عيد قيامة بلا مصلين .. كورونا يفرض نفسه على أجواء عيد الفصح في الحسكة
فرضت جائحة كورونا نفسها على طقوس عيد القيامة لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي في محافظة الحسكة السورية، والتي اقتصرت فيها الصلوات والقداديس على رجال الدين والشمامسة، وذلك ضمن التزام الكنائس بالتعليمات الحكومية بمنع التجمعات، لمواجهة فايروس كورونا المستجد.
يترأس المطران مار موريس عمسيح، صلاة عيد الفصح في كاتدرائية مار جرجس للسريان الأرثوذكس في الجزيرة والفرات، والتي تعتبر الكاتدرائية الأكبر للسريان الأرثوذكس في العالم، بحضور عدد من رجال الدين والشمامسة، وغياب لأبناء المدينة، بسبب قرار البطركية اقتصار الصلوات على رجال الدين.
وعلى باب الكنيسة، يقف الشماس فادي معتذراً من بعض المصلين الذين حاولوا الدخول إلى الكاتدرائية، مع السماح فقط لوسائل الإعلام لتغطية طقوس وصلوات العيد من داخل الكنيسة.
وداخل الكنيسة تجري طقوس الصلاة والعبادة كما هو معتاد، باستثناء غياب أبناء الكنيسة عنها، ما اعتبر حدثاً لم تشهده كنيسة القديس مار جرجس منذ تأسيس الكنيسة في العام 1943.
ويرى مطران الجزيرة والفرات للسريان الأرثوذكس، مار موريس عمسيح أن "بهجة العيد هذا العام غابت عن الكنيسة بسبب غياب المصلين عنها، وحزناً على تفشي وباء كورونا في أرجاء واسعة من العالم"، معتبراً أن "ما حصل هذا العام هو استثنائي ومختلف عن كل الأعياد في الأعوام السابقة"، ويؤكد المطران "الكاتدرائية كانت حريصة على أن تصل الصلاة إلى كل منزل في المدينة والمهجر من خلال البث المباشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي المتعددة".
فيما يؤكد كاهن كنيسة مار جرجس للسريان الأرثوذكس في مدينة الحسكة، الأب كبرائيل خاجو أن "تسعة سنوات من الإرهاب والذي بات في بعض الأيام على بعد أمتار قليلة من مقر الكنيسة، لم تتوقف فيها الصلوات مطلقاً في الكنيسة"، مبيناً أنه "حرصاً من الكنيسة هذا العام على حياة المصلين مع انتشار وباء كورونا، قررت أن تكون الصلوات مقتصرة على رجال الدين والشمامسة"، مؤكداً أن "كل بيت وكل نفس وكل قلب تحول إلى صلاة وكنيسة في هذا العيد"، لافتاً إلى أن "الأمنيات تركزت هذا العام على أن تعود الحياة إلى طبيعتها وأن تنتصر سوريا والعالم على هذا الوباء المستجد".
كما يبين الكاهن في كنيسة مار جرجس للسريان الأرثوذكس في مدينة الحسكة أن "الكنيسة تغلق أمام المصلين لأول مرة منذ تأسيسها في العام 1943، في حدث مؤلم ومحزن يحصل للمرة الأولى منذ تأسيس الأبرشية في الجزيرة السورية"، ويبدي الكاهن تفاؤلاً بأن "الصلاة هذا العيد كانت من أجل أن تكون الأيام المقبلة مليئة بالفرح والسعادة مع عودة المؤمنين إلى كنيستهم بعد الانتهاء من الفيروس".
في وقت يغيب مواطنون عن قداس عيد الفصح للمرة الأولى منذ سنوات، بعد أن أصدرت الكنيسة قراراً باقتصار الصلوات على رجال الدين، منعاً لحصول التجمعات، وللحفاظ على حياة المصلين من أي تفشي لفيروس كورونا.
ويقول مواطن إن "الغياب عن الصلاة كان مؤلماً إلا أن بث الصلاة على مواقع التواصل الاجتماعي خفف من آثار الغياب، وأدخل السكينة والراحة إلى القلوب، مشيراً إلى أن "الصلوات كانت لأجل أن تنتصر سوريا على أعدائها، وتعود آمنة مستقرة".