"التطبيع مع إسرائيل".. وزير الخارجية السوداني يكشف شرط واشنطن لرفع بلاده من "قائمة الإرهاب"
بعد الذي الذي سمعه وزير الخارجية الأميركي، خلال زيارته السودان حول مقترح تطبيع الأخير لعلاقاته مع "إسرائيل"، وزير الخارجية السوداني يتحدث عن تفاصيل العرض الأميركي.
كشف وزير الخارجية السوداني المكلف عمر قمر الدين، أن الإدارة الأميركية وعدت بدراسة إمكانية رفع اسم السودان من القائمة الأميركية للدول "الراعية للإرهاب"، مقابل تطبيع علاقاتها رسمياً مع "إسرائيل".
وأضاف قمر الدين، في مقابلة مع صحيفة "التيار" السودانية، أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، جاء إلى الخرطوم وطرح ملفين، الأول التطبيع بين السودان و"إسرائيل"، والثاني حذف اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، "ووضع الملفين في سلة واحدة".
ولفت قمر الدين إلى أن "رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، طرح، رداً على عرض بومبيو، سؤالا مفاده ماذا يجني السودان اقتصادياً أو متى يرفع من قائمة الإرهاب؟".
وأشار وزير الخارجية السوداني، إلى أنه حسب اعتقاده، فإن "بومبيو، لا يمانع حذف السودان من قائمة الإرهاب مقابل التطبيع، بجانب دخول كبرى الاستثمارات الأميركية إلى السودان وقد سمى بعض الشركات"، منوهاً إلى أن "بومبيو رد بأن حكومته ستدرس الأمر مع الجانب الإسرائيلي ومن ثم ترد".
وأوضح قمر الدين أن "بومبيو لم يتحدث عن الجانب الإسرائيلي المعني بالتطبيع، لكن لم يقدم الالتزام الواضح، مثلاً يحدد سقف زمنياً لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب الأميركية، وطبعاً تحدث عن معونات أميركية وهي شئ لا يستحق الذكر"، مؤكداً أن "قضية إزالة اسم السودان من قائمة الإرهاب أصبحت قضية رأي عام أميركي، والإعلام الأميركي المؤثر يقول إن الوقت قد حان لحذف اسم السودان من قائمة الإرهاب".
وكان وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، زار الخرطوم لعدة ساعات في 25 آب/أغسطس الفائت، وتناول موضوع حذف اسم السودان من القائمة الإرهاب الأميركية للدول الراعية للإرهاب، وملف تطبيع العلاقات مع "إسرائيل".
وضغط بومبيو على السودان لتطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، وفقاً لمسؤولين أميركيين، لكن رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك أبلغ بومبيو أنّ "حكومته لا تملك تفويضاً لاتخاذ قرار بشأن التطبيع مع إسرائيل"، كما أعلن المتحدث باسم الحكومة السودانية، في وقت تزامن فيه بومبيو الخرطوم، مع غضب شعبي من هذه الزيارة.
وتحاول الولايات المتحدة إلزام الخرطوم ببعض الشروط لحذفها من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وكانت مجلة "فورين بوليسي" قد نقلت عن أعضاء في مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين، قولهم إنّ إدارة الرئيس دونالد ترامب، توصلت إلى اتفاق مبدئي مع الحكومة الانتقالية في السودان، يقضي بأن تدفع الخرطوم تعويضات بقيمة 335 مليون دولار لشطب اسم السودان من القائمة.
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، والذي تطبق الولايات المتحدة الأميركية حزمة عقوبات متصاعدة ضد بلاده، كان اعتبر عقب زيارة بومبيو للخرطوم، أن المساومة التي ينضوي عليها العرض الأميركي، تكشف "المعيار الذي تضعه واشنطن لإزالة الدول من قائمة الإرهاب أو وضعها ضمن تلك القائمة، الخاصة بوزارة الخارجية الأميركية".
وأرفق ظريف برسالته، خبراً لوكالة "رويترز"، حول تصريح رئيس الوزراء السوداني، الذي قال خلال لقائه ببومبيو إنه "يجب فصل التطبيع مع إسرائيل، عن القرار الأميركي بشأن حذف السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب".
وأضاف ظريف: "معيار قائمة الإرهاب الأميركية هو العلاقة مع إسرائيل".
Thanks to @SecPompeo, we now know criteria for a country to be removed from—or included in—State Dept's terror list:
— Javad Zarif (@JZarif) August 26, 2020
Relations with Israel.
World's No.1 nuclear threat, rights violator, illegal occupier & terror entity
How can the world STILL take US foreign policy seriously? pic.twitter.com/TR4NVWdKCy
صحيفة "إسرائيل هيوم" ذكرت أن بومبيو يخطّط لمؤتمرٍ إقليميٍ في إحدى دولِ الخليج خلال الأسابيع المقبلة، وستشارك فيه البحرين وسلطنة عُمان والمغرب والسودان وتشاد إلى جانب "إسرائيل".
وكانت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية نقلت عن مصادر إسرائيلية قولها إنّ الهدف السياسي التالي "لإسرائيل" تطبيع العلاقات مع السودان.
وكالة السودان للأنباء كانت ذكرت الشهر الماضي، أنَّ السلطات السودانية أصدرت قراراً بإعفاء الناطق باسم وزارة الخارجية حيدر بدوي صادق من منصبه، بعد تصريحات تحدث فيها عن وجود "اتصالات" بين بلاده و"إسرائيل".
وكان صادق قد صرح لوكالة "رويترز" قائلاً: "خطوة الإمارات خطوة شجاعة وجريئة، وتساهم في وضع العالم العربي في المسار الصحيح لبناء السلام في الإقليم...".