هل يغامر ترامب بسيناريو انتقامي قبل أن يغادر؟

أمام التحذيرات من خطوات انتقامية لترامب من إيران ومحور المقاومة، تقف المنطقة أمام احتمالات عديدة، بينها الحرب، فهل يقدم الرئيس الخاسر عليها؟

  • هل يقدم الرئيس الأميركي الخاسر على المغامرة قبل رحيله؟
    هل يقدم الرئيس الأميركي الخاسر على المغامرة قبل رحيله؟

لا يقدم أي رئيس أميركي في نهاية ولايته عادة على اتخاذ قرارات كبرى، وإن كان القانون يسمح له بذلك، لكن الرئيس دونالد ترامب الذي خسر الانتخابات يصرّ على أن يبقى الاستثناء.

حملة الإقالات التي نفذها ترامب، ومن بينها إقالة وزير دفاعه مارك إسبر في تغريدة له على "تويتر"، وتعيين كريستوفر ميلر رئيس المركز الوطني لمكافحة الإرهاب بدلاً عنه لإدارة دفّة وزارة الدفاع، توحي باحتمال إجراء خطوات انتقامية، وتبرر الهواجس مما قد يقدم عليه ترامب داخلياً وخارجياً، وهو الرافض الاعتراف بخسارته.

وأمام خيارات ترامب المختلفة سيناريوهات عديدة لمحور المقاومة للرد، هل ينفذ اعتداء أو يسحب كل قواته من المنطقة؟ وفي ظل التحذيرات من قيامه بخطوات انتقامية من إيران ومحور المقاومة، تقف المنطقة أمام احتمالات حرب، إن بدأها ترامب، فلن يتمكن خليفته من تحمل تبعاتها. وعليه، يرفض ترامب المغادرة من دون بثّ القلق في بلاده وحول العالم.. فكيف ستكون الفترة الأخيرة لولايته؟

على مدار أربع سنوات، جهدت إدارة ترامب لإدارة الصراع مع محور المقاومة، فاتبعت سياسة الضغوطات القصوى ضد طهران وحلفائها، وأوصلت المواجهة إلى حافة الحرب، باغتيالها قائد قوة القدس في حرس الثورة اللواء الشهيد قاسم سليماني ورفاقه، في مسعى منها لإجبار طهران على الدخول معها في مفاوضات تعيد صياغة الاتفاق النووي.

فشلت جهود إدارة ترامب في إجبار إيران ومحور المقاومة على الرضوخ، ما أفشل جهود الرئيس الخاسر في كسب ورقة يستخدمها في حملته الانتخابية.

من هنا، برزت مخاوف أميركية من ركوب ترامب موجة التحريض والانتقام، ليقوم بعمل عسكري ضد إيران وحلفائها قبل مغادرته البيت الأبيض في العشرين من كانون ثاني/يناير المقبل.

بويلان للميادين: ترامب قد يقوم بمغامرة عسكرية

وفي هذا الإطار، رأى دان بويلان، محرر شؤون الأمن القومي في صحيفة "واشنطن تايمز"، في حديث للميادين، أن البنتاغون أدخل جيمس ماتيس ضمن فريق ترامب حتى يضع حدوداً لاندفاعه ولقراراته حول سوريا والعراق.

  • بويلان للميادين: ترامب يمكن أن يبدل الواقع بطريقة غير محسوبة ويقوم بمغامرات عسكرية

وأشار إلى أن شخصية ترامب هي شخصية استشرافية، فهو يفكر في المستقبل، ويمكنه أن يبدل الوقائع القائمة، لافتاً إلى أن شخصيات مهمة كانت تسعى وتحاول لدى ترامب لسحب القوات الأميركية من الشرق الأوسط. وأضاف أن "ترامب يمكن أن يبدل الواقع بطريقة غير محسوبة، وقد يقوم بمغامرات عسكرية". 

وتناول بويلان التعيينات التي قام بها ترامب، وبعض هؤلاء المعينين من داعمي "إسرائيل" وكارهي إيران والإسلام، وذلك لإثارة رد فعل عسكري تجاه إيران.

ولفت إلى أن رئيس الأركان ووزير الدفاع كانا من الأشخاص الذين يعملون مع البنتاغون للسيطرة على اندفاعات ترامب ومغامراته في سوريا وإيران.

العميد عباس للميادين: قرار الحرب ليس عند ترامب

  • محمد عباس للميادين: قرار الحرب الشاملة يعود للكونغرس الأميركي وليس لترامب

بدوره، قال الخبير في الشؤون العسكرية والأمنية العميد محمد عباس للميادين: "مع شخصية ترامب، كل الاحتمالات واردة، لكن قرار الحرب الشاملة يعود إلى الكونغرس الأميركي، وليس إليه".

وعن احتمال قيام ترامب بعمل عسكري قبل أن يغادر، رأى عباس أن "من المحتمل أن يقوم بعمل عسكري محدود لجرّ إيران إلى حرب، لكن العملية العسكرية المحدودة قد تتدحرج إلى حرب شاملة، وهذا غير ممكن خلال 70 يوم باقية لترامب، ناهيك بقدرة الردع لدى إيران".

ولفت إلى أن ترامب قام بكل التغييرات في وزارة الدفاع وبقية الأجهزة، في محاولة لإزاحتهم بهدف التحرر من بعض الضغوط عليه، وهو لا يزال يناور، لكن القرار الاستراتيجي لأميركا ليس بيد رئيس البلاد.

ورأى أن "ترامب لا يمكنه أن يورث خلفه جو بايدن حرباً غير معروفة نتائجها وتبعياتها، أو توريط الولايات المتحدة بالحرب التي قد تمتد لسنوات وتكلّفها على المستوى العسكري، وسيكون مسرحها، إما إيران أو سوريا أو حزب الله في لبنان، أو كلها مجتمعة، لكنها مستبعدة".

وأعرب عباس عن اعتقاده بأن ميزان الردع الاستراتيجي قائم، وهو يمنع الحرب.

وأشار إلى أن ترامب قد يقدم على الانسحاب من المنطقة، وأنه كان ينوي الانسحاب من سوريا والعراق وأفغانستان. لكنه يمكن أن يسجل قبل خروجه "إنجازاً"، ويقول: "حققت ما طرحته في الانتخابات، وأعدت أبناءنا إلى أميركا، وانسحبت من الاتفاق النووي"، ويزايد على بايدن.

حمادة للميادين: ترامب يحاول كالجريح الانتقام من خسارته

الباحث في الشؤون الأمنية والإسرائيلية، محمد حمادة، اعتبر في حديث إلى الميادين أن ترامب يبدو كالجريح الذي يحاول أن ينتقم من خسارته.

واعتبر أنَّ قرار ترامب بالمناورة يحتاج إلى سنوات، ولم يعد الوقت المتبقي يسمح له باتخاذ قرار الحرب، وإن ضرب، فإن الضربة ستكون ضربة الجريح، وهي موضع شك.

ولفت إلى أن نتنياهو يعيش حالة الضعف نتيجة أسباب داخلية، أهمها الفشل في مواجهة كورونا.

وأشار إلى أنه على الرغم من أن نتنياهو يود أن يدفع بترامب إلى الحرب، ولكنه لا يستطيع أن يدخل الكيان بهذه المغامرة، لأنها تهديد وجودي للكيان الإسرائيلي.

 

 

 

 

بعد 4 سنوات من ولاية الرئيس دونالد ترامب يخوض الأخير انتخابات جديدة للفوز بولاية ثانية، فيما يخوض الديمقراطيون معركة العودة إلى الرئاسة مستفيدين من أخطاء ترامب والمشاكل التي أغرق فيها أميركا.

اخترنا لك