سلّط الحزب الليبرالي الكندي الضوء على سياسة طويلة الأمد شهدت قيام أوتاوا بتدريب المسلحين الفاشيين في أوكرانيا مع الترحيب بالآلاف من قدامى المحاربين النازيين بعد الحرب العالمية الثانية، وذلك بعد الاحتفال بأحد النازيين باعتباره "بطلاً".

ووفق تقرير نشره موقع "غراي زون"، أصبح الحادث الآن "فضيحة وطنية كبرى، حاول الحزب الليبرالي التقليل من شأن هذه القضية باعتبارها خطأ فادحاً، حيث حثّت نائبة ليبرالية زملاءها على تجنّب تسييس هذا الحادث".

وأجبرت ميلاني جولي، وزيرة الخارجية الكندية، أنتوني روتا على الاستقالة، "في محاولة لتحويل رئيس مجلس النواب إلى كبش فداء للأعمال الجماعية لحزبها"، وفق التقرير، مؤكداً أنّ "الحادث لم يكن زلة".

وجاء في التقرير أنّه قبل أن تحتفل الحكومة الكندية والضباط العسكريون بـ"ياروسلاف هونكا" في البرلمان، قدّموا الدعم الدبلوماسي للمشاغبين الفاشيين الذين يقاتلون لتنصيب حكومة قومية في كييف، وأشرفوا على تدريب التشكيلات العسكرية الأوكرانية المعاصرة الملتزمة علانية بتعزيز الأيديولوجية النازية.

ورفع احتفال أوتاوا بهونكا الغطاء عن سياسة ما بعد الحرب العالمية الثانية في البلاد، المتمثّلة في تجنيس المتعاونين النازيين الأوكرانيين المعروفين، وتسليحهم كقوات محلية مناهضة للشيوعية.

وبحسب الموقع، فإنّه على الرغم من أن المسؤولين الكنديين عملوا على قمع هذا السجل الدنيء، إلا أنه عاد إلى الظهور بطريقة درامية من خلال ظهور هونكا في البرلمان.

وقدم رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو اعتذاراً باسم مجلس العموم الكندي عن تكريم النازي الأوكراني ياروسلاف هونكا، واصفاً التكريم بأنه "خطا فادح".

• مواضيع متعلقة

اجتماع "الناتو" وأوكرانيا في بروكسل للبحث في الضربة الصاروخية الروسية

اليوم 12:46

روسيا: جيشنا عزّز مواقعه في دونيتسك وزاباروجيا.. وألحق خسائر فادحة بقوات كييف

25 تشرين ثاني

وقال ترودو: "أود التقدم باعتذار صريح عما حدث الجمعة، وللرئيس زيلينسكي والوفد الأوكراني على الموقف الذي وجدوا أنفسهم فيه".

وتابع ترودو أنّه "ما حدث كان شائناً بشدة، ليس فقط لأعضاء البرلمان وإنما لكندا"، متابعاً: "إننا نساند أوكرانيا بقوة وسنواصل إمدادها بالمساعدات العسكرية والإنسانية والمالية والدبلوماسية".

وقبل أيام، حظي جندي أوكراني نازي سابق يبلغ من العمر 98 عاماً بحفاوة بالغة من قبل البرلمان الكندي، وذلك خلال خطاب للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وتمّت دعوة هونكا من قبل رئيس مجلس العموم الكندي، أنتوني روتا، الذي قدّمه على أنه بطل حرب قاتل في "الفرقة الأوكرانية الأولى".

وتمّت الإشادة بالجندي السابق، هونكا، وحظي بتصفيقٍ حار من الحاضرين، "لدوره في محاربة الروس" خلال الحرب العالمية الثانية. إلا أنّ اللافت في الأمر أنّ هانك كان عضواً في الفرقة النازية 14 من "فافن إس إس"، التي لها ارتباطات تاريخية بألمانيا النازية.

وأعلن رئيس مجلس العموم الكندي، أنتوني روتا، استقالته من منصبه، على خلفية تكريم هونكا، في البرلمان الكندي، مؤكداً أنه "المسؤول الوحيد عن هذه المبادرة"، مشدداً على أنّه يتحمّل المسؤولية الكاملة عن ذلك.

ونفى مكتب رئيس الوزراء جاستن ترودو أن يكون ضالعاً في هذا الأمر، وأكد استقلاليته عن رئيس المجلس، وقال في بيان نُشر على منصة "إكس" إنه لم يتم إخطاره هو أو الوفد الأوكراني مسبقاً بالدعوة.

بدوره، طالب زعيم المعارضة الكندية، بيير بويليفر، ترودو، باعتذار شخصي على دعوة هونكا إلى مجلس العموم الكندي وتكريمه.

يُشار إلى أنّ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أكد غير مرة أنّ الجنود الروس يقاتلون من "أجل تحرير وطنهم من النازية"، مؤكداً أنّ "واجبنا هو منع عودة النازية التي سبّبت الكثير من المعاناة لشعوب بلدان مختلفة".