القوات التركية تسيطر نارياً على تل أبيض و"قسد" تتحدث عن صد الهجمات
العملية العسكرية التركية شمال شرق سوريا مستمرة لليوم الثالث على التوالي، ومراسل الميادين يؤكد أن الجيش التركي لم يدخل مدينة رأس العين، ومعلومات تتحدث عن استعادة قوات "قسد" بعض المواقع، بالتزامن مع إعلان مصادر كردية أن عدد النازحين من الشريط الحدودي يقدّر بأكثر من 200 ألف مدني هرباً من القصف والغارات التركية.
أفاد مراسل الميادين من حلب أن القوات التركية تسيطر نارياً على جميع الطرق المؤدية الى مدينة تل أبيض، مؤكداً أنه لم يدخل مدينة رأس العين، في ظل معارك كر و فرّ في المنطقتين بين "قسد" والجيش التركي.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية فجر اليوم الجمعة مقتل جنديّين وإصابة 3 آخرين في اشتباكات في هجوم بقذائف الهاون، في وقتٍ تستمرّ فيه المعارك بين القوات التركية وقوات سوريا الديموقراطية في المناطق الحدودية للشمال السوريّ.
المرصد السوريّ المعارض قال إنّ "قسد" استعادت عدداً من المواقع من القوات التركية في رأس العين وتل أبيض من جانبها.
في الأثناء، تحدث مراسل الميادين عن مقتل 342 عنصرًا من قوات "قسد" جرّاء الهجوم العسكري حتى الآن، وأفاد بأن غارات جوية تركية استهدفت محيط المستشفى الوطني في رأس العين شمال غرب الحسكة.
وأوضح أن اشتباكات عنيفة تدور في المنطقة الصناعية شرق رأس العين في محاولة تركية للتقدم باتجاه المدينة.
كما ولفت إلى أن 7 مدارس في الحسكة افتتحت لاستيعاب النازحين، وجهود حكومية مكثفة تجري لاستقبال ومساعدة موجات النازحين.
هذا وقدرت مصادر كردية عدد النازحين من الشريط الحدودي بأكثر من 200 ألف مدني هرباً من القصف والغارات التركية، وأعلنت القوات الكردية إخلاء مخيم يضم ما يتجاوز 7 آلاف من النازحين في شمال سوريا جراء قصفه.
يأتي ذلك في وقتٍ قالت فيه وزارة الدفاع التركية إنّ العملية أدّت إلى مقتل 222 مسلحاً حتّى الآن كذلك قتل 7 أشخاص وأصيب 32 بجروح جرّاء سقوط قذائف الهاون على بلدتي آقجه قلعه ونصيبين التركيّتين.
قوات "قسد" صدّت أمس الخميس هجوماً لخلايا تابعة للجيش التركي شرق رأس العين وقتلت 14 عنصراً منهم، ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول في هذه القوات قوله إن اشتباكات ضارية في قرى سورية تحاول القوات التركية دخولها.
كما تحدثت المصادر نفسها عن توّغل بري للجيش التركي باتجاه 5 قرى شرق نهر الجلاب بريف تل أبيض في محافظة الرقة شمال شرق سوريا.
المرصد السوري المعارض أشار من جهته إلى أن أكثر من 60 ألف نازح جراء العملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا.
وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان يوم الأربعاء الماضي بدء العملية العسكرية شمال شرق سوريا تحت اسم "نبع السلام".
وكان إردوغان قال في وقت سابق إن العملية العسكرية المرتقبة لقوات بلاده في مناطق شرق الفرات السورية، "ستساهم في إحلال السلام والاستقرار في هذا البلد".
بوتين: قلقون من هروب أسرى داعش
وفي ردود الفعل، أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قلقه من هروب أسرى داعش جراء العملية العسكرية التركية.
وخشي بوتين من عدم قدرة أنقرة على ضبط الأوضاع في شمال شرق سوريا، داعياً الأجهزة الخاصة الروسية لمنع تسلل المسلحين من سوريا الى رابطة الدول المستقلة.
هذا وأفاد مراسل الميادين من جنيف بأن المنظمات الانسانية تحذر من ارتفاع كبير في أعداد النازحين من مناطق شمال شرق سوريا، وتستنكر استهداف القوات التركية للبنى التحتية كمحطات المياه والكهرباء.
كما قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك إن تصريحات الرئيس التركي بشأن اللاجئين "ابتزاز وليست في مكانها"، داعياً إلى إيقاف العملية العسكرية التركية في الشمال السوري.
بدوره، أكد رئيس الحكومة الإيطالية أن "أوروبا لا يمكن أن تذعن للابتزاز التركي فيما يتعلق بسوريا".