الاستخبارات الإسرائيلية تتحدث عن الأسباب التي ستدفع السعودية والبحرين وعُمان للتطبيع

تقرير لوزراة الاستخبارات الإسرائيلية يشير إلى إمكانية أن يكون هناك تعاون أمني وتجاري وعسكري مع 3 دول خليجية، مستندة إلى وجود أرض خصبة لهذا التعاون.

  • تقرير إسرائيلي: شبكة التهديدات في السعودية تتداخل بشكل كبير مع شبكة التهديدات الإسرائيلية
    تقرير لوزارة الاستخبارات الإسرائيلية: شبكة التهديدات في السعودية تتداخل بشكل كبير مع شبكة التهديدات الإسرائيلية

تحدث صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن تقرير لوزارة الاستخبارات الإسرائيلية، يشير إلى أنّه مع بداية التطبيع الإماراتي-الإسرائيلي، فإنّ السعودية معنية بتعاون عسكري واستخباري فيما البحرين وعُمان بعلاقات أمنية وتجارية.

الصحيفة قالت إنه في أعقاب التقدم السريع في عملية التطبيع مع الإمارات، قامت وزارة الاستخبارات بتحليل العلاقات المستقبلية المحتملة مع 3 دول أخرى في المنطقة ووجدت أرضاً خصبة لتعاون قوي، وخاصة في مجالي الأمن والتجارة.

بحسب تقرير وزارة الاستخبارات، فإن "الاتفاق الناشئ مع الإمارات العربية المتحدة قد يفتح الباب أمام النهوض بالعلاقات مع المزيد من الدول العربية الخليجية، وبالدرجة الأولى (بحسب ترتيب الاحتمالية) سلطنة عُمان والبحرين والمملكة العربية السعودية".

وخلصت الوزارة، على سبيل المثال، إلى أن مخاوف الرياض الأمنية تتوافق بشكل كبير مع مخاوف "إسرائيل"، مما يمهد الطريق أمام تعاون بين الطرفين.

ولفت التقرير إلى أن "شبكة التهديدات في المملكة تتداخل بشكل كبير مع شبكة التهديدات الإسرائيلية، وهو ما قد يكون أساساً لتعاون عسكري واستخباري في إطار ثنائي أو كجزء من تحالفات إقليمية".

وافترض باحثو الوزارة أن "التقارب المعتدل والهادئ" بين "إسرائيل" والسعودية الذي حدث في السنوات الأخيرة أصبح ممكناً بسبب التغيرات السياسية والاقتصادية في العالم، بما في ذلك انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب؛ والاتفاق النووي مع إيران في عام 2015؛ وتقلب أسعار النفط؛ والحروب في سوريا والعراق واليمن؛ وتراجع أهمية المسألة الفلسطينية؛ وصعود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وتابع التقرير: "لقد دفع الملك المستقبلي ولي السعودي محمد بن سلمان أمام شركة "طيران الهند" في المسار إلى تل أبيب، ودعمه لما تُسمى بـ "صفقة القرن" التي طرحها ترامب.

وتجدر الإشارة إلى أن السعودية، وافقت على طلب الإمارات "بالسماح للرحلات الجوية القادمة إليها والمغادرة منها إلى كافة الدول"، بعبور الأجواء السعودية، وذلك بعد أيام من وصول أول رحلة تجارية من "إسرائيل" إلى الإمارات عبر أجواء المملكة.

وذكر تقرير الاستخبارات الإسرائيلية أنه "في هذه المرحلة، لا تزال السعودية تمتنع عن علاقات رسمية أو علنية مع إسرائيل، لكن مصلحة النظام في ضمان استقراره وتنوع اقتصاده، وعلى خلفية تقدم العلاقات (الإسرائيلية) مع الإمارات، من الممكن أن تعزز التعاون الأمني والمدني".

التقرير لفت إلى أن التعاون الإسرائيلي-السعودي المحتمل سيركز على "التقنيات الإسرائيلية التي يمكن أن تعزز الاقتصاد السعودي وقدرته على التعامل مع التهديدات الأمنية الإقليمية".

في سياق متصل، ذكر التقرير أن البحرين الدولة الجزرية الصغيرة التي أظهرت استعداداً ضمنيا للتعامل مع "إسرائيل"، تعاني من أزمات مختلفة، بما في ذلك الاقتصاد الراكد بسبب انخفاض أسعار النفط.

وبالتالي فإن المملكة حريصة كما أكد باحثو الوزارة، على تحويل نفسها إلى مركز إقليمي للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، لا سيما في قطاع التكنولوجيا المالية، "مما قد يخلق فرصا لدمج الشركات الإسرائيلية".

وكتب الباحثون في التقرير المؤلف من 11 صفحة،  إنه "في المجال الأمني، حصلت البحرين في السنوات الأخيرة على أنظمة أسلحة متقدمة وقد تصبح مهتمة بأن تصبح عميلا لتكنولوجيا الأمن الإسرائيلية".

من جهة أخرى، تتمتع سلطنة عمان – الدولة الخليجية الوحيدة حتى الآن التي استضافت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو علنا، في تشرين الأول/ أكتوبر 2018 – بعلاقات وثيقة مع إيران، لذا فإن احتمالات صفقات الأسلحة محدودة، وفقا للوزارة. 

وكتب الباحثون أن العلاقات الأمنية "لإسرائيل" مع السلطنة ستقتصر على الأرجح على التكنولوجيا "الناعمة"، على سبيل المثال في مجالات مكافحة الإرهاب والأمن الداخلي.

في الوقت نفسه، من المرجح أن يبدي العمانيون وفق التقرير، اهتماماً كبيراً بـ"التقنيات المدنية الإسرائيلية"، على سبيل المثال في مجالات المياه والزراعة والتقنيات التطبيقية مثل المعلومات والاتصالات والأمن السيبراني والتعليم وغير ذلك.

في هذا السياق، قال وزير الاستخبارات إيلي كوهين إن "الاتفاق مع الإمارات العربية المتحدة كان البداية فقط وأنا متأكد من أننا سنشهد في المستقبل القريب اتفاقيات مماثلة مع دول أخرى في المنطقة".

وأضاف "ستساهم هذه الاتفاقيات بشكل كبير لكلا الجانبين، وستشكل أرضية خصبة للتعاون في مجموعة متنوعة من المجالات مثل الاقتصاد والأمن والتكنولوجيا وغير ذلك".

وتابع: ستكون هذه اتفاقيات "سلام مقابل سلام" وليس "سلام مقابل الأرض"، والتي سيتم التوصل إليها بسبب المصالح المشتركة و"بغض النظر عن القضية الفلسطينية".

وكانت مصادر دبلوماسية أفادت للميادين بأن هناك مساع في الجامعة العربية للحجر على القضية الفلسطينية وإقناع الفلسطينيين بـ"صفقة ترامب".

وأكدت المصادر أنه "تم رفض طلب فلسطيني لاجتماع طارىء للجامعة لإعلان رفض التطبيع الإماراتي بسبب اعتراض البحرين"

كما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصدر إسرائيلي قوله إنه من المتوقع أن "تعلن البحرين في القريب عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل".

وبحسب معلقة الشؤون السياسية في قناة "كان" غيلي كوهين، أنه "كان التوجه لدى هذه المملكة في الخليج هو الإعلان عن هذه الخطوة بعد احتفال التطبيع مع الإمارات في البيت الأبيض".

وأشارت كوهين إلى أنه في الوقت الحالي، يشيرون في "إسرائيل" إلى "إمكانيات لتعاون مستقبلي مع دول أخرى في الخليج".

أنظمة عربية عدة، وبعد سنوات من التطبيع السري مع الاحتلال الإسرائيلي، تسير في ركب التطبيع العلني، برعاية كاملة من الولايات المتحدة الأميركية.

اخترنا لك