لشمالي العراق بذريعة "ملاحقة مقاتلين في حزب العمال الكردستاني المصنَّف إرهابياً من جانب تركيا والاتحاد الأوروبي وواشنطن".
وسبق أن وقعت اشتباكات متقطّعة بين الجيش التركي وعناصر حزب العمال الكردستاني، في 4 أيار/ مايو الماضي، في محيط منطقة جيستا في دهوك أقصى شمالي العراق.
وأشارت مصادر إلى أن الجيش التركي نفَّذ انتشاراً عسكرياً في جبال جيستا، ليتمكن من السيطرة على المنطقة العراقية الحدودية مع تركيا، قائلةً إن "بعض القرى غادرها أهلها بفعل القصف التركي، وأغلبيتها تقع في محيط كاني ماسي في محافظة دهوك".
يُشار إلى أن وزارة الدفاع التركية أعلنت، في وقت سابق، بدء عملية جوية جديدة باسم "مخلب النمر"، استكمالاً لعملية "مخلب النسر" التي بدأتها ضد حزب العمال الكردستاني شماليّ العراق.