"المخابرات العامة" السودانية: معركة تطهير البلاد من "الدعم السريع" مستمرة
السلطات السودانية تعلن اكتمال الترتيبات والاستعدادات، لتحرير مدينة ود مدني من "الدعم السريع" في البلاد.
أعلن جهاز "المخابرات العامة" في السودان، أنّ "الأيام القليلة المقبلة ستشهد زلزلة أركان ميليشيا الدعم السريع".
وقال المدير العام لجهاز الاستخبارات العامة، أحمد إبراهيم مفضّل، إن "كافة الترتيبات والاستعدادات لتحرير مدينة ود مدني من دنس التمرد اكتملت"، وفق تعبيره.
وخلال كلمة له أمام تجمّع "متحرك أسود العرين"، في قاعدة جبل سركاب العسكرية بأم درمان، أشاد بدور كل من وقف وساند "القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى، في بدايات التمرد ونجاحهم في امتصاص الصدمة الأولى"، بحسب قوله.
وأضاف: "قوات الدعم السريع جلبت المرتزقة من كل حدب وصوب، ومارست عمليات القتل والاغتصاب والنهب والسرقة"، متابعاً: "لذلك معركة تطهير السودان من ميليشيا الدعم السريع ستستمر، حتى تصل كل شبر من أرض السودان"، وفق تعبيره.
ويأتي كلام مفضّل، على خلفية الاستعدادات التي يقوم بها الجيش السوداني وحلفاؤه، لاستكمال تحرير ولايتي الخرطوم والجزيرة.
كذلك، أكدت تنسيقية لجان المقاومة في مدينة "ود مدني" عاصمة ولاية الجزيرة، أمس الأربعاء، ارتفاع حصيلة ضحايا هجمات الدعم السريع على قرى الولاية، إلى 43 قتيلاً خلال الأسبوعين الماضيين.
وأشارت إلى أنّ الولاية التي تسيطر عليها قوات الدعم، منذ كانون الأول/ديسمبر الماضي، تواجه موجة ثالثة من العنف، تُعد الأكثر اتساعاً خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وأشارت إلى أن قوات الدعم السريع، مارست القمع والإرهاب والتجويع بحق المدنيين العزل.
اقرأ أيضاً: "الجيش السوداني: "الدعم السريع" يتعمّد اتخاذ المدنيين دروعاً بشرية"
ونددت التنسيقية، بتصاعد وتيرة الانتهاكات في الولاية، التي أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات من المدنيين، وقالت إن قوات الدعم السريع "نهبت مخازن المحاصيل الغذائية وقطعت طرق الإمداد فضلاً عن تدمير الأسواق، ما أدّى إلى تعريض آلاف الأسر إلى مخاطر الجوع".
كما رفضت إعلان قوات الدعم السريع، تكوين إدارة مدنية في ولاية الجزيرة، بالتزامن مع موجة العنف التي تشهدها الولاية، معتبرةً توقيت تشكيلها مؤشراً لطبيعة المهام التي تضطلع بها.
وقالت: "تشكيلها في هذا التوقيت خير برهان على حقيقة مهامها المتعلقة بإدارة أعمال الإرهاب والإفقار التي تمارسها في الولاية".
تجدر الإشارة إلى أن السلطات المدنية في مناطق جبل مرة، حذّرت من تفشّي "المجاعة الشديدة" في دارفور غربي السودان، ولا سيما بعد إجلاء المنظمات المحلية والدولية موظفيها من الإقليم، فضلاً عن توقّف المساعدات الإنسانية بشكل مفاجئ، وتوقّف موسم الزراعة، إلى جانب ظهور الأوبئة والأمراض وتدهور الأوضاع الصحية، من جراء الحرب والصراع.
وكشفت المنظمة أن عدد الأطفال الذين يعانون من "سوء تغذية حاد" في دارفور يتجاوز 25 ألفاً، بعضهم دون سن الخامسة من العمر، وأن أكثر من 2400 طفل وامرأة وكبار في السن ماتوا من جراء سوء التغذية.
اقرأ أيضاً: "النزاع السوداني.. مصلحة أميركية إسرائيلية مشتركة رغم تناقض الأهداف"
وكانت الأمم المتحدة قد حذّرت، قبل أيام، من أن السودان حيث يلوح شبح المجاعة بعد نحو عام من الحرب، يواجه "واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في الذاكرة الحديثة"، منددة بتقاعس المجتمع الدولي.
من جهته، شدّد نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، مالك عقار، على أن الجيش السوداني قادر على إنهاء الحرب مع قوات "الدعم السريع" عسكرياً، و استبعد إمكانية وقف النزاع سلمياً.
يذكر أن السودان يواجه أزمةً إنسانيةً حادّةً منذ اندلاع الحرب في منتصف نيسان/أبريل الماضي، بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات "الدعم السريع"، بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي.