"ذا إنترسبت": واشنطن تتجاوز الحظر الإسباني وترسل الذخيرة إلى "إسرائيل" عبرها
تقرير موقع "ذا إنترسبت" يكشف عن استخدام الولايات المتحدة حيلاً لتجاوز الحظر الإسباني، ما يسمح بإرسال آلاف الأطنان من الذخيرة إلى كيان الاحتلال عبر قواعدها العسكرية، بينما تستمر الحرب على غزة.
تتحدى الولايات المتحدة الأميركية الحظر الإسباني للأسلحة المتجهة إلى كيان الاحتلال، عبر حيَل تقوم بها من أجل جعل تنفيذ الحظر أكثر صعوبة، بحيث وصل حجم الذخيرة، التي تم إرسالها إلى الكيان عبر الأراضي الإسبانية، إلى ملايين الدولارات.
وبحسب موقع "ذا إنترسبت"، فإنّ وزارة الدفاع الأميركية أرسلت أكثر من ألف طن من الذخيرة إلى كيان الاحتلال، على متن سفينة توقفت في قاعدة بحرية أميركية في إسبانيا، وهو "يُعَدّ انتهاكاً للقرار الإسباني بشأن حظر السفن، التي تحمل شحنات عسكرية متجهة إلى الاحتلال".
وقال الموقع إنّه بينما تدير البحرية الأميركية جزئياً محطة "روتا" البحرية، فإنها "تُعَدّ إقليماً إسبانياً خاضعاً للقانون الإسباني من الناحية الفنية"، مؤكداً أنّ "نقل الذخيرة المتجهة إلى إسرائيل عبر قاعدة بحرية أميركية في الأراضي الإسبانية يجعل فرض الحظر أكثر صعوبة".
وفي حديث إلى الموقع، أشار إنريكي سانتياغو، المحامي والمشرع الإسباني، إلى أنّ الشحنات، التي تمر عبر القواعد العسكرية الأميركية في إسبانيا من المواد العسكرية، والتي قد تُستخدم في ارتكاب جرائم دولية، "يصعب اكتشافها".
وأضاف أنه على الرغم من ضرورة تطبيق الرقابة الإسبانية على هذه الشحنات، فإن "القواعد الأميركية تقع خارج نطاق السيادة الإسبانية".
وكان موقع "ذا إنترسبت" أفاد، الشهر الماضي، بأن شركة "ميرسك"، إحدى أكبر شركات الشحن في العالم، تُعَدّ بين الشركات، التي سلّمت ملايين الأرطال من المواد، بما في ذلك المركبات المدرعة، من الموانئ التجارية الأميركية إلى "إسرائيل"، من أجل استخدامها في الحرب المستمرة على غزة.
وفي أحدث تقرير لهم، تتبّع باحثون من حركة الشباب الفلسطيني، وهم من فلسطينيي الشتات، رحلة سفينة الحاويات "أم في ساجامور". ووجد الباحثون أن السفينة أكملت، خلال العام الماضي، عدداً من المهمّات التي حملت الذخيرة وغيرها من المواد إلى كيان الاحتلال، انطلاقاً من محطة المحيط العسكرية الأميركية، "ساني بوينت"، أو "موتسو"، في ولاية كارولينا الشمالية.
ووفقاً للتقرير، نقلت "أم في ساجامور" أكثر من مليون رطل من الذخيرة والبضائع العسكرية إلى "إسرائيل" في شحنة واحدة فقط، وأجرت السفينة 6 زيارات لمحطة "MOTSU"، التي تُستخدم لنقل الذخيرة والمتفجرات خلال العام الماضي. وكانت آخر رحلة لها من المحطة إلى ميناء "أسدود" الإسرائيلي.
وبينما لا تُتاح للعامة تفاصيل حمولة السفن التابعة للبعثات العسكرية المتعاقدة، كتب الباحثون، في تقرير نشره موقع "ذا إنترسبت"، أنهم يستطيعون الاستنتاج "بدرجة عالية جداً من اليقين" أنّ "السفينة أم في ساجامور سلمت أكثر من ألف طن من الذخيرة المتفجرة من الدرجة الأولى إلى إسرائيل، هذا الشتاء، بينما تخوض حربها الحالية ضد غزة".
وقال باحثون في حركة الشباب الفلسطيني للموقع ذاته إن السفينة "أم في ساجامور" استُخدمت أيضاً رصيفاً عائماً للجيش الأميركي لتوصيل المساعدات إلى غزة، بين أيار/مايو وتموز/يوليو 2024.
وأشار الباحثون إلى أن الرصيف كان "لفتة سيئة التصور ومكلفة" من إدارة بايدن لتوصيل المساعدات الإنسانية، بحيث بلغت تكلفة الرصيف الموقت 230 مليون دولار.
وبحسب "ذا إنترسبت"، فإنّ البعثات العسكرية الأميركية والشركات المتعاقدة تؤدي دوراً معقداً في تجاوز القيود المفروضة، ولاسيما في إسبانيا، الأمر الذي يسهّل استمرار تدفق الذخيرة إلى كيان الاحتلال على رغم القرارات الدولية والمحلية.