ظريف يدحض ادعاءات نتنياهو.. "اسم فخري زادة لدى مجلس الأمن منذ 2007"
وزير الخارجية الإيراني يقول إن الادعاءات التي تفيد بأن اسم محسن فخري زادة وصل إلى يد الموساد الإسرائيلي عن طريق قوائم منظمة الأمم المتحدة تتعارض مع الواقع، ويؤكد أن اسم الشهيد قدم منتصف العقد الماضي لمنظمة الطاقة الذرية".
اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زادة "عملاً إرهابياً جباناً جاء في إطار مؤامرة ثلاثية أميركية صهيونية سعودية".
والأبرز في كلام ظريف الذي نشره في تدوينة كتبها على صفحته على موقع إنستغرام مساء الإثنين قوله إنه "عند استشهاد فخري زادة زعمت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن اسم هذا العالم وصل إلى يد الموساد عن طريق قوائم منظمة الأمم المتحدة".
وأكد أن "هذا الإدعاء يتعارض مع الواقع بـ 180 درجة حيث أن اسم فخري زادة قُدم للوكالة الدولية للطاقة الذرية منتصف العقد الماضي من قبل أميركا والكيان الصهيوني وأدرج في القرار 1747 المصادق عليه في 24 آذار/مارس عام 2007 من ضمن لائحة الحظر الصادرة عن مجلس الأمن الدولي".
ظريف يكذّب نتنياهو
كلام ظريف يدحض ادعاءات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه هو من كشف عن اسم فخري زادة عام 2018، عندما زعم أنه كشف النقاب عن أرشيف نووي، وقال إن "عملاء الموساد قد أخذوه من طهران".
وفي حينها، نعت نتنياهو زادة بـ"رئيس مشروع نووي سري يسمى مشروع عمد"، وقال "تذكروا هذا الاسم، فخري زادة".
10 سنوات من التركيز الإعلامي الغربي على فخري زادة
قبل نتنياهو بسنوات أيضاً ركز الإعلام الأميركي على فخري زادة وتحدث عنه بكثرة، حيث تبين أنه تم التركيز على هذه الشخصية في السنوات العشر الأخيرة، وخاصة في الحديث عن مفاوضات الاتفاق النووي، إذ وصفته بـ "أبو السلاح النووي"، ما يشي أيضاً أن نتنياهو استمد "معلوماته الاستخبارية" من مصادر صحفية غربية.
عام 2010، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن "العالم النووي الإيراني شهرام أميري وعندما كان في أميركا قدّم نظرة ثاقبة عن العالم السري الذي أنشأه محسن فخري زادة، وهو عالم يكاد يشكل هوسًا في مقر وكالة المخابرات المركزية الأميركية".
وأشارت إلى أن "زادة، الذي ورد اسمه في قرار عقوبات الأمم المتحدة ضد إيران، كان رئيسًا لما كان يُعرف سابقًا باسم المشروع 110 والمشروع 111، ويُعتقد أنهما أسماء رمزية لجهود إيران في تصميم أسلحة نووية يمكن أن تناسب الصواريخ"، بحسب الإدعاءات الأميركية.
عام 2013، قالت الصحيفة الأميركية إن "الهدف الإسرائيلي من المفاوضات النووية هو تفكيك ما تعتقده وكالات الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية والأوروبية أن مشروع "مانهاتن"، مدفون في معامل تحت سيطرة فخري زادة".
في عام 2014، قالت "نيوروك تايمز" في مقال تحت عنوان "غائب منذ فترة طويلة، الخبير النووي لا يزال معلقاً المحادثات الإيرانية"، إن زاده "يعتبر من قبل مسؤولي المخابرات الغربية الأقرب لدى إيران لروبرت أوبنهايمر، الذي قاد مشروع "مانهاتن" لتطوير أول سلاح نووي في العالم".
وأشارت إلى أنه "لسنوات، قيل للمفتشين النوويين الدوليين إن زادة غير متاح للحديث، وإمبراطوريته من المعامل وأماكن الاختبار لا يمكن دخولها".
وأكدت الصحيفة أن وكالة المخابرات المركزية الأميركية (C.I.A) كان لديها فريق كبير من الخبراء لدراسة فخري زادة وشبكته من المرافق الحكومية والمختبرات الجامعية.
الصحيفة الأميركية نفسها، قالت عام 2015، في مقال تحت عنوان "المنظمة النووية تقول إن إيران عملت على تصميم أسلحة حتى عام 2009"، إن دبلوماسيين مطلعين على تقرير نهائي صادر عن وكالة التفتيش النووي التابعة للأمم المتحدة، إلتقوا "بخبراء" في إيران، لكنهم لم يذكروا ما إذا كانوا قد التقوا بـ "قائد الجهد النووي" محسن فخري زادة، هذا كله وإيران تنفي أنها تسعى للحصول على سلاح نووي وأن كل برنامجها سلمي، وهذا ما تأكدت منه منظمة الطاقة الذرية.
في العام نفسه، وأثناء انعقاد المحادثات النووية الإيرانية آنذاك، أشارت "نيويورك تايمز" إلى أن "وكالة المخابرات المركزية تتابع عن كثب أعمال فخري زادة"، مشيرة إلى أن "انجازات الأخير وفريقه من علماء الجامعات ومهندسي الصواريخ والضباط العسكريين كواحدة من آخر وأعظم العقبات في التوصل إلى الاتفاق النووي، وربما على قدم المساواة، مع مسألة ما إذا كان المفتشون سيكونون قادرين، في غضون مهلة قصيرة، على التوغل في أي مكان يشتبهون في أنه قد يخفي أعمالًا متعلقة بالقنابل".
"Real Clear Energy" أشارت في مقال لها نشرته العام الحالي تحت عنوان "إيران تخفي طموحاتها النووية"، إلى أنه "على الرغم من طلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإجراء مقابلة مع محسن فخري زادة، إلا أن هذه الطلبات تم رفضها باستمرار".
ظريف: تزامن اغتيال زادة مع عملية استخبارية وحرب نفسية ضد إيران
وبالعودة إلى تدوينة ظريف، فقال إن "مؤسيي ومؤيدي السياسة الفاشلة يسعون للضغوط القصوى ضد الشعب الإيراني لاستغلال الأيام الأخيرة لنظام ترامب لإثارة التوتر وتقويض الأجواء التي توفرت لرفع الحظر الظالم، وتزامن اغتيال فخري زادة مع عملية استخبارية مضادة وحرب نفسية من قبل هذا المحور الشيطاني".
وأضاف أن "دراسة وتحليل الكلمات المفتاحية الـ 10 آلاف التي نشرت في الساعات الأولى بعد عملية الاغتيال في الأجواء الافتراضية تشير إلى أن 79% من التغريدات موجهة لإثارة الخلافات الداخلية، وإن 21% منها فقط كانت ضد آمري ومرتكبي هذه الجريمة الوحشية".
كما لفت إلى أن "نحو 93% من هذه التغريدات متعلقة بحسابات مزيفة وعديمة الهوية بماضٍ أقل من عام وذات مصدر خارجي غالباً".
View this post on Instagram