"الناتو" يفحص أنظمته بعد الهجوم الإلكتروني في أميركا

بعد هجوم إلكتروني واسع النطاق على وكالات حكومية أميركية وأخرى أجنبية، حلف "شمال الأطلسي" يقول إنه "يفحص أنظمته للكومبيوتر لتقييم الوضع بهدف تحديد وتخفيف أي مخاطر محتملة".

  •  مسؤول في حلف شمال الأطلسي: لم يتم العثور على أي دليل على خطر ضد أي من شبكات
    مسؤول في حلف شمال الأطلسي: لم يتم العثور على أي دليل على خطر ضد أي من شبكات "الناتو"

أكّد حلف "شمال الأطلسي" (الناتو)، اليوم السبت، أنّه "يفحص أنظمته للكومبيوتر بعد هجوم إلكتروني واسع النطاق على وكالات حكومية أميركية وأخرى خارج البلاد"، وجّهت واشنطن "أصابع الاتهام فيها تجاه روسيا".

ونجح القراصنة في اختراق برنامج "أونيون" الذي تنتجه شركة "سولار ويندز" والمستعمل في إدارة الشبكات المعلوماتية للشركات الكبرى والإدارات.

وقالت شركة "سولار ويندز" إن ما يصل إلى 18 ألف عميل، بما في ذلك الوكالات الحكومية وشركات قائمة "فورتن 500"، قاموا بتنزيل تحديثات البرامج المخترق، ما يسمح للقراصنة بالتجسس على تبادل رسائل البريد الإلكتروني.

وقال مسؤول في حلف شمال الأطلسي، إنه "لم يتم العثور على أي دليل على خطر ضد أي من شبكات "الناتو"، مؤكداً مواصلة الخبراء "تقييم الوضع بهدف تحديد وتخفيف أي مخاطر محتملة على شبكاتنا".

وأشار المسؤول الذي لم يتم الكشف عن هويته بما يتماشى مع سياسة الحلف، إنّ المنظمة التي تتخذ من بلجيكا مقراً لها تستخدم برنامج "سولار ويندز" في بعض أنظمتها.

كما أضاف أنه "لدى الناتو أيضاً فرق رد سريع إلكتروني على أهبة الاستعداد لمساعدة الحلفاء على مدار 24 ساعة في اليوم".

واتهمت الولايات المتحدة روسيا بالوقوف وراء الهجوم الإلكتروني، إذ قال وزير خارجيتها،  مايك بومبيو أمس الجمعة "الآن يمكننا أن نقول بشكل واضح جداً أن الروس يقفون وراء ذلك الهجوم". لكن موسكو نفت تورطها في الأمر.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مصادر قولهم إن "قراصنة الحكومة الروسية الذين اخترقوا شركة كبرى للأمن السيبراني يقفون وراء حملة تجسس عالمية أدت أيضاً إلى اختراق وزارتي الخزانة والتجارة والوكالات الحكومية الأخرى في الولايات المتحدة".

وعلى صلة بالمسألة، أعلنت المفوضية الأوروبية، اليوم السبت، أنها "تحلل الموقف" رغم عدم تسجيلها "أي تأثير على أنظمتنا".

وأفادت شركة "مايكروسوفت"، الخميس، أنها أعلمت أكثر من 40 زبوناً تضرروا من البرنامج الذي استعمله القراصنة والذي قد يتيح لهم النفاذ إلى شبكات الضحايا.

وقال رئيس "مايكروسوفت" براد سميث على مدونته إن "نحو 80% من هؤلاء الزبائن يوجدون في الولايات المتحدة، لكننا تمكنا أيضاً في هذه المرحلة من تحديد ضحايا في عدة دول أخرى". 

والدول المعنية هي كندا والمكسيك وبلجيكا وإسبانيا والمملكة المتحدة و"إسرائيل" والإمارات.  وأكد سميث إلى أن "عدد الضحايا في الدول المتضررة سيواصل الارتفاع".

وأعلن مجمع الاستخبارات الأميركيّة أنّ عمليّة تسلّل إلكتروني "كبيرة ومستمرة"، أصابت شبكات حكوميّة على مدار الأيام الماضية.

يذكر أنّ صحيفة "واشنطن بوست" نقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم، إن وزارة الأمن الداخلي، وهي ثالث وكالة فيدراليّة أميركيّة، "وقعت ضحيّة لـ حملة تجسس إلكتروني كبيرة من قبل الحكومة الروسيّة".

بدورهم، قال مسؤولون آخرون إن الوزارة المكلفة بحماية البلاد من هجمات إلكترونيّة وغيرها "أضيفت إلى قائمة الأهداف التي تعرضت في الآونة الأخيرة لـ هجمات إلكترونيّة، ومن ضمنها وزارتا الخزانة والتجارة". 

ولا زالت الهجمات الإلكترونية على الوزارات والمؤسسات الأميركية غير واضحة المعالم، حيث لا تزال التحقيقات مستمرة ولن يتم رفع السرية عن بعض البيانات المتعلقة بالموضوع، وفق ما أعلن مؤخراً وزير الخارجية مايك بومبيو.  

اخترنا لك