"هآرتس": في حال تدمرت ثقتنا العمياء بالجيش فقد يعني ذلك انهيار "إسرائيل"
صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تؤكد أنّه لا توجد في "إسرائيل" معارضة سياسية برلمانية ولا حتى مدنية، وأنّ جميع المستوطنين هم "مجندون" لدى "الجيش"، مبدية تخوفها من فكرة انهدام الثقة بـ "الجيش"،
تحدثت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أنّه لا توجد في "إسرائيل" معارضة سياسية برلمانية ولا حتى مدنية، وأنّ جميع المستوطنين هم "مجندون" لدى "الجيش"، وأبدت تخوفها من فكرة انهدام الثقة بـ "الجيش"، قائلةً: "كلنا مُجنّدون، لأنّه إذا تهدمت ثقتنا العمياء بالجيش الإسرائيلي فسوف ينهار كل عالمنا".
وذكرت الصحيفة أنّه في "البلدان السوية"، الطلاب في الأغلب هم مسالمون ويمثلون بشكلٍ أساسي موقفاً مضاداً حاسماً لموقف "النظام الحاكم"، لكن هذا لا ينطبق على "إسرائيل"، التي يساق فيها الطلاب والصحفيون والفنانون والموسيقيون والأكاديميون، مع المتحدث باسم "الجيش" الإسرائيلي، ويقبلون كلامه و"كأنّه توراة".
في "إسرائيل" كله "مجنّد"
وتابعت أنّه في "إسرائيل"، الفن مجنّد، الصحافة مجندة، الأكاديميا مجندة – كل شيء مجند في الحقيقة لـفكرة "النصر المطلق"، وأنّه "لا أحد يجرؤ على التشكيك في مصداقية الجيش وأخلاقه"، مؤكّدةً أنّ أيّ دليل على أن "الجيش" الإسرائيلي يرتكب جرائم حرب في غزة يُصنف على الفور كدليل على معاداة السامية ويتمّ إزالته.
واستشهدت الصحيفة بما حصل بالدكتور ريغف نتانزون، الذي أعلنت إدارة كلية الإعلام أنّه لا يمثلها، بعدما طالب طلاب الكلية بإقالته على خلفية توقيعه على عريضة تدعو الرئيس الأميركي جو بايدن إلى التوقف عن نقل الأسلحة الهجومية والأموال إلى "إسرائيل"، خوفاً من ارتكابها إبادة جماعية في غزة.
وذكرت صحيفة "هآرتس" أنّه على الرغم من الحديث عن "مقتل أكثر من 32 ألف من سكان غزة، 70% منهم من النساء والأطفال، وآلاف آخرون مدفونون تحت الأنقاض، بالإضافة إلى شهادات الجنود عن إطلاق نار عشوائي على غير متورطين وما توثقه من جرائم حرب"، فإنّ كل هذا "لا يحطم ثقة الإسرائيليين بالجيش الإسرائيلي"، مؤكّدة أنّ هذا مثال واضح على "خداع الذات".
اقرأ أيضاً: بسبب تجاوزه الرقابة وعرض مشاهد لوحشية جنود الاحتلال.. تسريح قائد "وحدة التأثير" الإسرائيلية
وأضافت أنّ هناك "تشبث بمعتقد معين على الرغم من أن الأدلة على كذبه تتراكم أمام أعيننا"، مرجعة ذلك إلى أن جميع المستوطنين هم جزء من الهيكل الذي ترتكز عليه رؤيتهم بما يخص صورة "الجيش"وكل المعتقدات الأخرى، بمعنى أن "الجميع في إسرائيل، جنديات وجنود، في الحاضر، في الماضي وفي المستقبل، ونحن أيضاً آباء وأشقاء وأصدقاء وأصدقاء للجنود"، وفي حال "تهدمت هذه الصورة فكل شيء سينهار".