الذكرى الـ13 لرحيل القائد الفلسطيني جورج حبش
كان حبش هدفاً لجهاز الموساد على مدى سنوات طويلة وحاول الموساد الإسرائيلي عام 1973 اختطاف حبش حين اعترضت مقاتلات إسرائيلية طائرة مدنية عراقية وأجبرتها على الهبوط في مطار "بن غوريون"، ومن ثم سمحت لها بالإقلاع والمغادرة بعد أن تبين خطأ المعلومات الاستخبارية.
يصادف اليوم الواقع في 26 من كانون ثاني/ يناير، الذكرى الثالثة عشر لرحيل القائد الفلسطيني والقومي والأممي، مؤسس حركة القوميين العرب، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الدكتور جورج حبش.
ولد "الحكيم" في 12 آب/ أغسطس 1926 في مدينة اللد وتابع دراسته الثانوية في مدينتي يافا والقدس، وانتقل إلى بيروت عام 1944 للإلتحاق بكلية الطب في الجامعة الأميركية، وتخرج منها طبيباً عام 1951، وخلال مرحلة دراسته الجامعية، تبلورت أفكاره وتعزز انتماؤه القومي، فساهم في إعادة صياغة جمعية "العروة الوثقى" وتحويلها إلى منتدى سياسي وفكري، لتناول الحالة السياسية الفلسطينية، وتعزيز العلاقات بين الشباب العرب.
قام بتشكيل "كتائب الفداء العربي"، حيث التف حولها جمع من الشباب العرب ونفذت عدة عمليات عسكرية ضد أهداف إسرائيلية في الأرض المحتلة.
هجر جورج حبش الطب واتجه الى ميدان السياسة والمقاومة، فأسس مع مجموعة من رفاقه "حركة القوميين العرب" عام 1951، وكان من بين المؤسسين وديع حداد، وهاني الهندي، وكانت الحركة تسعى لخلق حالة نهوض عربي شامل.
وانتقل الحكيم إلى الساحة الأردنية ليكون مع رفاقه في ساحة النضال الميداني، وواصل حراكه السياسي في الأردن دون أن يغفل متابعة ساحات العمل الأخرى في المنطقة العربية، وغادر الأردن إلى سوريا، ثم الى بيروت بهدف تشكيل خلايا لحركة القوميين العرب في الدول العربية.
وأسس حبش "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" وأعلن عن انطلاقتها في 11 كانون الاول/ ديسمبر 1967، وتشكلت الجبهة كنواة لحزب ماركسي لينيني، مع التركيز على البعد القومي العربي كميدان ورابطة للعمل الجبهوي.
واصل حبش قيادته للجبهة الشعبية، أميناً عاماً حتى عام 1999، وترك موقعه طوعاً وخلفه مصطفى الزبري (أبو علي مصطفى)، الذي اغتالته "إسرائيل" في 28 آب/ أغسطس 2001 في رام الله.
عاش "الحكيم" بعد استقالته في العاصمة الأردنية عمان متفرغاً للإشراف على مركز للدراسات والأبحاث إلى أن توفي يوم 26 كانون الثاني/ يناير 2008، في عمان ودفن فيها.
صدرت بحقه مجموعة من الأحكام بين أعوام 1958 و1963 ما اضطره لمغادرة الأردن إلى دمشق، ثم إلى بيروت بعد أن اتهم بأنه أحد المخططين لانقلاب جاسم علوان في دمشق.
عام 1964، غادر حبش إلى القاهرة، لمقابلة الرئيس عبد الناصر، وتكونت بينهما علاقات صداقة، وطرح على عبد الناصر موضوع الكفاح المسلح في جنوب اليمن، والكفاح المسلح في فلسطين، ودار نقاش طويل حول الموضوعين كانت نتيجته بدء الكفاح المسلح في جنوب اليمن الذي انتهى بطرد القوات البريطانية، وكذلك الاتفاق على بدء الإعداد للكفاح المسلح الفلسطيني على أن تتم عملية التنفيذ في اللحظة المناسبة.
كان حبش هدفاً لجهاز الموساد على مدى سنوات طويلة، وحاول الموساد الإسرائيلي عام 1973 اختطاف حبش حين اعترضت مقاتلات إسرائيلية طائرة مدنية عراقية وأجبرتها على الهبوط في مطار "بن غوريون"، ومن ثم سمحت لها بالإقلاع والمغادرة بعد أن تبين خطأ المعلومات الاستخبارية، وأن حبش لم يكن على متنها.
واعتبرت "معاريف" أن الموساد الإسرائيلي فقد أيام مجده، وضربت مثلاً على ذلك وفاة حبش طبيعياً، كما حدث ذلك مرة أخرى حين اختطفت طائرة سورية قادمة من ليبيا عام 1985، وبعد خمس ساعات من التفتيش في مطار "بن غوريون" اكتشفت "إسرائيل" أن حبش أيضاً لم يكن هناك.
وكان مركز دراسات الوحدة العربية أصدر مذكرات الدكتور حبش في كتاب بعنوان "صفحات من مسيرتي النضالية" بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لرحيل المناضل والقائد الفلسطيني العربي الدكتور جورج حبش، والكتاب يتحدث عن أبرز محطات تجربته النضالية على مدى نحو نصف قرن.
وفي عام 2018 صدر في "تل أبيب" كتاب سيرة عن حبش للمؤرخ "الإسرائيلي" إيلي غاليا، قال فيه إن "حبش كان واعياً إلى أن العنف الثوري ليس بديلاً للحركة الشعبية". ووصفه بـ"عدو اللدود" لإسرائيل و"عدو التسويات". ويقارن الكتاب بين الطبيب المناضل جورج حبش الذي سارع للالتحاق بالعمل العسكري وبين المناضل الأسطوري الطبيب تشي جيفارا.
وتزوج حبش عام 1961 من هيلدا حبش، وهي فتاة مقدسية، وأنجبا فتاتين.