كالامار: عملية اغتيال سليماني لم يحدث مثيل لها في إطار النزاعات المسلحة
المحققة الأممية أنييس كالامار تقول في تقريرها بشأن اغتيال الفريق الشهيد قاسم سليماني إنه جرى استهداف مسؤول حكومي كبير في دولة ذات سيادة، وتؤكّد أن عملية اغتياله لم يحدث لها مثيل في إطار النزاعات المسلّحة.
قالت المحققة الأممية أنييس كالامار في مؤتمر صحفي اليوم الخميس إن أميركا تذرّعت بالدفاع عن نفسها لاغتيال مسؤول رسمي "وهذا تطور خطير"، وقالت إن أميركا استخدمت في الثالث من كانون الثاني / يناير طائرة مسلّحة لاغتيال أحد كبار الجنرالات الإيرانيين.
كالامار أشارت إلى أن مجلس الأمن الدولي غائب عن الساحة، وخلال 40 عاماً تحدث فقط عن عُشر حالات الاغتيال، ودعت إلى اتخاذ تدابير صارمة رداً على انتشار الطائرات المسيرة ولفرض معايير صارمة لاستخدامها. وأشارت إلى أنه لا بد من التوقف عن سلوك الاغتيال بالطائرات المسيرة بعد اغتيال الجنرال سليماني.
ورداً على سؤال لـ الميادين قالت كالامار إن التوصيات التي قدّمتها لن تتحقق بين ليلة وضحاها والأمر يبدأ من مجلس الأمن، مؤكدة أنه لا بد من التحقيق بحصيلة استخدام الطائرات المسيرة ولا بد من التعويض للضحايا. وأشارت إلى أنها تحدّثت في تقريرها عن عشر بلدان استخدمت الطائرات المسيرة لأهداف الاغتيال، وفي الحالات التي تناولها التقرير لا يوجد توجه للدفاع عن النفس.
كالامار قالت "لو كنت مكان الولايات المتحدة سأتوخى الحذر الشديد حتى لو كنت قد صنفت شخصية رسمية كإرهابي، مؤكدة أن الولايات المتحدة لم ترد على تقريرها خلال 5 أسابيع من إرساله.
المحققة الأممية، أنييس كالامار، كانت قدّمت تقريرها بشأن اغتيال الفريق الشهيد قاسم سليماني أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف، وقالت إنه جرى استهداف مسؤول حكومي كبير في دولة ذات سيادة، مؤكّدة أن عملية اغتيال سليماني لم يحدث مثيل لها في إطار النزاعات المسلّحة.
وعن الطائرات المسيّرة، قالت كالامار في جلسة أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف، اليوم الخميس، إن هناك نقصاً في التحقيقات حيال العمليات التي تقوم بها الطائرات المسيّرة، معتبرة أن الانتشار الجامح وغير المنظم للطائرات من دون طيار يشكّل خطراً، ولا سيما بعد وصوله إلى "الإرهابيين" في العراق، مؤكّدة أن انتشار الطائرات المسيّرة أمر خطير بالنسبة إلى الأمن الدولي.
وأشارت إلى أن دولاً وقوى غير حكومية تستخدم الطائرات من دون طيار حول العالم، ولا وجود لمعايير تحكم انتشارها، معتبرة أن الحدود الجغرافية والزمنية تؤطر عمليات استخدام الطائرات من دون طيار، وأنَّ عدداً قليلاً من الدول سعى إلى إعادة تعريف الدفاع عن الذات، معتبرة أن هذا الأمر لا يستخدم إلا في حالة درء الخطر الفتّاك.
كالامار قالت: "إذا لم نضبط عملية انتشار الطائرات من دون طيار، فسنصبح جميعاً ضحاياها"، مؤكّدة أنَّ على مجلس الأمن السعي إلى تطوير المعايير بشأن استخدام بعض الأسلحة"، وعلى الدول تشكيل فريق خبراء يعمل على وضع المعايير لمراجعة الدول الأعضاء من أجل اعتمادها.
مندوب إيران في مجلس حقوق الإنسان أعلن من جهته أن اغتيال سليماني يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، وهو انتهاك للقانون الدولي، داعياً الأمم المتحدة إلى أن تدق ناقوس الخطر حيال انتهاك مماثل لاغتيال الفريق سليماني. وأكّد أن "الفريق قاسم سليماني سيبقى نهجاً.. واغتياله لن يوقف هذا النهج".
وإذ أكّدت المندوبة الفلسطينية في مجلس حقوق الإنسان أن الاحتلال يرتكب جرائم الحرب بحق الفلسطينيين، قال المندوب السوري إن اغتيال سليماني من قبل الولايات المتحدة هو جريمة إرهاب دولة. أما المندوب العراقي في المجلس، فقال إن "اغتيال سليماني والمهندس على أرضنا اعتداء صارخ وانتهاك لسيادتنا".
من جهتها، اعتبرت المندوبة البريطانية أن عمليات الاغتيال خارج القانون تشكّل انتهاكاً للقانون الدولي. أما المندوب الفرنسي، فقد اعتبر أن عمليات الاغتيال الانتقائية عبر الطائرات من دون طيار يجب أن تحترم القانون.
وكذلك، علّق المندوب التركي في مجلس حقوق الإنسان قائلاً: "نواجه تحديات أمنية غير مسبوقة، لكننا ملتزمون بالقانون الدولي"، وأضاف: "عملياتنا ضد الـ"بي كي كي" تأتي ضمن حقنا في حماية أمننا".
وكانت المقررة الخاصة المعنيّة بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء، أنييس كالامار، وصفت اغتيال الفريق سليماني بـ"جريمة قتل تعسفي تتحمّل الولايات المتحدة مسؤوليتها"، وأكّدت أنّ أميركا لم تقدم أيّ دليل على أن سليماني "كان يخطط لشنّ هجوم وشيك ضد المصالح الأميركيّة".
واستشهد قائد قوة القدس الفريق قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس بقصف صاروخي أميركي قرب مطار بغداد الدولي في 3 كانون الثاني/يناير . وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الشهيد سليماني قُتل بتوجيهات منه.