إبنة الشهيد محمد البراهمي تكشف للميادين عن الجهة التي تهددها بـ"إراقة دمها"

بعد تلقيها تهديد علني بالقتل، سارة البراهمي ابنة الشهيد التونسي محمد البراهمي تقول إنها توجهت في نفس اليوم برفقة المحامي ياسين العزازة لتقديم شكوى، قائلةً "تم الاستماع لي كمتضررة من قبل  النيابة العمومية".

  • البراهمي للميادين: تم تهديدي اليوم لأنني في الاتحاد العام لطلبة تونس ولأنني أحمل شعار خط سياسي معين

قالت سارة البراهمي إبنة الشهيد التونسي محمد البراهمي، إنه "لا يمكن تناول الخطر الإرهابي بمعزل عن الوضع العام المتأزم في تونس، والذي تقوده خيارات سياسية واقتصادية مرتهنة لأوامر وإملاءات مؤسسات الإستعمار".

وخلال لقائها مع الميادين، أكدت أن "المراد من هذا التنويه توضيح البوصلة وتعديلها"، معتبرةً أنهم في الاتحاد العام لطلبة تونس قيادةً وأعضاء "منخرطون في الحراك الشعبي، ونعتبر أن طلباتنا هي جزء لا يتجزأ من الشعب التونسي المرتهن لقوى رجعية وعميلة ،سيطرت منذ سنوات مع الأسف على مفاصل الدولة، وبثت فيها الرجعية والإرهاب". 

وأشارت البراهمي إلى أنها "غصن من أغصان الاتحاد العام لطلبات تونس، والخط الأخير المدافع عن الجامعة الشعبية"، لافتةً إلى أنه "خضنا انتخابات المجالس العلمية بدون المال السياسي الفاسد، وبلا إعلام موجه، لقد خضنا انتخاباتنا بعزائم من حديد في مواجهة الذراع الطلابي لحركة النهضة التي قامت فعلياً بتهديدي". 

كذلك، أكدت أنه "في انتخابات المجالس العلمية، رددنا أننا نريد جامعة تقدمية وخالية من قيود الظلم والتكفير والإرهاب"، مضيفةً "في حين أنه ما يسمى بالنقابة الموازية، فإنها على ارتباط وثيق بحزب حركة النهضة الإرهابي المتورط بالاغتيالات السياسية".

ووفقاً للبراهمي، "تم تهديدي لأنني في الاتحاد العام لطلبة تونس، ولأنني حاملة شعار خط سياسي معين، ولفكر معين، وإلا لم يكن لأحد أن يهددني".

وأردفت أنه في 17 تموز/يوليو 2020، "أعلنت وزارة الداخلة التونسية أن مباركة البراهمي (زوجة الشهيد محمد البراهمي) تلقت تهديدات جدية لتصفيتها من قبل ما يسمى بـ"كتيبة جنود الخلافة"، ومنذ ذلك اليوم وهي تحت حماية الدولة التونسية".

ويعتبر يوم 9 آذار/مارس 2021 يوم مفصلي، بحسب ابنة الشهيد البراهمي، وذلك "عندما تعرضت للتهديد من قبل قيادي بذراع طلابي لحركة النهضة في الجامعة.. توعدني بيديه بحضور إداريين وأساتذة وطلبة".

هذا التهديد، وفقاً لها، "جاء على إثر حملة ممنهجة تقوم بها صفحة مشبوهة تعمل على تشويه صورة أبناء الاتحاد العالم لطلبة تونس"، مشيرةً إلى أنها "قامت بالتحريض ضدي في أكثر من مناسبة".

وتابعت، أنه "في 10 آذار/مارس وعلى  الصفحة المأجورة نفسها، وصلني منشور فيه تهديد صريح بإراقة الدماء في الكلية أو في شوارع العاصمة، واعتراف ضمني بالاغتيال الجبان الذي ارتقى على إثره والدي الشهيد البراهمي". 

كما أكدت البراهمي أنها توجهت في اليوم نفسه برفقة المحامي ياسين العزازة لتقديم شكوى، قائلةً "تم الاستماع لي كمتضررة من قبل النيابة العمومية".

واليوم قررت النيابة إحالة الملف للقطب القضائي لمكافحة الارهاب،بحسب قولها، وأضافت أنه "في زيارة مساندة ومؤازرة قام بها أصدقائي للكلية، تم تهديدي مجدداً على مرأة ومسمع من الطلبة بإباحة دمي في الكلية".

وختمت كلامها قائلة بأن "مشروع الشهيد البراهمي هو مشروع وطني جامع لكل الشعب التونسي، وهو يشكل خطراً على اليمين الرجعي الحاكم ولهذا تم اغتياله"، قائلةً "أنا لا يرهبني إرهابهم لأنني لن أخسر أكثر مما خسرت".

يأتي ذلك في وقت، أفاد مراسل الميادين في تونس، بأن "هناك رسالة تهديد بالقتل وصلت لسارة ابنة الشهيد محمد البراهمي".

واغتال مسلحون المنسق العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين شكري بلعيد في 6 شباط/ فبراير 2013، في حين اغتيل النائب المعارض بالمجلس التاسيسي التونسي محمد البراهمي في 25 تموز/يوليو من العام نفسه، وكان حينها المنسق العام لحزب "التيار الشعبي"،  وهو من الأحزاب العلمانية المعارضة. 

ونشرت مواقع تابعة للجماعات المـتطرفة في تونس آنذاك، فيديو يظهر أبو بكر الحكيم المتهم الرئيسي باغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، ويتضمن اعترافاً بتنفيذ عمليتي الاغتيال.

يذكر أن النائبة التونسية في البرلمان مباركة البراهمي، اتهمت بعض الجهات في بلادها بتعمّد إخفاء ملف اغتيال الشهيد محمد البراهمي، مؤكدةً أن بعض الوثائق "كشفت أن تنظيم أنصار الشريعة يقف خلف جريمة اغتيال البراهمي". 

اخترنا لك