فلسطين .. من أرض كنعان إلى حق العودة
فلسطين البلد العربي، الذي تحتله "إسرائيل" منذ العام 1948 بموجب وعد بلفور البريطاني، تم تهجير غالبية سكان فلسطين الأصليين بالمجازر التي ارتكبتها "العصابات الصهيونية" المهاجرة. ومايزال الفلسطينيون يقاومون لتحرير فلسطين والعودة إلى أرضهم.
فلسطين التاريخية
أين تقع فلسطين؟
فلسطين بلد عربي وعاصمتها القدس. تقع في الجزء الجنوبي الغربي من قارة آسيا، وتربط بين قارتي آسيا وأفريقيا، كما تربط بين البحرين؛ الأبيض المتوسط والأحمر.
هذه بعض الباصات التي تمر في #فلسطين قبل الإحتلال
— محمد سعيد #غزة_تحت_القصف (@MohamdNashwan) May 15, 2020
كانت تعمل بين #حيفا و #بيروت
وباص آخر بين #الكويت ثم #بغداد ثم #عمان ثم #القدس ثم رام الله ونابلس وجنين
وآخر بين #يافا ثم القدس ثم #غزة ثم #القاهرة
كم كانت الحياة جميلة وبسيطة #نكبة٧٢ #النكبة#نكبة_فلسطين #النكبة72 pic.twitter.com/UQs7Q8e2WK
تحيط بفلسطين الصّحارى من الجهتين الشرقية والجنوبية الشرقية. وكانت نقطة عبور وتقاطع للثقافات والتجارة، بالإضافة إلى مركزيتها في تاريخ الأديان.
كما تتميز فلسطين بموقع استراتيجي بين مصر ولبنان وسوريا والأردن، وهي واحدة من بلاد الشام (لبنان وسوريا والأردن وفلسطين).
مرت على أقدم مدينة فيها وهي أريحا، 21 حضارة منذ الألف الثامن قبل الميلاد.
القدس قبل الاحتلال الإسرائيلي (1917 - 1937):
حدود فلسطين - في عهد الانتداب البريطاني:
يحد فلسطين من الغرب البحر الأبيض المتوسط، على ساحل طوله نحو 240 كم. ومن الشرق سوريا ويبلغ طول الحدود بين البلدين 76 كم، والأردن على حدود طولها نحو 360 كم، ومن الشمال لبنان على حدود طولها 79 كم، ومن الجنوب سيناء على حدود طولها 240 كم، ما بين رفح حتى رأس طابا وخليج العقبة بطول 10.5كم.
وقد وضعت الحدود الشمالية والشرقية الشمالية لفلسطين، باتفاق بريطانيا وفرنسا في 23/12/1920 وعُدلت بعد سنتين لتضم مصادر مائية إضافية في المنطقة.
وقد رُسِمت الحدود بين فلسطين ومصر بموجب الاتفاقية المعقودة بين خديوية مصر والحكومة العثمانية في العام 1906، وتمتد الحدود من تل الخرائب في رفح على ساحل البحر المتوسط وتنتهي في رأس طابا على خليج العقبة.
مساحة فلسطين
تبلغ مساحة فلسطين 27.027 كيلو متراً مربعاً، بما في ذلك بحيرتا طبريا والحولة ونصف مساحة البحر الميت. أما مساحة الضفة الغربية بما في ذلك الجزء التابع لها من البحر الميت؛ فتبلغ 5842 كيلو متراً مربعاً، فيما تبلغ مساحة قطاع غزة 365 كيلو متراً مربعاً.
خريطة فلسطين
فلسطين مستطيلة الشكل تقريباً، حيث يبلغ طولها من الشمال إلى الجنوب 430 كم وهو يوازي حدها الشرقي، أما عرضها ففي الشمال يتراوح بين 51 و70 كم وفي الوسط يتراوح العرض بين 72 و95 كم عند القدس، وفي الجنوب يتسع العرض حتى يصل إلى نحو 117 كم بين رفح والبحر الميت.
اسم فلسطين
دلت السجلات الرافدية والسورية الشمالية، على أسماء المناطق الواقعة جنوب بلاد الشام، وذلك في الألف الثالثة قبل الميلاد. وكانت تعرف بلاد الشام كلياً في تلك الفترة باسم "أمورو" أو الأرض الغربية.
أما فلسطين، فقد عرفت منذ القرن 18 قبل الميلاد بأرض كنعان (كما دلت عليها مسلة أدريمي والمصادر المسمارية ورسائل تل العمارنة)، وغالباً فإن أصل كلمة فلسطين هي (فلستيا) التي وردت في السجلات الأشورية، إذ يذكر أحد الملوك الآشوريون سنة 800 قبل الميلاد أن قواته أخضعت (فلستو) وأجبرت أهلها على دفع الضرائب.
تتبلور صيغة التسمية عن هيرودوتس على أسس آرامية في ذكره لفلسطين "بالستين"، ويستدل أن هذه التسمية، حيث كان يقصد بها الأرض الساحلية في الجزء الجنوبي من سوريا الممتدة حتى سيناء جنوباً وغور الأردن شرقاً.
وأصبح اسم فلسطين في العهد الروماني ينطبق على كل الأرض المقدسة، وأصبح مصطلحاً اسمياً منذ عهد هدربان، وكان يشار إليه دائماً في تقارير الحجاج المسيحيين.
أما في العهد الإسلامي، فكانت فلسطين جزءاً من بلاد الشام. ويقول ياقوت الحموي في معجم البلدان، إن فلسطين هي آخر كور الشام من ناحية مصر، قصبتها بيت المقدس، ومن أشهر مدنها عسقلان، والرملة، وغزة، وقيسارية، ونابلس، وبيت جبرين. وقد عُرفت فلسطين باسم "جند فلسطين" أثناء التقسيمات الإدارية للدولة الإسلامية، ومنذ تلك الفترة وفلسطين تحمل هذا الاسم.
من سكن فلسطين؟
سكن البشر أرض فلسطين منذ القدم، وقد عرف سكان فلسطين عبر العصور، الزراعة، وكذلك الصناعة مثل صناعة الفخار (5500 ق.م)، والأدوات النحاسية (4000-3150 ق.م)، والأدوات البرونزية (3150-1200 ق.م)، والحديدية (1200-320 ق.م). وأصبح الناس يُعرفون بقبائلهم وممالكهم.
قامت هجرات لقبائل وأقوام عربية متعددة قدمت من جزيرة العرب، فسكنت فلسطين وما جاورها، ومن أشهر هذه الأقوام: الكنعانيون، والعموريون، والآراميون. أنشأ هؤلاء، خاصة الكنعانيين، حضارات وبنوا المدن الكبيرة في فلسطين، وسموها بأسمائهم وما زالت إرثاً حتى الآن.
محطات في تاريخ فلسطين
غزا فلسطين والمناطق المجاورة، مجموعات عرقية مختلفة استطاعت السيطرة لبعض الوقت، لكنّهم طُردوا جميعهم. ومن هؤلاء: الهكسوس (1750- 1500 ق.م)، والفرس (520 ق.م)، والإغريق بقيادة الإسكندر (332 ق.م)، والرومان في القرن الأول الميلادي.
وفي سنة 636 للميلاد؛ تمكنت جيوش الفتح الإسلامي من فتح فلسطين، وصارت جزءاً من الدولة العربية الإسلامية. وشهدت فلسطين في العهد العربي انتعاشاً وازدهاراً، لكنها قاست الكثير لاحقاً خلال الحروب الصليبية. وظلت فاعلةً في صياغة أحداث التاريخ العربي.
الهجرة اليهودية إلى فلسطين
في القرن 19، بدأت الحركة الصهيونية بمساعيها لإنشاء وطن لليهود في فلسطين، بحجج وادعاءات تاريخية باطلة. وعملت هذه الحركة على توجيه الطلائع اليهودية إلى فلسطين قادمةً من روسيا، للاستيطان الزراعي فيها بين 1884و 1902، وأنشأت العديد من المستوطنات بدعم من الأثرياء اليهود مثل البارون ليونيل روتشيلد.
بعد المؤتمر الصهيوني العالمي الأول، الذي عُقد بمدينة بازل السويسرية سنة 1897، بدأت الحركة الصهيونية محاولات السيطرة الفعلية على فلسطين بدلاً من الاستيطان البطيء، من خلال تكثيف موجات المهاجرين اليهود إليها، وإقامة مستوطنات جديدة لاستيعابهم.
سايكس-بيكو ووعد لفور
في 16/5/1916 وُقّعت اتفاقية "سايكس بيكو"، ونصت على جعل فلسطين تحت الانتداب البريطاني، بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى. وفي 2 تشرين الثاني/نوفمبر من العام 1917؛ أصدر وزير خارجية بريطانيا آرثر جيمس بلفور تصريحاً ينص على إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. وعملت بريطانيا على تقديم التسهيلات والدعم لموجات الهجرة اليهودية إلى فلسطين وزيادة عدد المستوطنات اليهودية فيها.
الثورات الفلسطينية ضد وعد بلفور
تصدى الشعب الفلسطيني للتحركات الصهيونية والبريطانية من خلال المقاومة المسلحة والمظاهرات؛ فكانت ثورة في العام 1921، وثورة البراق في العام 1929، وثورة العام 1936 التي تجددت في العام 1937 واستمرت حتى العام 1939.
قرار تقسيم فلسطين
في الوقت نفسه، استمرت بريطانيا بمصادرة الأراضي وتهويدها، فيما تناولت هيئة الأمم المتحدة القضية الفلسطينية، فأصدرت قرار التقسيم في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 1947، القاضي بإنشاء دولتين مستقلتين عربية ويهودية.
حرب الـ1948
توالت الأحداث واشتدت المقاومة حتى قيام الحرب العربية - الإسرائيلية الأولى في 15 أيار/مايو من العام 1948، والتي اشتعلت بعد انسحاب بريطانيا رسمياً من فلسطين، وكان من نتائجها قيام ما سمي "دولة إسرائيل" وقضمها الجزء الأكبر من فلسطين. إضافةً إلى نزوح معظم الشعب الفلسطيني عن مدنه وقراه، تحت ضغط العصابات الصهيونية التي ارتكبت المجازر بحق الشعب الفلسطيني، لتجبره على مغادرة أرضه. وعاش الشعب الفلسطيني، لاجئاً في مخيمات منتشرة في الدول المجاورة.
في أعقاب حرب العام 1948، لم يبق من فلسطين إلا الضفة الغربية التي خضعت للإدارة الأردنية وقطاع غزة الذي خضع للإدارة المصرية، فيما واصل الشعب الفلسطيني مقاومته للاحتلال أملاً في العودة وتحرير الأرض من خلال عمليات فدائية تركزت بين العامين 1951- 1956. قابلت "إسرائيل" تلك العمليات بارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين.
العدوان الثلاثي
في تشرين الثاني/نوفمبر من العام 1956، شاركت "إسرائيل" في عدوان ثلاثي ضم بريطانيا وفرنسا ضد مصر، واحتلت خلاله قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء، ثم انسحبت من سيناء في آذار/مارس من العام 1957 تحت ضغوط دولية.
الثورة الفلسطينية المسلحة
في كانون ثاني/يناير من العام 1965، انطلقت الثورة الفلسطينية المسلحة بقيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، بهدف تحرير فلسطين. وانضمت إليها باقي التنظيمات والفصائل الفلسطينية.
انطلقت الثورة بعد تنفيذ حركة فتح لعملية عيلبون، حين قامت مجموعات تابعة للحركة بتفجير نفق عيلبون الذي يتم من خلاله سحب المياه من نهر الأردن إلى المستوطنات الإسرائيلية في صحراء النقب.
النكسة
في 5 حزيران/يونيو من العام 1967، شنت "إسرائيل" عدواناً على مصر والأردن وما تبقى من فلسطين. فسيطرت على كافة التراب الفلسطيني بعد أن احتلت الضفة الغربية وقطاع غزة، بالإضافة إلى شبه جزيرة سيناء في مصر، ومرتفعات الجولان السورية. وهُجّر عشرات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني إلى خارج وطنهم مرة أخرى.
إتفاقية كامب دايفيد
في 17 أيلول/سبتمبر من العام 1978، وقّع الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن إتفاق كامب دايفيد ما أدى إلى توقيع "معاهدة السلام" بين مصر و"إسرائيل" 1979.
يقول المؤرخ يورغن ينسيهاوغن عن الإتفاق إنه حقق أهداف السياسة الأميركية التقليدية بتفكيك التحالف العربي، وتهميش الفلسطينيين، وبناء تحالف مع مصر، وإضعاف الإتحاد السوفياتي وتأمين "إسرائيل".
انتفاضة الحجارة وإتفاق أوسلو
وفي أواخر العام 1987 انطلقت الانتفاضة الفلسطينية التي عُرفت باسم "انتفاضة الحجارة". واستمرت حتى توقيع اتفاقية إعلان المبادئ أو ما عُرف بـ"اتفاق أوسلو" في 13 أيلول/سبتمبر من العام 1993.
السلطة الفلسطينية وانتفاضة الأقصى
نتيجةً لاتفاق أوسلو أقيمت أول سلطة وطنية على الأرض الفلسطينية كمرحلة تستمر 5 أعوام تقام عقبها دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي المحتلة في العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. إلا أن "إسرائيل" لم تلتزم بهذه الاتفاقيات، وصعّدت من الاستيطان في الضفة الغربية، وعملت بوتيرةٍ متسارعةٍ على تهويد مدينة القدس؛ ما أدى إلى اندلاع الانتفاضة الثانية والتي عُرفت بـ"انتفاضة الأقصى" في 28 أيلول/سبتمبر من العام 2000.
خلال انتفاضة الأقصى، أعادت "إسرائيل" احتلال المدن الفلسطينية التي كانت سلّمتها للسلطة ضمن اتفاق أوسلو. وقطّعت أوصال المناطق الجغرافية وحرمت الفلسطينيين من التنقل بحرية، وأقامت جدار الفصل العنصري، الذي التهم آلاف الدونمات من أراضي المواطنين الفلسطينيين، خاصةً الزراعية منها وتلك التي تقع ضمن الأحواض المائية.
لكن، قابل الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة إجراءات الاحتلال القمعية بمزيدٍ من الصمود والمقاومة؛ ما دفع بـ"إسرائيل" إلى الإعلان في شباط/فبراير من العام 2004، عن نيتها الانسحاب بشكل أحادي من قطاع غزة. فانسحبت في 15 آب/أغسطس من العام 2005، حيث فككت "إسرائيل" 21 مستوطنة مقامة في القطاع وأخلت قواتها منه، فيما بقيت تسيطر على حدوده وتحاصره براً وبحراً وجواً.