قلق أممي بسبب قرار ترامب بالعفو عن مجموعة "بلاك ووتر"
مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يعتبر أن هذا العفو يساهم في الإفلات من العقاب، ويؤدي إلى تشجيع الآخرين على ارتكاب مثل هذه الجرائم في المستقبل.
أعرب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن قلقه البالغ إزاء العفو الرئاسي الأميركي الأخير عن أربعة حراس أمن من الشركة العسكرية الخاصة "بلاك ووتر" الذين أدينوا بقتل 14 مدنياً عراقياً.
وقال بيان باسم المكتب إن هذا العفو يساهم في الإفلات من العقاب، ويؤدي إلى تشجيع الآخرين على ارتكاب مثل هذه الجرائم في المستقبل.
وأضاف: "من خلال التحقيق في هذه الجرائم واستكمال الإجراءات القانونية، امتثلت الولايات المتحدة لالتزاماتها بموجب القانون الدولي. كما يحق لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي الحصول على تعويض، وهذا يشمل الحق في رؤية الجناة يقضون عقوبات تتناسب مع خطورة سلوكهم".
ودعا البيان الولايات المتحدة إلى تجديد التزامها بمكافحة الإفلات من العقاب على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي، وكذلك الوفاء بالتزاماتها لضمان المساءلة عن هذه الجرائم.
ويحظى قرار العفو بدعم واسع من قبل الرأي العام ومسؤولين منتخبين بحسب بيان الأمم المتحدة.
يأتي ذلك بعدما أصدر ترامب الثلاثاء قرار عفوٍ رئاسي يشمل 15 شخصاً، وقراراً آخر بتخفيف الأحكام الصادرة بحق خمسة آخرين. وشملت قائمة العفو 4 حراس أمن عملوا لصالح شركة "بلاك ووتر"، متهمين بقتل أكثر من 10 مدنيين عراقيين عام 2007 في دائرة مرور بغداد في ذروة الحرب على العراق.
كذلك، أصدر ترامب عفواً عن مجموعة ثانية من الأشخاص تضم 26 شخصاً، ممن شملهم العفو الرئاسي بشكل كامل و3 أشخاص آخرين تم تخفيف أحكامهم، وفق المعلومات التي نشرها موقع البيت الأبيض.
وذكرت شبكة "إيه بي سي نيوز" الأميركية الأربعاء أن القائمة تضم اثنين من معاوني ترامب السابقين، وهما بول مانافورت وروجر ستون، بجانب تشارلز كوشنر، والد صهر ترامب ومستشاره، جاريد كوشنر.
ورداً على قرار العفو على عناصر من "بلاك ووتر"، اعتبر السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي أن ذلك يعدّ "وصمة عار، فهم أطلقوا النار على النساء والأطفال رغم استسلامهم". وقال إن هذا القرار "جزء من خطة ترامب للحد من أدوات الأمن القومي لجو بايدن، وسيضر هذا العفو بشكل كبير بالعلاقات الأميركيّة العراقيّة في لحظة حرجة".
من جهتها، رأت عضو مجلس النواب عن الحزب الديمقراطي إلهان عمر، أنّ "مرتزقة بلاك ووتر الأربعة هم مجرمو حرب، وأن العفو عن المجرمين البشعين سيترك بصمة قاتمة في تاريخ العفو الرئاسي".
أما فيما يخصّ المواقف العراقية فقد أعلنت الخارجية العراقية، أمس الأربعاء، أن قرار ترامب بالعفو عن مدانين بقتل عراقيين "يتجاهل كرامة الضحايا"، "ولا ينسجم مع التزام واشنطن المعلن بقيم حقوق الإنسان".
ووصفت كتائب حزب الله العراق القرار بـ"الإجراء التعسّفي الظالم"، وطالبت بـ "ضرورة العمل الجاد لإخراج القوات الأميركية من العراق ومحاكمتها لمنع تكرار جرائمها بحقّ الشعب العراقي، لا سيما إغتيال قادة النصر". واعتبرت أن "دولة الشر تواصل الاستخفاف بكرامة شعبنا".
وأكدّ عضوُ المكتب السياسي لحركة "عصائب أهل الحق"، سعد السعدي، للميادين أنّ قرار ترامب "بالعفوَ عن مرتكبي مجزرة ساحة النسور، التي وقعت في أيلول/ سبتمبر 2007 وأدت إلى مقتل 14 مدنيا وإصابة 17 على يد الحراس الـ4 ، ماهو إلا تكريس للإستراتيجية الأميركية في المَنطقة واستهتار بدماء العراقيين".