"الغارديان": السنوار أصبح رمزاً لقضيته.. بعد أن غيّر قواعد اللعبة
صحيفة "الغارديان" البريطانية تؤكّد أنّ مقاومة الشهيد القائد يحيى السنوار حتى الرمق الأخير، "أثارت الإعجاب وجعلته في مكانة بارزة في وجدان الفلسطينيين وذاكرتهم"، موردةً أنّه أصبح رمزاً لقضيته كما تحوّل المناضل الأممي، تشي غيفارا، بقتاله حتى الرمق الأخير.
أكّدت صحيفة "الغارديان" البريطانية، الأحد، أنّ التناقضات التي ظهرت في الرواية الإسرائيلية الرسمية عن اللحظات الأخيرة التي سبقت شهادة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار، أثارت اهتماماً كبيراً وتفاعلاً واسعاً في وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدةً أن الشهيد القائد "اكتسب وصف الشهيد الذي مات من أجل القضية التي يؤمن بها".
وقالت الصحيفة إنّ "مقاومة الشهيد السنوار حتى الرمق الأخير، أثارت الإعجاب وجعلت منه أيقونة للمقاومة"، مضيفةً أنّه وفي الدقائق الأخيرة قبل شهادته كان يرتدي زياً قتالياً، وظهر أنّه ألقى كل القنابل اليدوية على جنود الاحتلال الإسرائيلي حتى أنّه حاول إسقاط طائرة من دون طيار بعصاً ألقاها عليها.
كذلك، لفتت الصحيفة إلى أنّ الشهيد السنوار كان يحمل مسدساً معه، وذكرت بعض التقارير الإسرائيلية أنّه غنيمة من ضابط استخبارات عسكرية سابق في "الجيش" الإسرائيلي قُتل خلال مهمة سرية في قطاع غزة في العام 2018.
وأشارت الصحيفة إلى الطريقة التي اغتالت فيها "إسرائيل"، مؤسس حركة حماس، الشيخ أحمد ياسين بصواريخ أطلقتها طائرة هليكوبتر في العام 2004، عندما كان يتحرك على كرسي متحرك بعد الصلاة في أحد مساجد غزة، جعلت منه أيقونة للمقاومة ولا تزال صور الشيخ ياسين متداولة في قطاع غزة والضفة الغربية.
أيقونة للقضية: السنوار وغيفارا
كما تابعت الصحيفة أنّ السنوار ترك خلفه "جثّة مقاتل مزقته الحرب، وقد تُقارن بالصورة الشهيرة لتشي غيفارا، الطبيب الأرجنتيني الذي قاتل في الثورة الكوبية لكنّه استشهد في النهاية على أيدي الجيش البوليفي في العام 1967، وأصبح رمزاً لقضيته".
وتحدثت الصحيفة عما انتشر في مواقع الإنترنت، بخصوص مقطعٍ من قصيدةٍ شهيرة للشاعر الفلسطيني، محمود درويش، ذاهبةً إلى أنّ المقطع "تنبأ بشكل موت الشهيد السنوار".
وتقول الأبيات المتداولة من قصيدة درويش "مديح الظل العالي": "حاصِرْ حصارَكَ.. لا مفر.. سقطتْ ذراعُكَ، فالتقِطْها واضربْ عدوَّكَ لا مفر.. وسقطتُّ قربَكَ، فالتقِطْني واضربْ عدوَّكَ بي.. فالآنَ أنتَ حُرٌّ، حُرٌّ وحُر".
وتتردد اليوم الموضوعات المتعلقة بالموت الجماعي بعد العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة ولبنان، وسط اللامبالاة الدولية، الممزوجة بالشوق إلى شخص الذي استطاع أن يرد الضربة (الشهيد السنوار)، حسب ما قالت "الغارديان".
وشددت الصحيفة البريطانية على أنّ شهادة السنوار محارباً ستضمن له مكانة بارزة في وجدان الفلسطينيين وذاكرتهم الجمعية، إذ استطاع على الرغم من محدودية الإمكانات المتاحة للمقاومة أن "يغيّر قواعد اللعبة".