أيّ رسائل مترابطة في الدلالات والتوقيت بين زيارة نتنياهو السعودية و"قدس2"؟
هل الاجتماع الثلاثي السعودي الإسرائيلي الأميركي في المملكة هو توطئة لصفقة التطبيع الكبرى أم لحرب محتملة؟
سريعاً حدثت التوقّعات المرتبطة باكتمال قوس التحالف الإقليمي الإسرائيلي برعاية ترامب ضد محور المقاومة.
نتيناهو زار السعودية واجتمع بولي العهد محمد بن سلمان ووزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو في مدينة نيوم. والهدف قد يكون وضع اللمسات الأخيرة لحرب في آخر ولاية ترامب ولا سيما مع فقدان السعودية الموازين العسكرية في حربها على اليمن.
فبعيد سيطرة القوات المسلحة اليمنية على معسكر "ماس" الاستراتيجي في مأرب ها هي شركة أرامكو السعودية في جدة تحت نيران صنعاء.. "قدس2" هو الصاروخ الذي وصل الى العمق السعودي على وقع زيارة نتنياهو أيضاً، فأي دلالات ورسائل مترابطة بين الحدثين؟
تحل زيارة بنيامين نتنياهو إلى السعودية، في لحظة دقيقة جداً في المنطقة من إيران إلى اليمن ولبنان فكل محور المقاومة. لا يمكن فصل تلك الزيارة عن كل النقاط الساخنة، من قطار التطبيع إلى تقهقر التحالف السعودي في اليمن، وصولاً إلى صمود إيران والمقاومة في لبنان.
سواء بتصميم متعمّد أو بسوء تقدير داخل المطبخ الإسرائيلي، تسرّب الخبر: نتنياهو في ضيافة الملك السعودي. وبحسب الإسرائيليين، إنها ليست الزيارة الأولى، وهذا يدفع إلى سؤال بديهي حول التوقيت، لماذا الإعلان هذه المرة عن هذه الزيارة؟
لا شك أنه في الرعاية الأميركية المباشرة الجزء الأكبر من الإجابة، فالجولات المكوكية لدبلوماسيي إدارة دونالد ترامب الراحلة تحاول سباق الزمن، لكي تزرع في الربع الساعة الترامبي الأخير ما يشبه الثوابت المعوّقة التي لا يمكن للرئيس المنتخب جو بايدن تغييرها بسهولة، وما قطار التطبيع إلا رأس هذه الثوابت، فهل الاجتماع الثلاثي السعودي الإسرائيلي الأميركي في المملكة هو توطئة لصفقة التطبيع الكبرى أم لحرب محتملة؟
بركة للميادين: إطلاق صاروخ قدس2 من اليمن إلى جدة يغير الموازين الاستراتيجية الإقليمية
في هذا السياق، قال رئيس لجنة المتابعة في الداخل محمد بركة للميادين، إن "جريدة نتنياهو هي التي نشرت خبر زيارته إلى السعودية".
وأضاف بركة، أن نتنياهو "يريد ترتيب أوراقه الإقليمية بشكل أعمق بعد توقيع اتفاق التطبيع مع الإمارات والبحرين"، مشيراً إلى أن العلاقات الإسرائيلية السعودية لم تبدأ اليوم، "فطائرات نتنياهو تطير فوق السعودية منذ فترة طويلة"، بحسب تعبيره.
وفيما يخص الصواريخ التي أطلقت من اليمن، قال بركة إن "إطلاق صاروخ قدس2 من اليمن إلى جدة يغير الموازين الاستراتيجية الإقليمية"، لافتاً إلى أن "إطلاق هذا الصاروخ ربما لا يحسم الصراع لكنه يغير في الموازين وتسميته تؤكد مركزية قضية فلسطين".
وأردف، "توقيت إطلاق صاروخ قدس2 مع زيارة نتنياهو إلى السعودية له رسائل بالغة جداَ".
وتابع بركة، "أنا لست متحمساً لبايدن، ورأينا ما وصلت إليه القضية الفلسطينية عندما كان نائباً لأوباما".
هذا وقالت صحيفة "إسرائيل هيوم" اليوم إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وافق على نشر نبأ الاجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لبحث ردود الفعل في المملكة السعودية والعالم العربي.
وأكدت الصحيفة أن مصدراً على صلة مع مسؤولين كبار في السعودية، قال لهم إن "هذا اللقاء ليس الأول بين نتنياهو وبن سلمان، وقد عُقدت مثل هذه اللقاءات مؤخراً، وأن المشاركين في الاجتماع وافقوا على نشر تفاصيله من أجل نقل الرسائل إلى الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة".
بالتوازي، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نتنياهو قوله، "لا تصدقوا كل تقرير غير دقيق في الإعلام عن اجتماعات سرية"، مرجحة أنه "ربما هناك محاولة من نتنياهو للتراجع خطوة إلى الوراء، بعد انزعاج السعودية من تسريب المعلومات حول هذا اللقاء".
أبو أحمد فؤاد للميادين: إدارة بايدن ستبتز السعودية
بدوره، قال نائب الأمين العام للجبهة الشعبية أبو أحمد فؤاد، "ليس هناك مفاجأة في زيارة نتنياهو إلى السعودية"، معتبراً أن كل مسار التطبيع تم بمواقفة السعودية التي أخذت تعلمياتها من واشنطن.
وخلال لقائه مع الميادين، رأى أبو أحمد فؤاد أن "السعودية تلعب دوراً باستكمال مسار التطبيع تنفيذاً لقرارات إدارة ترامب"، مؤكداً أن "السعودية هي التي تقود عملية التطبيع والانهيار الذي وصل إليه النظام العربي الرسمي".
وتابع "واشنطن التي اجتاحت العالم بجرائمها هي في طور التراجع إلى حد كبير على مختلف الأصعدة، وبحسب أبو أحمد فؤاد فإن "إدارة بايدن ستبتز السعودية أيضاً في مسألة حقوق الإنسان للحصول على ثرواتها".
وقال إن الشعب اليمني في حالة الدفاع عن النفس بمواجهة دول عديدة معتدية بدعم أميركي، "وهو يدفع ثمن مواقفه من القضية الفلسطينية ومقاومته لواشنطن وتل أبيب".
يشار إلى أن اليمن لم يخضع، بل يواصل قلب الموازين ولا سيما بعد سيطرة القوات المسلحة اليمنية على معسكر ماس الاستراتيجي في مأرب، وها هي أرامكو تحت نار الصواريخ اليمنية مجدداً وبرسالة "القدس 2" أي أن ساحة الحرب الجغرافية تتجاوز اليمن لتشمل كل حلفاء السعودية في المنطقة.
الجدير بالذكر أنه خلال 48 ساعة حققت القوات المسلحة اليمنية إنجازان، الأول مكشوف ولكن لم يعلن عنه رسمياً، يتمثل بالسيطرة على معسكر ماس الاستراتيجي، والثاني غير مكشوف تسارع القوات المسلحة للإعلان عنه وتبنيه، هو قصف منشأة تابعة لأرامكو في جدة والتي تستهدف للمرة الأولى وبصاروخ مجنح جديد اسمه "قدس 2". بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للسعودية.
فيما قالت لجان المقاومة الفلسطينية إنه "بزيارة الارهابي نتنياهو للسعودية تكتمل أركان جريمة التطبيع". وأكد القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر مزهر أن "الأنظمة الفاسدة لن يحميها التحالف مع هذا العدو المجرم".
من جانبه، نفى وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، اليوم الاثنين، أنباء حول اجتماع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مع مسؤولين إسرائيليين.
وأشار بن فرحان عبر تغريدة في "تويتر" إلى أنه اطلع على تقارير صحفية عن لقاء "مزعوم" بين ولي العهد ومسؤولين إسرائيليين، خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، السعودية في الأيام الماضية.
رئيس معهد أبحاث "الأمن القومي" الإسرائيلي اللواء احتياط عاموس يادلين قال إن "وزير الخارجية السعودي نفى لقاء نتنياهو مع ابن سلمان لأنه مثل وزراء خارجية آخرين في المنطقة لم يعرف باللقاء".
من جهة أخرى، اعتبرت "كان" أن "جبهة إسرائيلية مع السعودية ودول عربية أخرى يمكن أن تغير خطة بايدن بالعودة إلى الاتفاق النووي السابق مع إيران".
وقال شاؤول يناي، المختص في شؤون تاريخ الشرق الأوسط، إنه "فوائد التطبيع مع السعودية، تكمن بتشكيل جبهة موحدة ضد التهديد الإيراني، كما أن هذا التطبيع عزز موقع السعودية".