مقالة العتيبة تثير أصداء واسعة في "إسرائيل": علينا التفكير أكثر بخطوة الضم
مقالة العتيبة في صحيفة "يديعوت أحرونوت" تلقى أصداء واسعة في وسائل إعلام إسرائيلية وعربية، بين مؤيد ومندد بالتطبيع العلني. ونتنياهو سيعقد اجتماعاً إضافياً بهدف بلورة مخطط ضم يوافق عليه جميع الأطراف.
ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن مقالة وزير الدولة وسفير الإمارات لدى واشنطن يوسف العتيبة التي نشرها في الصحيفة الجمعة، التي دعا فيها "إسرائيل" إلى الامتناع عن الضم المقترب والمخطط له في شهر تموز/يوليو المقبل، لقيت أصداء دولية واسعة.
وكتب العتيبة في مقالته التي عنونها "إمّا ضم وإمّا تطبيع": "من مبادراتنا تجاه إسرائيل أننا صنّفنا حزب الله منظمة إرهابية وشجبنا تحريض حماس"، ورأى أن "هناك إمكانية ضخمة في علاقات أكثر حرارة بين أبو ظبي وتل أبيب".
ولفت إلى أن "الضم سيقلب طموحات إسرائيل رأساً على عقب لعلاقات أمنية واقتصادية وثقافية مع العالم العربي"، مضيفاً: "كان يمكننا تشكيل بوابة لإسرائيل إلى العالم العربي والعالم".
صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، تناولت ما جاء في "يديعوت أحرنوت" وقالت: "في مقالة نادرة في الصحيفة الإسرائيلية الرائدة، حذّر الدبلوماسي الكبير من اتحاد الإمارات من الضم أحادي الجانب".
المقالة أثارت ردود فعل في الحكومة الإسرائيلية أيضاً، حيث قال الوزير تساحي هانغبي: "مثلما أحسن العتيبة التوصيف في مقالته، في السنوات الأخيرة حلّ تطور إيجابي مهم في علاقات إسرائيل مع دول الخليج الفارسي. لكن السلطة الفلسطينية أغمضت عينيها عن فهم تلميح قادة عرب شجعان".
وأضاف "بخلاف الفلسطينيين، إسرائيل لن تفوّت الإمكانية التاريخية لإحلال سيادة على مناطق من الوطن يوجد حيالها توافق واسع في المجتمع الإسرائيلي".
وزير الاقتصاد عمير بيرتس قال بدوره إن "ضم أحادي الجانب سيكون عملاً غير مسؤول في هذه الفترة. سنعمل على أن تكون خطة ترامب بداية عملية سلام إقليمي مشتركة، وليس خطوات أحادية الجانب لا تخدم مصلحة دولة إسرائيل".
أما وزير العلوم والتكنولوجيا يزهَر شاي فاعتبر أن "مقالة سفير الإمارات هي دليل إضافي على أننا يجب أن نتطرق إلى موضوع إحلال السيادة بجدية وتعمّق. كل من سيصوتون مع أو ضد إحلال السيادة، سيكونون ملزمين بفعل هذا بمسؤولية، وبعد أن يفهموا الأبعاد الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والدولية لهذه الخطوة".
وسائل إعلام عربية اعتبرت من جهتها خطوة العتيبة "محاولة علنية من الإمارات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، على حساب الفلسطينيين".
في المقابل، أثارت المقالة غضب الفصائل الفلسطينية، مثل حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي. في حين امتنعت السلطة الفلسطينية عن الرد علناً.
في المقابل، ذكرت "يديعوت أحرنوت" أنه سُجّل في أحاديث مغلقة في رام الله "أمل معين" بأن المقالة يمكن أن تعزز الجبهة الدولية التي يحاولون إنتاجها بهدف ممارسة ضغط على "إسرائيل" لعدم تنفيذ الضم. مع هذا، مرة أخرى تمّ الإعراب عن امتعاض من الرغبة الكبيرة للإمارات في إنتاج تطبيعٍ مع "إسرائيل"، أيضاً من دون تحقيق حل في القضية الفلسطينية.
هذا وسيعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعاً إضافياً بمشاركة السفير الأميركي دافيد فريدمان، ووزير الأمن بيني غانتس، ووزير الخارجية غابي أشكينازي، ورئيس الكنيست ياريف ليفين، بهدف بلورة مخطط ضم يوافق عليه جميع الأطراف.
ومن المتوقع أن يُلقي وزير خارجية الإمارات في الأسبوع المقبل كلمة في مؤتمر منظمة يهودية، في إطار المؤتمر السنوي للجنة اليهودية – الأميركية، ومن بين من سيشارك فيه المستشارة الألمانية أنغيلا ماركيل ووزير الأمن بيني غانتس.