الفاريس هيل للميادين: مؤتمر "الشيوعي الكوبي" سيثير أصداءً وطنية ودولية
ينطلق المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي الكوبي بعنوان "الاستمرارية التاريخية للثورة الكوبية"، وتناقش لجانه قضايا كوبا الداخلية والخارجية وأبرزها العقوبات الأميركية على كوبا.
أكد عضو الأمانة العامة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي ورئيس قسم سياسة الكوادر، أبيلاردو الفاريس هيل، أن المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي الكوبي، المقرر انعقاده في الفترة ما بين 16 و19 من شهر نيسان/أبريل المقبل، أحدث أصداءاً على المستويين الدولي والوطني، لمعرفة القضايا التي سيناقشها والحلول التي سيقترحها هذا المؤتمر.
هيل أشار في مقابلة خاصة مع "الميادين"، إلى أن موعد انعقاد المؤتمر يتزامن مع مرور 5 سنوات على انعقاد المؤتمر السابق، ومع الانتصار الذي حققه الشعب الكوبي في "خليج الخنازير" على غزو المرتزقة، في العام 1961، كما يتزامن مع تاريخ تأسيس الحزب في 16 نيسان/أبريل، وإعلان الطابع الاشتراكي للثورة الكوبية.
وشدد هيل، على أن هذه التواريخ تشكّل حافزاً لجميع الكوبيين، إذ أنه وبعد 60 عاماً من النضال ومحاولات الإمبريالية الساعية لهزيمة الثورة، فإن كوبا لا تزال تعمل على توطيد عملها الثوري.
كشف هيل ان المؤتمر سيعمل عبر ثلاث لجان. يترأس اللجنة الأولى رئيس الوزراء مانويل ماريرو، والتي سيكون مجال عملها الشأن الاقتصادي والنتائج الاقتصادية والاجتماعية، وتحديث النموذج الاقتصادي الذي يهدف، بحسب هيل، بشكل أساسي إلى تعزيز مشروع الدولة الاشتراكية، بالاضافة إلى تقوية القطاع الخاص والتعاونيات الزراعية، والتي من شأنها المساعدة في تنمية البلاد...
يترأس اللجنة الثانية، السكرتير الثاني للجنة المركزية للحزب خوسيه رامون ماتشادو فينتورا، وتتناول عمل الحزب وعمل الشباب وعمل المنظمات الجماهيرية، والعمل الأيديولوجي للمجتمع الكوبي بشكل عام.
أما اللجنة الثالثة للمؤتمر، فيترأسها رئيس الجمهورية ميغيل دياز كانيل. هذه اللجنة وبجسب هيل تهتم بالقضايا الأساسية لمستقبل البلاد، لا سيما قضية سياسة كوادر الحزب والمنظمات الجماهيرية واتحاد الشباب الشيوعي والدولة والحكومة، و تضم ممثلين عن المؤسسات والحزب والمنظمات الجماهيرية.
عضو الأمانة العامة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي، أشار الى أن حكومة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، شددت الحصار على بلاده بأكثر من 240 إجراء، أثرت بشكل مباشر على الاقتصاد الكوبي، وتسببت بنقص النقد الأجنبي، ما يشكل صعوبة في الحصول على المنتجات من السوق الدولية، الأمر الذي أثر سلباً على السكان.
في هذا السياق، أكد هيل ان الحصار الأميركي، يشكل أحد العوامل التي تؤثر سلبا على المضي قدما بالاقتصاد الكوبي، بسبب عدم تعامل الشركات من أي مكان في العالم مع كوبا، تجنبا للعقوبات الأميركية. وأضاف أنه "لدينا مشاكلنا الداخلية التي تدركها الحكومة والحزب، وهما يعملان على حلها"، منوها بأنه "على الرغم من ذلك، فإن الشعب الكوبي بقي صامدا لأنه يدرك أنها ليست مشكلة الحكومة الكوبية فحسب، فالعقوبات والإجراءات ضد كوبا، لها تأثير كبير على الحالة الاقتصادية التي تمر بها البلاد".
أما بالنسبة للتحديات التي تواجهها كوبا، فأشار هيل إلى أن التحدي الأول هو الحفاظ على أفكار الثورة في سياق دولي معقد للغاية، بالاضافة الى التغيرات التي تخطط الحكومة الكوبية للمضي فيها والمصادقة عليها خلال المؤتمر، لا سيما ما يتعلق بالاقتصاد والعمل الحر والعلاقات الدولية نفسها.
مؤتمر الاستمرارية التاريخية للثورة الكوبية
وعن خلفية عنونة المؤتمر بـ"الاستمرارية التاريخية للثورة الكوبية"، قال هيل "لأننا لن نغيّر المسار الاشتراكي للثورة، وسنحافظ على مبادئنا، بالإضافة إلى تحسين وتغيير الأشياء التي يتعين علينا تغييرها". مشددا على أنه سيتم الحفاظ على أفكار الثورة، لا سيما في ما يتعلق بمبادئ الثورة في النظام الدولي، وأن كوبا لن تقدم أي تنازلات لأي فكرة دافعت عنها، لا بما يتعلق بالتضامن الدولي، ولا مع الدول دعمتها في أي مكان من العالم.
لفت هيل، في المقابلة، إلى أن كوبا لديها أكثر من 4900 متعاون في مجال الصحة، ذهبوا لمحاربة وباء كورونا في أجزاء مختلفة من العالم، ومن بينها دول رأسمالية طلبت مساعدة المتخصصين الصحيين الكوبيين.
رئيس الجمهورية دياز كانيل سيتولى الأمانة العامة للحزب
المؤتمر الثامن للحزب، سيشهد تولي رئيس الجمهورية ميغيل دياز كانيل الأمانة العامة للحزب خلفا للأمين العام الحالي راؤول كاسترو.
وقال هيل إن "راؤول كاسترو نفسه، قال في عدة مناسبات إنه لن يستمر في منصبه كسكرتير أول للجنة المركزية للحزب"، مؤكدا أن رغبة كاسترو هذه "ايمانا منه بالحاجة الى الأجيال الجديدة، القادرة على تولي المناصب القيادية الرئيسية في الدولة"، مشددا على أن المؤتمر "سيقر ما هو الأفضل للبلاد وللحزب". مؤكداً أن المؤتمر يشكل لحظة هامة لتكريم الزعيم الكوبي الرحل فيديل كاسترو "الرجل الذي كرس حياته للنضال من أجل الثورة"، إذ أن افكاره ستكون حاضرة في المؤتمر.