بايدن: ترامب أول عنصري يصبح رئيساً للولايات المتحدة.. كيف ذلك؟
تتعمق مآزق الرئيس الأميركي دونالد ترامب، واتهامات بالجملة والمفرق تداهمه في الصحافة الأميركية.
يوم أمس، اتهم المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية، منافسه الجمهوري دونالد ترامب، بأنه "أول عنصري يصبح رئيساً للولايات المتحدة"، اتهام تزامن مع مقالات حفلت بها الصحافة الأميركية بدءاً من "نيوزويك" التي أكدت أن ترامب مصر على تقسيم البلاد، مروراً بـ"واشنطن بوست التي رأت أنه يعطي الديكتاتوريين ضوءاً أخضر"، وصولاً إلى "نيويورك تايمز" التي سلطّت الضوء على الحرب الباردة بين إدارة ترامب والصين على جميع الأصعدة.
بايدن قال إنه "لأمر مقزز للغاية أن يتعامل مع الناس على أساس لون بشرتهم وأصلهم القومي ومن أين جاؤوا، لم يفعل هذا أي رئيس يشغل المنصب، لم يفعل ذلك رئيس جمهوري ولا رئيس ديمقراطي"، مضيفاً "لدينا عنصريون وهم سعوا ليكون لديهم رئيس منتخب".
رغم الإجماع على عنصرية ترامب، إلا أن كلام بايدن ليس دقيقاً لجهة أن ترامب هو "أول الرؤساءالعنصريين"، لكنه الرئيس الأكثر مجاهرة بعنصريته، والذي لم يتوانَ بتاتاً عن اظهار تلك العنصرية، سواء بين البيض والملونين، أم بين القوميات التي يتألف منها المجتمع الأميركي.
في القرن الـ18 كان هناك عنصرية كبيرة في الولايات المتحدة تجاه للسود وللهنود الحمر، وحصلت إبادات جماعية على أسس عنصرية بحتة.
أما في القرن الـ20 فهناك حوادث كثيرة، إحداها أنه خلال الحرب العالمية الثانية، تم إبعاد الأميركيين من أصول يابانية في مخيمات وضعت في مناطق نائية، ومات الكثير منهم وخسروا أعمالهم بسبب عنصرية مطلقة، وخشية تأثيرهم على الحرب التي كانت تدور رحاها بين اليابان وأميركا، رغم أنهم كانوا مواطنين أميركيين يحملون الجنسية الأميركية.
أبّان الحرب العالمية نفسها، طلبت فرنسا وضع القوات الأميركية تحت قيادة عسكرية موحدة، رفض الرئيس الأميركي حينها، فرانكلين روزفلت، والجنرال دوايت ايزنهاور الذي كان القائد العام للقوات الأميركية خلال الحرب العالمية الثانية،والذي أصبح لاحقاً رئيساً لبلاد.
بعد فترة، سُمح بمنح ألوية من السود إلى الفرنسيين لكي يتصرّفوا بهم، وبذلك عنصرية ليس كمثلها عنصرية أبداً.
حالياً، يعمل ترامب وبشكلٍ واضح على إثارة العنصرية في البلاد لأسباب انتخابية واضحة، حيث يسعى على المستوى الداخلي لتغذية العنصرية لدفع البيض للتصويت له، وخارجياً يهاجم الصين باستمرار، فتارة يقول إنها مصدر وباء كورونا، وتارة يتهمها بالتجسس.
في مقال لها بعنوان "ترامب مصمم على تقسيم البلاد إلى اثنين" بحثت صحيفة "ذي أتلانتيك" منهج ترامب في هجماته ضد المدن الرئيسية وتحديداً الديمقراطية، معتبرة أن ذلك يدفع اتجاه صدع جغرافي مركزي في البلاد.
بدورها، "نيوز وويك"، شددت على هذه النقطة، وقالت إن ما فعله ترامب عندما حاول استخدام الجيش هو "ترهيب المتظاهرين".
أما "واشنطن بوست" فقالت إن "ترامب يعطي الديكتاتوريين في العالم ضوء أخضر"، مضيفة أن "تصرفاته الفظيعة تشكّل نعمة للمستبدين في كل مكان".
وأشارت الصحيفة في مقال آخر، إلى أن ترامب لن يقبل خسارته في الانتخابات، ويمارس جهوداً حثيثة لإثارة الشكوك حول شرعيتها، وقد يصل به الأمر إلى حد رفض تسليم الرئاسة والخروج من البيت الأبيض.
في حين تطرقت "نيويورك تايمز" إلى أن الحرب الباردة بين الصين والولايات المتحدة، تشتد بسبب الخلاف بين إدارة ترامب والحزب الشيوعي الصيني، لافتة إلى سوء إدارته في الدفاع والتجارة والتكنولوجيا والاعلامية والدبلوماسية وغيرها.
تتدهور العلاقات الأميركية الصينية بشكلٍ مضطرد، وقامت واشنطن يوم أمس بإغلاق القنصلية الصينية في تكساس، بحجة أن هذه القنصلية تتجسس على الأميركيين، وتحاول معرفة المعلومات عنهم، وتتدخل بالشؤون الداخلية للولايات المتحدة.
إلا أن ما يجري بين الصين والولايات المتحدة، ليس فقط من منطلق عنصري بل هي حرب تجارية، فالأخيرة تمر بأزمة اقتصادية بسبب جائحة كورونا، وبسبب الأزمات التي أوجدتها السياسات المعلنة لترامب، والتي تقوم على تفكيك التحالفات والكتل الاقتصادية والتجارية، كما أن هناك شعور لدى المواطن الأبيض أن هناك من يحاول مشاطرة اللقمة معه في وظيفته، وهناك عشرات ملايين الأميركيين الذين فقدوا وظائفهم، وبالتالي يعمل ترامب على تغذية العنصرية تجاه كل المهاجرين، ويحاول استبعاد حتى الصحفيين والمراسلين الأجانب والطلاب وإيقاف تأشيرات الدخول لهم.
ترامب يحاول أن يقنع الأميركيين أنه يدافع عن وظائفهم وتجارتهم، وأن مصلحتهم تكون بإعادة انتخابه، حتى لو اضطر لاستخدام الكذب، كما فعل حين قال إن الصين الدولة الوحيدة التي تحظى بحق الرعاية التجارية، لكن الحقيقة هناك 163 دولة أخرى تحظى بمثل هذه الرعاية الخاصة في التجارة.
يذكر أن ترامب بدأ ولايته بقرار اتخذه من منطلق عنصري، حيث منع مواطني 7 دول من دخول الأراضي الأميركية، بحجّة بأنها دول مسلمة، علماً أنها دول ذات أغلبية مسلمة، ومعظمها دول عربية، وتوالت بعدها القرارات العنصرية خلال فترة ولايته.