ملك المغرب: الحكم الذاتي الحل الأمثل لقضية الصحراء الغربية
الملك المغربي يؤكد مجدداً أن إقليم الصحراء الغربية مغربي، ويقول إن الحل لهذه الأزمة يتمثل في الحكم الذاتي.
أكد الملك المغربي الملك محمد السادس مجدداً أن "الصحراء مغربية وفق المقاربة التي تنهجها الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي"، وفق تعبيره.
وقال إن "عدالة قضية المملكة ومشروعيتها، متجسدة في حل عملي وسياسي وواقعي"، مضيفاً في خطاب له مساء أمس الأربعاء بمناسبة الذكرى الـ 44 لـ"المسيرة الخضراء"، إن "هذا الحل يتمثل في الحكم الذاتي بالنظر إلى جدية ومصداقية هذا الحل، ولكونه السبيل الوحيد للتسوية في إطار الاحترام التام لسيادة المملكة".
وتابع "هذا التوجه يعزز من خلال سحب عدد من الدول اعترافها بالكيان الوهمي (في إشارة إلى جبهة البوليساريو الانفصالية)"، لافتاً إلى أن "163 دولة في العالم لك تعترف بهذا الكيان".
كما أشار الملك المغربي إلى أن "ذكرى المسيرة الخضراء تعد أحسن تعبير عن التلاحم القوي بين العرش والشعب، ودليل على قدرة البلاد على رفع التحديات التي تواجهها"، وأكد أنها "مسيرة دائمة تدفعنا إلى النهوض بتنمية جميع أقاليم المملكة، ومنها الأقاليم الصحراوية التي تعد صلة وصل بين المغرب والقارة الإفريقية".
وتبلغ مساحة الصحراء الغربية 266 ألف كلم مربع تقع شمال غرب أفريقيا وتحدّها الجزائر من الشرق وموريتانيا من الجنوب والمغرب من الشمال والمحيط الأطلسي من الغرب. يبلغ عدد سكان الصحراء قرابة الـ 383 ألف نسمة حسب إحصائية 2005، يعيش 25% منهم خارج الصحراء في مخيمات اللاجئين في بتندوف الجزائرية.
يعود النزاع على الصحراء الغربية إلى سنة 1975 عندما كان الإقليم مستعمرة إسبانية لأكثر من 90 عاماً. وفي سنة 1974 وافقت إسبانيا على طلب الأمم المتّحدة لتنظيم استفتاء حول تقرير مصير الشعب الصحراوي، بعد أشهر تفاجأت الأمم المتّحدة بطلبٍ تقدم به كل من المغرب وموريتانيا إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي يدّعيان فيه بأحقيتهما التاريخية في الاقليم وسيادتهما عليه. وبعد دراسة المحكمة للموضوع ومناقشته بعمق أصدرت رأيها الاستشاري الشهير في 16 تشرين الأول/أكتوبر 1975، والذي ينصّ على أن جميع الأدلّة المادية والمعلومات المُقدّمة للمحكمة لا تُثبت وجود أي روابط قانونية من شأنها التأثير على تطبيق القرار 1514 المُتعلّق بتصفية الاستعمار ومبدأ تقرير المصير عن طريق التعبير الحُر لسكان الإقليم.
لكنّ المغرب وموريتانيا رفضتا حكم المحكمة ودخلت قوات مغربية الإقليم من الشمال بينما دخلت قوات موريتانية من الجنوب. وسرعان ما واجهت القوتان جبهة البوليساريو، وهي حركة التحرير الوطني في الصحراء الغربية التي تأسّست في 10 أيار/ مايو 1973 من أجل تحرير الصحراء الغربية من الاستعمار الإسباني، وفي غضون 4 سنوات استطاعت جبهة البوليساريو أن تُخرِج موريتانيا من الصراع بموجب اتفاقية الجزائر 1979 لتستمر الحرب بين المغرب والجبهة إلى أن توسّطت الأمم المتّحدة لوقف إطلاق النار بين الطرفين في أيلول/سبتمبر 1991، مع الوعد بإجراء تنظيم استفتاء لتحديد الوضع النهائي للاقليم، حيث أنشئت بعثة الأمم المتّحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية المعروفة اختصاراً بالمينورسو بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 690 في نيسان/أبريل 1991، لكن لم يتم تنظيم الاستفتاء إلى يومنا هذا.