احتجاجات وتهديد بالقمع.. ماذا يحصل في جامعة "البوسفور" التركيّة؟
طلاب وأكاديميون في تركيا يرفضون قرار الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في تعيين مليح بولو عميداً جديداً لجامعة البوسفور، ويقومون باحتجاجات وتظاهرات في عدد من المدن التركية.
-
احتجاجات وتهديد بالقمع.. ماذا يحصل في جامعة "البوسفور" التركيّة؟
تشهد مدينة إسطنبول التركية منذ مطلع العام الحالي تظاهرات واحتجاجات طلابية ضدّ قرار الرّئيس التّركي رجب طيّب إردوغان بتعيين الأكاديمي والمرشّح السّياسي السّابق لحزب العدالة والتنمية الحاكم مليح بولو، عميداً جديداً لجامعة البوسفور (جامعة بوغازيتشي) في إسطنبول.
وسرعان ما تحوّل هذا الأمر إلى قضيّة رأي عام، وتوسّعت التظاهرات لتشمل مناطق واسعة، بعدما اعتقلت الشّرطة التّركية 159 شخصاً من بين المتظاهرين الذين يطالبون مليح بولو بالتنحي عن منصبه، باعتبار أنّ تعيينه "ليس ديمقراطياً".
فهذه هي المرة الأولى منذ عام 1980، التي يجرى فيها تعيين رئيس للجامعة من خارجها، إذ كانت الجامعة تختار رئيسها عن طريق اقتراع بين أعضاء هيئة التدريس فيها؛ لذلك اعتبر التّعيين اعتداءً على الديمقراطية وفرضاً لوصاية الحكومة عليها.
غير أنّ الرّئيس التّركي هدد، اليوم الأربعاء، بأنّه سيقمع أيّ محاولة لتمديد الاحتجاجات ضد تعيينه رئيساً جديداً لجامعة البوسفور، واصفاً الطلاب المحتجين بأنّهم "أعضاء جماعات إرهابية".
إجراءات الحكومة التركية في وجه المتظاهرين لاقت ردود فعل سياسية مستنكرة، عمدة بلدية أنقرة منصور يافاش طالب رئيس جامعة البوسفور مليح بولو بالاستقالة من منصبه، أما رئيس حزب "الديمقراطيّة والتقدّم" علي باباجان، فاعتبر أن الرد العنيف على احتجاجات طُلاب جامعة "البوسفور" المُعترضين على تعيين رئيس لجامعتهم بقرار رئاسيّ هو "غير مقبول وغير مبرّر".
شوارع إسطنبول كانت ساحة لمواجهات مباشرة بين المتظاهرين ورجال الشرطة، في مشهدٌ وصفته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية بـ"حرب إردوغان للسيطرة على جامعة البوسفور".
رجال الشرطة واجهوا المحتجين بالغاز المسيل للدموع، فيما أظهرت لقطات مصورة قمع الشرطة للمتظاهرين بالاعتداء المباشر عليهم، كما أظهرت اعتداءها على نائب حزب العمال عن مدينة هاتاي باريش أتاي وسعيها إلى اعتقاله أيضاً.
وتعقيباً على ذلك، يتصدّر وسم #AsağıyaBakmayacağız بمعنى "لن ننظر إلى الأسفل" لائحة الترند على "تويتر" في تركيا، إذ ينشر ناشطون العديد من التغريدات تحت هذا الوسم، دعماً للتظاهرات واعتراضاً على اعتداءات الشّرطة. فيما زعمت السلطات التركية، أنها من خلال جهاز مكافحة الجرائم الإلكترونية، ومن خلال المتابعة والبحث، أصدرت مذكرات اعتقال بحق 8 أشخاص، شاركوا منشورات تضامنوا فيها مع محتجي جامعة بوغازيتشيي.
polisi polisten kurtarmaya çalışan çalışan kırmızılı öğrenciye bakın polis nasıl davranıyor pic.twitter.com/IfAzpy6qTx
— metin cihan (@metcihan) February 3, 2021
لكنّ كلّ هذه التّظاهرات لم تدفع بولو للتخلي عن منصبه، حيث أعلن أنّه لا يفكّر مطلقاً بالاستقالة.
Melih Bulu: Asla istifayı düşünmüyorum https://t.co/sXq8McOX1T pic.twitter.com/Ic6Jcks0Wt
— NTV (@ntv) February 3, 2021
وتعدّ جامعة البوسفور من الجامعات الحكومية التركية في مدينة اسطنبول، تأسّست على يد المخترع كايروس هاملين وكريستوفو روبرت سنة 1863، وهي أول مؤسسة تعليمية أميركية تم إنشاؤها خارج الولايات المتحدة الأميركية، وفي العام 1971 تم تأسيسها من جديد، وأطلق عليها اسم جامعة البوسفور على يد الدكتور أفيرتون الذي كان يشغل منصب رئيس الجامعة في ذلك الوقت. وهي حاليا تعتبر من الجامعات الهامة في تركيا وخاصة في البحوث العلمية.
