التعليم الحكومي ممنوع .. ومصير آلاف من طلاب الحسكة مجهول
بعد 7 أعوام، من فرض تدريس حصص للغة الكردية، في العام 2013، وفرض مناهج خاصة بها لمراحل التعليم الأساسي والثانوي، حسمت (الذاتية) قرارها، ومنعت التعليم الحكومي، ما ترك آثاراً سلبية على الطلاب.
يقف كادر مدرسة خليل الفراهيدي أمام مدرستهم التي أخرجوا قسراً منها، لليوم الخامس على التوالي، احتجاجاً على اغلاقها من قبل (الاسايش) الكردية، ومحاولة فرض منهاج (الإدارة الذاتية) الكردية، كبديل لمنهاج وزارة الترية الحكومية، وذلك بعد قرار (الذاتية)، منع التعليم الحكومي بكامل مراحله في مناطق سيطرتها في محافظة الحسكة.
وبعد 7 أعوام، من فرض تدريس حصص للغة الكردية، في العام 2013، وفرض مناهج خاصة بها لمراحل التعليم الأساسي والثانوي، حسمت (الذاتية) قرارها، ومنعت التعليم الحكومي، ما ترك آثاراً سلبية على الطلاب.
ويقول أحد كوادر مدرسة خليل الفراهيدي التي تعد واحد من 118 مدرسة ثانوية أغلقتها (الإدارة الذاتية) الكردية، لـ الميادين نت "أخرجونا بقوة السلاح من مدارسنا، لفرض مناهج مؤدلجة، وغير علمية، وتهدف لنشر فكر سياسي، بعيداً عن القيمة العلمية".
وتابع "مايحزّ بالنفس أن من اتخذ قرار الإغلاق، هم أشخاص تعلموا في مدارس وجامعات الدولة السورية، واليوم يمنعون تدريس ذات المناهج".
إلى ذلك، تؤكد الطالبة همرين، من طلاب مدرسة الشهيد حنا عطاالله للمتفوقين، أن "الطلاب فقدوا مدرستهم، ومنعوا من حقهم في التعليم الحكومي، والوصول ألى الجامعات الحكومية، لكننا سنواصل تعليمنا في الغرف مسبقة الصنع، حتى لا يضيع مستقبلنا".
كما ترى همرين، أن "مناهج الذاتية غير معترف بها، ولا مستقبل لها، ولا تلقى أي إقبال من الطلاب عليها، لأن مصير الدراسة فيها مجهول".
فيما تؤكد مديرة التربية بالحسكة، الهام صورخان، لـ الميادين نت أن "الكثير من مسؤولي الادارة الذاتية يمنعون التعليم الحكومي في مناطق عدة، ويرسلون أولادهم لتلقي التعليم الحكومي في المدارس الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، ولدينا أسماء وأرقام موثقة بذلك".
وتكشف مديرة التربية، أن "ممارساتهم المستمرة منذ 7 سنوات، أدت لخروج 2106 بناء مدرسي عن السيطرة من أصل 2285، مؤكدة أن "المديرية تدير 179 بناء مدرسياً فقط في كل أرجاء المحافظة، يدرس فيها 130 ألف طالبة وطالب في مرحلتي التعليم الثانوي والاساسي، ماسيؤدي لضغط كبير في اعداد الطلاب في الشعب الصفية".
وبينت صورخان، أن "الاجراءات الخاصة بمنع تفشي فيروس كورونا هذا العام، تمنع الازدحام بالصفوف، ما سيؤدي إلى أزمة في استيعاب أعداد الطلاب"، لافتة إلى "قيام المديرية ببناء 200 غرفة صفية مسبقة الصنع لاستيعاب الطلاب في مدارس القامشلي والحسكة، مع استثمار المباني الحكومية، والساحات الفارغة لتحويلها لمدارس، وضمان عدم تسرب اي طالب من التعليم الحكومي".
بدوره، أكّد محافظ الحسكة، غسان حليم خليل، خلال لقائه المنسق المقيم للامم المتحدة في سورية، عمران رضا أن "ضرورة قيام منظمات الامم المتحدة، بدورها، في الضغط، لتحييد التعليم عن الصراعات السياسية، وتلقي الطلاب تعليمهم الحكومي المعترف به"، مؤكداً أن الأهالي والطلاب يرفضون هذه المناهج، ولايمكن القبول بها.
كما بيّن المحافظ، أن الأمم المتحدة يجب أن تؤدي دورها في تجنب تسيس التعليم وتحييده عن اي صراع سياسي وعسكري في المنطقة.
بالمقابل، أكّد رئيس هيئة التربية و التعليم في الإدارة الذاتية الكردية، محمد صالح عبدو، في تصريحات لمواقع إعلامية كردية، أن الهيئة قامت بإنهاء التعليم الحكومي في مناطق سيطرة الادارة الذاتية، بعد تأليف مناهج كاملة من الصف الأول حتى الصف الثالث الثانوي، ولم يعد لدينا أي طالب يدرس المنهاح الحكومي.
ولم يعلق، عبدو، على فرض مناهج علمية، لا مستقبل واضح لها، وغير معترف بها محلياً ودولياً.
ومن المقرر أن يبدأ الطلاب دوامهم الدراسي يوم الاحد القادم 13 أيلول/ سبتمبر بعد تأكيد وزير التربية السوري، دارم طباع، خلال مؤتمر صحفي، افتتاح المدارس في موعدها، دون اي تأجيل.
ومن المتوقع أن تلاقي مديرية التربية في الحسكة، صعوبة في تطبيق الاجراءات الاحترازية الخاصة بمنع تفشي فيروس (كورونا)، في ظل وصول اعداد الطلاب في الشعبة الصفية الواحدة في بعض المدارس لأكثر من 90 طالباً في المدارس الحكومية في هذه المحافظة.