هل بدأ العد العكسي لخروج الأميركيين من العراق عبر المقاومة؟
تتصاعد العمليات الأمنية ضد الأميركيين في العراق. استهداف أرتال التحالف الأميركي بات بوتيرة يومية وفي مختلف المحافظات، وآخرها أمس في بابل وفي النجف حيث جرى استهداف المعهد الأميركي. وقبلها ما يجري من استهداف للسفارة الأميركية في بغداد.
استهدف انفجار رتلاً تابعاً للتحالف الأميركي في محافظة صلاح الدين وسط العراق.
خلية الإعلام الأمني ذكرت أن الرتل كان ينقل معدات التحالف الأميركي المنسحب من العراق بواسطة شركات نقل عراقية وتعرّض إلى انفجار عبوة ناسفة في قضاء الإسحاقي.
فهل بدأ العدّ العكسي لخروج الأميركيين بواسطة المقاومة المسلحة؟
استهداف قوات التحالف بقيادة واشنطن في العراق أمسى على نحو متصاعد، يكاد لا يمر يوم حتى يعلـن عن تفجير عبوات ناسفة بأرتال النقل اللوجيستي المتوجهة إلى القواعد أو تلك التي تحمل معدات لقوات منسحبة من العراق، فيما صواريخ الكاتيوشا تتساقط بشكل شبه يومي على السفارة الأميركية وسط بغداد ومواقع تضم قوات أميركية كمعسكر فيكتوري قرب مطار بغداد الدولي ومعسكر التاجي .
الحكومة العراقية وعبر قيادة العمليات المشتركة تحدثت عن إجراءات ضد مطلقي الصواريخ، لكن البيانات باتت المصدر الذي ينقل تفاصيل الهجمات ضد الوجود الأجنبي وتتحدثُ عن أضرار لمتعاقدين عراقيين مع التحالـُف..
ومع تصاعد الهجمات على القوات الأميركية اتخذت واشنطن قراراً بتخفيض عديد جنودها في العراق، فتحدث الرئيس ترامب عن خطة لسحب مزيد من الجنود والإبقاء على نحو 2000 جندي من أصل أكثر من 6000 آلاف يتوزعون على قواعد شمال العراق وغربهُ وفي العاصمة بغداد
بينما تُجيب الفصائل التي تتبنى الهجمات بأنها اتخذت قراراً بتوسيع رقعة الضغط على الأميركيين على خلفية تسويف المطالب العراقية وعدم الخضوع لقرار البرلمان، كما أن زيارة رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الى واشنطن لم تُفضٍ الى تحديد موعد واضح لإنهاء الوجود الأميركي .
وبالتزامن غرّد زعيمُ التيار الصدري السيد مقتدى الصدر على حسابه الشخصي مُعلنا رفضهُ استهداف البعثات الدبلوماسية والمقار الثقافية ، ومُحذراً من أن ذلك سيُدخلُ العراق في نفق مُظلم وعلى المعنيين اتباعُ الطرق السياسية والبرلمانية لإنهاء الاحتلال.
الجزء الأول من فتح النار على التواجد الأميركي في العراق، كان في نهاية العام الماضي عندما قامت القوات الأميركية باستهداف القوات الرسمية العراقية في عدة مناسبات، وكذلك معسكرات تابعة للقوات العراقية نتحدث عن الحشد الشعبي.
هذه المبررات دفعت إلى إطلاق النار بشكلٍ مباشر على القوات الأميركية المتواجدة في عدة قواعد، نتحدث عن كركوك وما تلاها.
وجدت واشنطن مبرراً بعد هذه الهجمات لتقوم بحادثة المطار في كانون الثاني/ يناير الماضي .
بعد ذلك اشتد هذا الاستهداف من قبل الفصائل العراقية على القوات الأميركية، وأثمر ذلك عبر انسحاب جزء من القوات الأميركية وانسحاب القوات المتعددة الجنسيات الأخرى المنضوية في التحالف.
أما في التوقيت الحالي، تقول الفصائل التي تتبنى الهجمات بأنها تضغط وتتوسع من رقعة هذا الاستهداف، وذلك هو رد على زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى واشنطن، عندما قالت الأخيرة سنبقى ثلاث سنوات في العراق وأيضاً تحدثت عن خفض لهذه القوات وعدم تحديد موعد رسمي واضح، ما دفع الفصائل العراقية إلى تكثيف هذه الهجمات.
ما أوجه الشبه بين التدخل #الأميركي في #العراق و #أميركا_اللاتينية؟
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) September 18, 2020
شاهدوا التفاصيل في حلقة اليوم من #التحليلية pic.twitter.com/3T1YXR5XMg
وكان الكاظمي زار العاصمة الأميركية واشنطن على رأس وفد حكومي، تلبية لدعوة رسمية في 19 آب/ أغسطس الماضي.
وأكد الكاظمي خلال زيارته أن لقاءه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان مهماً وناجحاً، لافتاً إلى أن كلا الطرفين خرجا مرتاحين من هذا اللقاء.
وقال إنه "جرى خلال اللقاء الحديث عن التعاون الاقتصادي، والتعاون الأمني، وإعادة تقييم الوجود الأميركي في العراق".
وفي السياق، أضاف الكاظمي أنه "تم الاتفاق من خلال الحوار الاستراتيجي برئاسة وزير الخارجية ونظيره الأميركي على مجموعة مبادئ تصب جميعها في مصالح الشعب العراقي، التي تتعلق بتواجد القوات الأميركية وإعادة جدولته وإعادة انتشار القوات الأميركية خارج العراق"، مبيناً أنه "تم الاتفاق ضمن الحوار الاستراتيجي على وضع فريق فني لإيجاد آلية لهذا الانتشار خارج العراق".
وفي وقت سابق اليوم، قالت خلية الإعلام الأمني في العراق إن عبوة ناسفة انفجرت برتل تابع للتحالف بقيادة واشنطن، على الطريق السريع في منطقة المسيب بمحافظة بابل.
وأضافت في بيان "تعرّض رتل كان ينقل معدات التحالف الدولي المنسحبة مِن العراق بواسطة شركات نقل عراقية وسائقي العجلات من المواطنين العراقيين، إلى انفجار بعبوة ناسفة على الطريق السريع في منطقة المسيب بمحافظة بابل".