عباس: آخر الخناجر المسمومة كان الاتفاق الإماراتي-الإسرائيلي بإعلان أميركي
الرئيس الفلسطيني محمود عباس يؤكد أنه لم يتراجع عن الموقف الرافض لمخطط الضم. ويتهم أميركا "بمنع الدول من تقديم القروض لنا (الفلسطينيين) مقابل أموالنا المحتجزة لكننا لن ننهار"، ويؤكد أنه لن يقبل بالولايات المتحدة وسيطاً وحيداً للمفاوضات.
أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنّ القضية الفلسطينية تواجه اليوم "مشاريع التطبيع المنحرفة".
ورأى عباس في كلمة خلال اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، أنّ "آخر الخناجر المسمومة كان الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي بإعلان أميركي".
وأضاف أنه "نجتمع اليوم لأننا شعب واحد قضيته واحدة وتجمعنا فلسطين والقدس"، مشيراً إلى أنّ "قرارنا الوطني حق خالص لنا وحدنا ولا يمكن أن نقبل بأن يتحدث أحد باسمنا ولم نفوض أحدا بذلك".
الرئيس الفلسطيني قال إنه "منذ عام 1917 خرجوا علينا بوعد بلفور وهو إنتاج بريطاني أميركي"، مؤكداً أنه "لم ولن نفوّض أحداً للحديث باسم قضيتنا".
وتابع: "نحن فقط من أوقف مشروع الضم وشعبنا أوقف صفقة العصر ولا يحملنا أحد جميلا في ذلك"، مشيراً إلى أنه "لو نفذ الاحتلال قرار الضم ولو على شبر من أرضنا فستتحمل حكومة الاحتلال مسؤولية ذلك".
عباس أكد أنه لم يتراجع عن موقفه الرافض لمخطط الضم وسيبقى متمسكاً به. كما أشار إلى أنّ سلطات الاحتلال تحتجز أموال الشعب الفلسطيني وتسرق جزءا منها، مضيفاً أنه "نرفض استلام أموالنا وفق الاتفاقات السابقة التي تحللنا منها ودول عربية لم تف بالتزاماتها معنا".
وفي هذا الإطار، لفت عباس إلى أنّ "الإدارة الأميركية منعت الدول من تقديم قروض لنا مقابل أموالنا المحتجزة لكننا لن ننهار".
وقال إنه "واثق من أننا سنتجاوز جائحة كورونا وقررنا إيفاد وفد وزاري إلى غزة مع 20 شاحنة من الأدوية".
وفي حديثه عن "صفقة القرن"، أكد الرئيس الفلسطيني أنه قال لكل الوسطاء "أننا لن نتفاوض على صفقة القرن ولا على مشروع الضم".
وشدد على الاستعداد لعقد "مؤتمر دولي للسلام" تحت مظلة الأمم المتحدة وتكون مفاوضات جادة على أساس القرارات الدولية.
وتابع :"نؤكد أننا لن نقبل بالولايات المتحدة وسيطاً وحيداً للمفاوضات.. وأتحدى أن يقبل أي إنسان في العالم أن تكون دولته على شاكلة ما طرح في صفقة العصر".
في السياق عينه، أوضح الرئيس الفلسطيني أنه لن يجلس على طاولة "تُفاوض فيها صفقة القرن". وشدد على أنه لن يحيد عن الثوابت الوطنية وفق ما جاء في قرارات المجلس الوطني الفلسطيني.
وأضاف "نحن باقون هنا ولن نغادر أرضنا ووطننا وسنبذل كل ما يمكن لدعم صمود أهلنا". كما نوه إلى أنّ "هذا بلدنا وسنبقى فيه لحماية مقدساتنا من مؤامرات الاحتلال".
وختم عباس بالقول "سنقوم بالترتيبات اللازمة لعقد جلسة للمجلس المركزي في أقرب وقت ممكن".
وأكدت فصائل المقاومة الفلسطينية في وقتٍ سابق، الترحيب بانعقاد اجتماع الأمناء العامين للفصائل، واعتبرتها خطوة مهمة لاستعادة الوحدة وترتيب البيت الفلسطيني ليكون جامعاً للكل الوطني.
وطالبت الفصائل منظمة التحرير الفلسطينية "بسحب الإعتراف بالكيان الصهيوني والتحلل من قيود أوسلو المجحفة، والتبرؤ من كل ملحقاتها وبروتوكولاتها"، مؤكدةً على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الصهيوني بكل أشكال المقاومة وعلى رأسها المقاومة المسلحة.
من جهته، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، إنّه "نجتمع اليوم لنقول إن الشعب الفلسطيني سيبقى موحداً في الداخل والخارج".
هنيّة اعتبر خلال اجتماع اليوم الخميس في السفارة الفلسطينيّة، أنّه "نمر في مرحلة تحمل مخاطر غير مسبوقة وذات طابع بمفهوم التهديد الاستراتيجي لقضيتنا والمنطقة. هذا منعطف تاريخي وهذه لحظة الحقيقة فيما يتعلق بواقعنا الفلسطيني"، مؤكداً أنّ "صفقة القرن والخطط المترتبة عنها، تهدف الى تحقيق أهداف خطيرة أولها ضرب القضية الفلسطينية بضرب ركائزها".
كما أشار إلى أنّ "المشروع الأميركي من صفقة القرن إلى الضمّ والتطبيع، هو إنزال خلف خطوط التاريخ والجغرافيا".
بدوره، قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، خلال اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية اليوم الخميس في بيروت، أنّ الشعب الفلسطيني "ينظر إلينا اليوم بالأمل كما بالإحباط وعلينا أن نختار ما الذي نقدمه له".
النخالة أشار إلى أنّه "أمامنا المشروع الصهيوني يتمدد في المنطقة، وكنا للأسف جسراً لهذا التمدد"، متسائلاً: "هل نتوقف ونعيد حساباتنا؟".
وأوضح النخالة أنّ حركة الجهاد "تقدم مدخلاً للخروج من هذا الوضع، مستندين إلى مبادرة النقاط الـ10 التي طرحناها عام 2016".