لبنان: مسيرات واعتصامات أمام مقار حكومية واجتماع لبحث الوضع المصرفي
المظاهرات تستمر في لبنان لليوم الـ24 على التوالي وتتركز أمام المرافىء والمؤسسات العامة، والرئيس اللبناني يعقد اجتماعاً في قصر بعبدا يضم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وجمعية المصارف.
تستمر الاحتجاجات في لبنان أمام عدد من المؤسسات الحكومية والعامة ففي بيروت قطع متظاهرون السير عند مستديرة الأونيسكو.
كما شاركت مجموعة من الطلاب في مسيرة في وسط بيروت قبل التجمّع في ساحة رياض الصلح، هذا فيما تناقل متظاهرون دعوات إلى التجمع أمام المصرف المركزي وبعض الوزارات.
وفي طرابلس، شمال لبنان انطلقت مسيرات طالبية في أنحاء المدينة، حيث توجه المتظاهرون إلى ساحة النور ودعوا إلى الاعتصام هناك في اليوم الثالث والعشرين من الاحتجاجات.
بالتوازي بدأ المحتجون في عدد من المناطق حملة لإزالة صور سياسيين وأعلام حزبية من دون أن يخلُو الأمر من حدوث إشكالات، ففي طرابلس أزال محتجُّون صورة ضخمة لرئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي الذي يتّهمه متظاهرون بالتورط في الحصول على قروض ميسّرة من مصرف لبنان المركزيّ.
وكانت منطقة الأشرفية في شرقيّ العاصمة بيروت قد شهدت محاولة تصدّي عدد من محازبي الكتائب والقوات اللبنانية لعملية إزالة صور للنائب نديم الجميل وذلك بحسب فيديو نُشر على مواقع التواصل.
في غضون ذلك، أفادت مراسلة الميادين من القصر الرئاسي اللبناني بانتهاء اللقاء المالي حول الوضع المصرفي في البلاد.
وأشارت مراسلتنا إلى أن جمعية المصارف تطمئن إلى أن المصارف ستفتح أبوابها الثلاثاء المقبل.
ولفت وزير الاقتصاد اللبناني منصور بطيش إلى أن اعتمادات النفط والدواء والطحين مؤمنة.
بدوره، قال رئيس جمعية المصارف اللبنانية سليم صفير إن أموال المودعين محفوظة ولا داعي للهلع، مضيفاً أنه سيجري تسهيل أمور المودعين ولا سيما الصغار منهم.
من جهته، دعا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان إلى تأليف حكومة انقاذ وطنيّ وحكومة من أصحاب الكفاءة والاختصاص والشروع في تنفيذ الورقة الإصلاحية دريان.
وكانت أبرز المدن الساحليّة اللبنانية شهدت صباح اليوم السبت تظاهرات أمام المرافئ والمؤسسات العامة، إضافةً إلى استمرار التظاهرات الطالبيّة في العاصمة بيروت وعدد من المدن.
المظاهرات تركزت أمس الجمعة في بيروت أمام المرفأ ووزارة التربية، فضلاً عن وقفات احتجاجية أمام مؤسسة كهرباء لبنان والمصرف المركزي ووزارة الداخلية ومنطقة "الزيتونة باي" وساحة رياض الصلح غيرها.
في موازاة ذلك تستمرّ مشاورات تأليف الحكومة من دون أيّ تقدم، ففي الوقت الذي تطالب فيه الغالبية النيابية بحكومة مختلطة تصرّ قوى ١٤ آذار السابقة على حكومة تكنوقراط.
نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أكد أنّ الحزب "يشارك بفعالية في المشاورات من أجل تأليف الحكومة الجديدة".
وفي لقاء سياسيّ دعا قاسم إلى "إنجاز الصيغة النهائية للحكومة في وقت قريب".
من جهته، أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون أنّ مجلس النواب سيباشر درس مشاريع قوانين إصلاحية، وأن الحكومة الجديدة ستعمل على "تطبيق الورقة الإصلاحية للحكومة المستقيلة".
وأمام رئيس بعثة الاتحاد الاوروبيّ أبدى عون استغراب لبنان من البيان الأوروبيّ لجهة دمج النازحين في المجتمعات المُضيفة، مشيراً إلى أن عملية عودة النازحين من لبنان الى سوريا "مستمرة وعلى دفعات، ولم ترِد أيّ شكوى منهم من ضغوط تعرّضوا لها بعد عودتهم".
من ناحيته، اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في مقابلة مع وكالة "رويترز"، إن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة هو "تشكيل حكومة مستقلة عن الأحزاب".
جعجع أشار إلى "عدم ظهور نتيجة لمحادثات تشكيل حكومة جديدة"، متحدثاً عن أنّ "السياسيين يتصرفون كما لو أن شيئاً لم يتغيّر منذ أن عمّت الاحتجاجات لبنان".
في سياق متصل، حثّ المدير الإقليميّ للبنك الدوليّ ساروج كومار جاه، لبنان على تأليف حكومة جديدة خلال أسبوع لـ"منع المزيد من التدهور وفقدان الثقة بالإقتصاد اللبنانيّ".
جاه أعرب عن قلقه من تأثير الوضع على الطبقتين الفقيرة والوسطى وعلى الشركات، مؤكداً أهميّة "التوصل إلى حلّ سياسيّ للأزمة المستمرّة وتشكيل حكومة ذات مصداقيّة".
وأكد جاه ضرورة "معالجة عدم الإستقرار الخارجي المتنامي، استعادة الاستقرار في القطاع المصرفي، التركيز على معالجة عدم المساواة الاجتماعية، كما التركيز بشكل أساسي على الإصلاحات التي يمكن أن تعيد النمو إلى البلاد والأهم هو التركيز على الحكم الرشيد لمزيد من الشفافية والمساءلة والنظام القضائي".