"الفاو": الوضع خطر جداً في السودان ولدينا خطة لدعم الزراعة المحلية
منظمة "الفاو" تحذّر من أن أكبر تحد هو الوصول إلى الموارد لاستهداف أكبر عدد ممكن من المزارعين المحتاجين للدعم في السودان، وتشدّد على ضرورة توفير ما يكفي من المنتجات الغذائية المحلية.
حذّر نائب مدير مكتب منظمة الأغذية والزراعة العالمية "فاو" في السودان، آدم فينامان، من أن الوضع في السودان خطر للغاية، في ضوء تقرير المنظمة حول انخفاض إنتاج السودان الزراعي من الحبوب.
وعلّق فينامان، أمس الخميس، لوكالة أنباء العالم العربي "AWP" بشأن خطة الاستجابة التي تتبعها المنظمة بالقول: "حالياً الوضع خطر جداً، ولدينا خطة استجابة نطلب من خلالها حالياً 400 مليون دولار للوصول إلى 9 ملايين نسمة، مع استهداف 1.2 مليون مزارع".
وقال إنه "من المهم التأكّد من وجود ما يكفي من المنتجات الغذائية المحلية، ولا سيما الحبوب الأساسية مثل الدخن والسمسم وغيرها".
وكانت منظمة "الفاو" أفادت، في وقت سابق، بأن إنتاج السودان من الحبوب انخفض إلى 46% عن العام 2023، من جراء اندلاع الأزمة منذ شهر نيسان/أبريل الماضي، وأقل بنحو 40% عن السنوات الخمس السابقة.
ولفت فينامان إلى أن خطة المنظمة لدعم الزراعة المحلية "ستبدأ بزراعة تلك الحبوب الأساسية في حزيران/يونيو المقبل، وليس لدينا وقت كاف".
وأضاف: "سنحتاج إلى تنظيم أنفسنا للحصول على موارد كافية للدعم خلال هذا الموسم الزراعي"، مؤكداً أن "أكبر تحدٍ هو الوصول إلى الموارد لاستهداف أكبر عدد ممكن من المزارعين المحتاجين للدعم".
اقرأ أيضاً: "السودان على شفا "أكبر أزمة جوع في العالم".. "الأغذية العالمي" يحذّر من تداعيات كارثية للحرب"
وأفادت المنظمة بأن إنتاج الذرة الرفيعة في 2023 يُقدّر بثلاثة ملايين طن، وهو أقل بنسبة 42% عن السابق، فيما بلغ إنتاج الدخن نحو 683 ألف طن، وهو أقل بنسبة 64% عن إنتاج العام 2022.
وتوقّع التقرير أن يصل إنتاج القمح المقرّر حصاده، في شهر آذار/مارس الجاري، نحو 377 ألف طن، وهو أقل نسبة عن 2023 بنحو 20%.
وبشأن تأثير الاقتتال الدائر في السودان على الوصول إلى مناطق مختلفة في البلاد، أكد فنيامان أن "هناك أزمة في الواقع، حيث يقتتل الناس في مناطق مختلفة، وهناك بعض المناطق التي يصعب الوصول إليها، كما هو الحال في دارفور وكردفان، ولكننا قمنا بتطوير شبكة قوية من الأطراف الوطنية والمنظمات المجتمعية للوصول إلى المستفيدين المحليين. ولدينا تجربة العام الماضي حيث تمكّنا من الوصول إلى هذه المناطق رغم صعوبة ذلك"، وفق تعبيره.
تجدر الإشارة إلى أن السودان يحتاج إلى نحو 6 ملايين طن من الحبوب لتغطية حاجته من الغذاء، حيث تعتمد مناطق الوسط على الذرة والشمال على القمح والغرب على الدخن.
كما يعمل نحو 80% من القوة العاملة في السودان، في قطاع الزراعة والرعي الذي يُساهم بنسبة 32.7% من إجمالي الناتج المحلي الذي بلغ 34.3 مليار دولار في نهاية 2021، وفقاً لتقديرات البنك الدولي.
الخرطوم: مستعدون لتقديم المساعدات وتحقيق الرضا الاجتماعي
وفي سياق متصل، أكدت اللجنة السودانية العليا للتعامل مع الأمم المتحدة، استعداد الحكومة السودانية تقديم كلّ المساعدات والتسهيلات الممكنة بما يحقّق الرضا الاجتماعي في إطار القوانين المُنظّمة للعمل الإنساني، والاجتماعي الغذائي، وفق ما ذكرت اللجنة.
وقال وزير الإعلام المكلّف الناطق الرسمي باسم اللجنة، غراهام عبد القادر، في تصريح أمس الخميس، أن "اللجنة أكدت خلال اجتماعها برئاسة عضو مجلس السيادة الفريق مهندس بحري إبراهيم جابر، أن جهود الدبلوماسية في السودان مستمرة للاستجابة للاحتياجات المرتبطة بالشأن الوطني وسيادة الدولة".
وأضاف أن "الاجتماع تناول عدة قضايا مهمة أولها قضية الوضع الإنساني في السودان، حيث ناقشت تقريراً عن الموقف الإنساني والجهود المبذولة لمعالجة الأوضاع وخاصة في ولايات دارفور والولايات المتأثرة بالحرب".
ولفت إلى أن "الاجتماع خرج بعدة توصيات ومخرجات تتعلق بالمعالجات الإنسانية والمعالجات المرتبطة بالإنتاج الزراعي والإنتاجية والقضايا ذات العلاقة بالعمل الإنساني الوطني والخارجي، خاصة وأن عدداً من المنظمات تتقدّم بمقترحات ولكن لم تلتزم بالمطلوبات وتقديمها في الوقت المطلوب وهو ما يتطلب المزيد من الدراسة".
واستناداً إلى تقارير منظمة "يونيسيف" أشارت اللجنة الدولية إلى أنه من بين 24 مليون طفل يتعرضون للانتهاكات في السودان، هناك 14 مليون طفل تقريباً في حاجة ماسة إلى الدعم الإنساني، و19 مليوناً خارج المدارس، و4 ملايين نازح، ما يخلق من السودان أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم، إلى جانب 3.7 ملايين طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، بينهم 730 ألفاً يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد.
وكانت الأمم المتحدة قد حذرت من أن السودان يعاني واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث بعد ما يقرب من عام من الحرب.
وقالت مديرة العمليات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، إيديم وسورنو، خلال إحاطة أمس الأربعاء للأمم المتحدة: "بينما نقترب من الذكرى السنوية الأولى للصراع، لا يمكننا أن نوضح مدى اليأس الذي يواجهه المدنيون في السودان".
تجدر الإشارة إلى أن 7 ملايين شخص في جنوب السودان، ونحو 3 ملايين في تشاد، يعانون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، وفقاً لبرنامج الأغذية العالمي.
ونزح أكثر من 8 ملايين شخص بسبب الصراع الدائر بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" شبه العسكرية منذ نيسان/أبريل 2023.