إقالة المتحدث باسم الخارجية السودانية بعد تصريحاته عن اتصالات بين بلاده و"إسرائيل"
بعد تصريحات أدلى بها حول وجود اتصالات بين بلاده و"إسرائيل"، السودان يصدر قراراً بإعفاء الناطق باسم وزارة الخارجية حيدر بدوي صادق من منصبه.
ذكرت وكالة السودان للأنباء، اليوم الأربعاء، أنَّ السودان أصدر قراراً بإعفاء الناطق باسم وزارة الخارجية حيدر بدوي صادق من منصبه، بعد تصريحات تحدث فيها عن وجود "اتصالات" بين بلاده و"إسرائيل".
وعبّرت وزارة الخارجية السودانية عن دهشتها من تصريحاته، مؤكدةً أن الحكومة لم تناقش إمكانية إقامة علاقات دبلوماسية.
🔴عاجل
— هاشتاق السودان 🇸🇩 (@hash_sudan) August 19, 2020
إقالة الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية على خلفية تأييده تطبيع العلاقات مع إسرائيل pic.twitter.com/XNuo8NLa3r
وجاء في تصريح صحافي لوزير خارجية السودان المكلف عمر قمر الدين: "تلقت وزارة الخارجية بدهشة تصريحات السفير حيدر بدوي صادق، الناطق باسم الوزارة، عن سعي السودان لإقامة علاقات مع إسرائيل، وأوجدت هذه التصريحات وضعاً ملتبساً يحتاج إلى توضيح".
وكان صادق قد صرح لوكالة "رويترز" قائلاً: "خطوة الإمارات خطوة شجاعة وجريئة، وتساهم في وضع العالم العربي في المسار الصحيح لبناء السلام في الإقليم...".
وأضاف: "نسعى إلى أن يكون ملف التعامل مع إسرائيل لدى الخارجية، باعتبارها وزارة سيادية"، مشيراً إلى أن تطبيع بلاده مع "إسرائيل" سيكون "مختلفاً، ومن نوع فريد، ولا يشبه الدول الأخرى"، وفق تعبيره.
من جهته، أكد الصديق تاور، عضو مجلس السيادة السوداني، أن مسألة التطبيع مع "إسرائيل" لم تناقش ولم تطرح نهائياً على أي من مستويات الحكم في البلاد، وتصرف متحدث الخارجية يستوجب المساءلة والمحاكمة.
وقال الصديق تاور، إن تصريحات المتحدث باسم الخارجية السودانية "هي تصرف شخصي من موظف، ربما لم يقدر تبعات ما قاله حول موضوع ليس بالهين، وهو أيضا موضوع خلافي على الساحة السودانية".
وأضاف عضو مجلس السيادة في تصريح خاص لـ"سبوتنيك" اليوم الأربعاء، وبحسب ما صرح به المتحدث باسم الخارجية بأنه عبر عن وجهة نظره الشخصية، لكنه خلط بين الصفة الرسمية والرأي الشخصي، لأنه في مثل هذه الحالات تكون كل كلمة محسوبة.
وأكد تاور أن متحدث الخارجية "اقترف خطأ كبيراً جداً من المفترض أن يعرضه للمساءلة والمحاكمة، لأن هذا سلوك غير مسؤول من موظف دولة في موضوع على درجة كبيرة جدا من الخطورة على الساحة السودانية والرأي العام السوداني، وبالتالي هو يتحمل نتيجة هذا التصرف غير المسؤول، الذي لا يعبر عن وجهة النظر الرسمية بأي حال من الأحوال".
يأتي ذلك في الوقت الذي أكد وزير الاستخبارات إيلي كوهين، اليوم الأربعاء، وجود اتصالات بين السودان و"إسرائيل".
وتطرق كوهين إلى اللقاء "التاريخي" الذي جرى قبل 6 أشهر بين نتنياهو وحاكم السودان سراً في عنتيبي في مقر الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني، واتفقا على تطبيع العلاقات تدريجياً، حسبما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، والتي قالت إن "الاجتماع يمثل تحولاً حاداً بين البلدين، العدوين في الماضي، واللذين في حالة حرب".
وأعلن كوهين قبل أيام أنَّ تل أبيب "باتت قريبة جداً" من "إبرام اتفاقية سلام مع السودان"، بعد توصلها إلى اتفاق التطبيع مع الإمارات.
وقال كوهين في حديث حصري لهيئة البث الإسرائيلي "مكان" إن تل أبيب والخرطوم "بصدد توقيع اتفاق سلام"، ومن المتوقع أن تتم هذه "الخطوة التاريخية" حتى قبل نهاية العام الجاري.