صفحات مشبوهة في تونس أثّرت على نوايا الناخبين التونسيين في انتخابات-2019
إعلاميون ورجل أعمال تونسي فرنسي، يتورطون في إدارة صفحات مشبوهة للتأثير على نوايا الناخبين في عدد من الدول الأفريقية من بينها تونس، موضوع أثار مؤخراً جدلاً كبيراً.
عاشت الساحة السياسية في تونس على وقع التحقيق الذي أصدره مركز البحث الأميركي "DFRLAB" تحت عنوان "عملية قرطاج" يوم 5 حزيران/يونيو 2020، والذي نشره مركز "ديجيتال فورنسيك ريزوش لاب" المتعاقد مع شركة "فيسبوك" وكشف أن شركة تدعى "URepulation" شنّت حملة رقمية عبر مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي لتوجيه الرأي العام التونسي والتأثير على نوايا الناخبين في انتخابات 2019، واستخدام تونس كمنصة للتأثير داخل أكثر من 13 دولة أفريقية من بينها النيجر والتشاد ومالي والسنغال والكوت ديفوار والكونغو برازافيل وجزر القمر.
Massive network with more than 900 online assets targeted multiple African presidential elections: https://t.co/NsWsxPnEz2
— Atlantic Council (@AtlanticCouncil) June 6, 2020
وبحسب التحقيق، فإن الشركة المذكورة تقع في تونس العاصمة، في منطقة ضفاف البحيرة، وهي تحت إدارة رجل أعمال تونسي مقيم في مدينة برشلونة يدعى لطفي بالحاج ويمتلك علاقات في عدد من الدول الأفريقية.
وأكد ذات التقرير أن هذه الشركة تلقت أموالاً طائلة بقيمة 331 ألف يورو دفعت بالعملة الصعبة لتوجيه الرأي العام الانتخابي، فضلاً عن تحويل ما قيمته 812 ألف يورو لفائدة شركة إسرائيلية تدعى "ARCHIMEDES GROUP" تدير صفحات مضللة تبين أن بعضها على ملك صحفي تونسي يدعى معز بحر.
وتزامن تحقيق المخبر الأميركي مع إعلان إدارة فيسبوك عن غلق 182 مستخدماً و446 صفحة و96 مجموعة و209 حساب انستغرام بسبب قضايا تعلقت بتشويه الطبقة السياسية في تونس والعديد من الدول الأفريقية، ومغالطة الرأي العام، بشأن مضمون هذه الصفحات التي قدمت نفسها في البداية على أنها صفحات إخبارية أو ترويجية قبل أن تتحول إلى صفحات دعاية سياسية تنشر أخباراً زائفة واستطلاعات رأي مضللة لصالح أطراف سياسية دون أخرى، على غرار المترشح السابق للانتخابات الرئاسية التونسية ورئيس حزب قلب تونس نبيل القروي، والرئيس السابق لساحل العاج هنري كونان بيديه، ورئيس جزر القمر أزالي أسوماني، والرئيس التوغولي فور غناسينغبي.
وتحدث التقرير عن عمليات تضليل من خلال صفحات ترتكز أساساً على محاربة الأخبار المضللة المتعلقة بالانتخابات الرئاسية التونسية في تشرين الأول/ أكتوبر 2019، من قبل الصحافي التونسي معز بحر، ليتضح بعد ذلك أن الصفحة مرتبطة بالحملة الدعائية الانتخابية للقروي.
كما ساهم معز بحر، وهو مختص في التأثير السايبيري والذكاء الاصطناعي، عن طريق مواقع قدمت نفسها على أساس أنها مواقع إخبارية مستقلة مثل Revue de l’Afrique (مجلة إفريقيا) وAfrica news (أخبار إفريقيا) للتأثير في الجمهور لصالح مرشح رئاسي بعينه، من خلال ربط ما تنشره هذه المواقع بصفحات فيسبوك للتأثير على المتلقي وإيهامه بأن المحتوى له مصداقية.
أحزاب سياسية تندد وتدعو إلى فتح تحقيق
وكان حزب "تحيا تونس" نظم ندوة صحفية موضوعها "عملية قرطاج، تضليل الرأي العام وتحويل وجهة الديمقراطية التونسية" وذلك في إشارة لتدخل شركات أجنبية ولوبيات ورجال أعمال في التضليل خلال فترة الانتخابات.
واعتبر عضو الهيئة السياسية لحركة "تحيا تونس" أصلان بن رجب، أن تحقيق "عملية قرطاج" يتضمن معطيات خطيرة "تمس بالانتقال الديمقراطي في تونس وبمبدأ الشفافية في الانتخابات وبرغبة المواطنين في اختيار من يمثلهم".
وأكد بن رجب أن "الحركة دعت النيابة العمومية للتدخل وفتح تحقيق في الغرض"، فضلاً عن دعوة مجلس نواب الشعب إلى عقد لجنة تحقيق برلمانية "لكشف ملابسات هذه القضية وحث جميع النواب على دعمها تطبيقاً لدورهم الرقابي".