أحزاب جزائرية تدعو المغرب لرفض التطبيع وبيع حق الشعب الفلسطيني
بعيد إعلان موافقة المغرب تطبيع علاقاته مع "إسرائيل" على خطى الإمارات والبحرين والسودان، أحزاب جزائرية تطالب الشعب المغربي لرفض التطبيع، وإدانة"صفقة القرن" وعدم بيع الحق الفلسطيني.
قالت "حركة البناء الوطني" في الجزائر أن إعلان الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب عن تطبيع المغرب العلاقات مع "إسرائيل" لا يمتلك أي مصداقية، مشيرة إلى أن اعترافه بالاحتلال في الصحراء مثل رفضه الاعتراف بخسارته في الانتخابات أمام الديموقراطي جو بايدن.
وأضافت الحركة في بيان لها، اليوم الجمعة، "نحن إذ ندين كل مسار صفقة القرن القبيحة لبيع حق الشعب الفلسطيني عبر سماسرة الشرق الأوسط، فإننا نتأسف لتطبيع المغرب مع الكيان الصهيوني، ونبرأ بالشعب المغربي ونخبه الحية أن تقبل ببيع الحق الفلسطيني في أي ظرف من الظروف، ومن أي حكومة أو سلطة كانت".
وتابع البيان أن "قضية الصحراء الغربية قضية احتلال وتحكمها مواثيق الشرعية الدولية، وفلسطين قضية الأمة الإسلامية المقدسة، وكما سقط ترامب ستسقط قراراته وتتحطم مشاريعه في إدخال المنطقة إلى نفق الصراع والتوترات".
وأشار إلى أن "الجزائر التي رفضت الهرولة نحو التطبيع التزاماً مع خيارات شعبها، تجدد اليوم موقفها في دعم الشعوب في تقرير مصيرها، وتستمر في حماية تحولها الديموقراطي عبر تماسك قرارها وانسجامها مع قيمها ومواقفها المبدئية، لأنها لا تبيع الحرية في سوق الصفقات المشبوهة، إنها بالفعل قوتا إحتلال تتآمران على شعبين محتلين".
بدوره، أكد حزب "جبهة التحرير الوطني" في الجزائر، أنه تلقى "بغضب واستنكار واستهجان، إعلان المملكة المغربية إقامة علاقات دبلوماسية مع "إسرائيل"، مقابل اعتراف ترامب بسيادة مزعومة للمغرب على الصحراء الغربية المحتلة".
وقال الحزب في بيان إن "اللافت أن صفقة الذل والعار وبيع شرف الأمة تمّت في يوم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في 10 كانون الأول/ديسمبر، فبينما يرزح الشعبان الفلسطيني والصحراوي تحت نير الاحتلال والقمع والدوس على حقوق الإنسان، يحتفل المغرب بإقامة علاقات كاملة مع الكيان الصهيوني من جهة، والحصول على سيادة وهمية على أراضي الصحراء الغربية المحتلة من جهة أخرى، موهماً نفسه بأن تغريدة على "تويتر" لترامب كفيلة بقلب الحقائق على الأرض".
وأضاف أن "التخلي عن الحق الثابت للشعب الفلسطيني في مقابل الحصول على حق وهمي بالسيادة على أرض الصحراء الغربية المحتلة، هو بئس الرفد المرفود، وسيبقى وصمة عار سياسية ودبلوماسية وأخلاقية تلاحق أصحابه الذين لطالما تغنوا باحتضان القضية الفلسطينية".
وأكد البيان أن التغريدة لن تغير من جوهر القضية على أرض الواقع، بل إنها "ستؤكد شعوراً عاماً بأن تؤاطؤ جزء من المجتمع الدولي كان سبباً أساسياً في تعميق معاناة الشعب الصحراوي، وإطلاق يد الاحتلال المغربي في ارتكاب المزيد من الاعتداءات والانتهاكات".
البيان رأى أن "ما عجز الاحتلال المغربي عن تحقيقه على أرض الصحراء الغربية لن يفلح بنيله بعد تغريدة الرئيس المنتهي ولايته، بل إنها ستزيد من قناعة الشعب الصحراوي وإصراره على المقاومة والنضال حتى تقرير المصير، لأن إنكار الحقوق لا يزيد أصحابها إلا عزما وصلابة".
كما، اعتبر حزب الحرية والعدالة في الجزائر أن "إعلان ترامب عن تطبيع المغرب لعلاقاته مع الكيان الصهيوني، ماهو إلا تتويج لمسار سنوات من التنسيق بين حكام المغرب وإسرائيل".
ووصف حزب الحرية والعدالة في بيان له اليوم الجمعة، خطوة الرباط بالمقايضة الرخيصة التي تستهدف حقوق الشعب الفلسطيني، مشدداً أنها خطوة لن تقدم أي فائدة للشعب المغربي.
ودعا في ذات السياق كل القوى الوطنية في الجزائر "للوحدة والانتباه للخطر المحدق القادم من حدودنا الغربية، بعد أن أصبحت لإسرائيل موطئ قدم في الجارة المغرب".
فصائل فلسطينية: خطوة المغرب شديدة الخطورة وتلحق الضرر بالقضية الفلسطينية
هذا ووصفت الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين في بيان لها قرار المملكة المغربية تطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، بأنه "خطوة شديدة الخطورة تلحق الأذى والضرر بالقضية والحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا، في تقرير المصير والعودة والاستقلال والخلاص من الاحتلال، كما تعرض مصير القدس المحتلة، عاصمة دولة فلسطين، إلى المزيد من مخاطر التهويد".
وقالت الجبهة إن "خطوة التطبيع تشكل، في حقيقة الأمر، دعماً لصفقة القرن، ورؤية ترامب لتصفية القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية، وضم أكثر من ثلث الضفة الفلسطينية المحتلة لدولة "إسرائيل"، وقطع الطريق على قيام الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على حدود 4 حزيران/يونيو 1967 وعاصمتها القدس، وشطب قضية اللاجئين وإسقاط حقهم في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي شردوا منها منذ العام 1948".
وأضافت أن علاقتها مع أبناء الشعب المغربي الشقيق، وقواه السياسية، "علاقات نضالية عميقة الجذور، وهي على ثقة أن أبناء المغرب الشقيق، سيتحملون مسؤولياتهم القومية والوطنية، لتعطيل التطبيع وشلّ آلياته وصون سلامة أرض المغرب الشقيق، من الوفود الصهيونية التي تلطخت أيديها بدماء شهداء شعبنا وجرحاه".
لجان المقاومة من جهتها، رأت أن "تطبيع النظام المغربي مع الكيان الصهيوني يدل على أن هذه الأنظمة الفاسدة أصبحت في مرحلة الاصطفاف والتحالف مع العدو الصهيوني"، معربة عن اعتزازها ورهانها على الشعب المغربي الأصيل الرافض للتطبيع، والذي يقف دوماً إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته.
يذكر أن الرئيس المنتهية ولايته ترامب، أعلن أمس الخميس، عبر "تويتر" أنّ المغرب و"إسرائيل" توصلتا إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما.
وقال ترامب في تغريدة له أنه "وقع إعلاناً يعترف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية".
الديوان الملكي المغربي قال من جهته، إن "الولايات المتحدة ستفتح قنصلية في الصحراء الغربية في إطار الاتفاق مع إٍسرائيل".
الجدير ذكره أن المغرب هي الدولة العربية الرابعة التي تعلن التطبيع مع "إسرائيل"، بعد توقيع الإمارات والبحرين في البيت الأبيض على اتفاق "التطبيع الأسرلة" في واشنطن، وبحضور ترامب. ثم إعلان موافقة السودان على تطبيع علاقاته مع "إسرائيل".