"مسرح للموت الجماعي".. آلاف المفقودين لا يتمّ التعرّف إليهم في المتوسط
صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية تصف البحر الأبيض المتوسط بأنه "مسرح للموت الجماعي"، مشيرةً إلى أنّ الربع الأول من هذا العام كان الأكثر دمويةً منذ عام 2017.
نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن المنظمة الدولية للهجرة، قولها إنّ "الربع الأول من العام الحالي كان الأكثر دمويةً" منذ 6 سنوات بالنسبة للمهاجرين"، حيث لم يتمّ التعرف إلى آلاف المفقودين في البحر الأبيض المتوسط.
وعلى مدى العقد الماضي، أصبح هذا البحر الأزرق الشاسع بين شمالي أفريقيا وتركيا وأوروبا "مسرحاً للموت الجماعي"، على حدّ وصف الصحيفة.
وذكرت "واشنطن بوست" أنّ تقديراتٍ متحفظةً تشير إلى وجود ما يزيد على مليوني شخص حاولوا العبور، معظمهم من أفريقيا، جنوبي الصحراء، والشرق الأوسط.
وبين هؤلاء، يوجد 28,000 مفقود على الأقل، يُفترض أنّهم لقوا حتفهم، وفقاً للصحيفة.
وفي السياق نفسه، لفتت الصحيفة إلى الخشية التي أبداها المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة، أنطونيو فيتورينو، من أن تصبح الوفيات "أمراً عادياً".
وبحسب تقديرات اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي أوردتها الصحيفة الأميركية، فإنّ السلطات الأوروبية لم تتمكّن من انتشال سوى نحو 13% من الجثث، من دون التعرّف إلى الغالبية العظمى منها أبداً.
وأمام هذا الواقع، تصبح فرصة تلقي أحد الأقارب تأكيداً لوفاة أحد أفراد أسرته المفقود شبيهةً بـ"احتمالات الفوز باليانصيب"، على حد تعبير أحد المسؤولين الإنسانيين.
كريستينا كاتانيو، أستاذة الطب الشرعي في جامعة ميلانو بإيطاليا (تُعدُّ وجهة أساسية للمهاجرين إلى أوروبا)، التي يعمل مختبرها على التعرّف إلى جثث المهاجرين، أكدت أنّ هذه المهمة "أكثر تحدياً من تحطُّم طائرة محلية"، مشيرةً في الوقت نفسه إلى إمكان إتمام ذلك بـ"الإرادة الصحيحة".
اقرأ أيضاً: بهدف "احتواء الهجرة غير الشرعية".. ألمانيا ستدرس فكرة إنشاء نقاط تفتيش حدودية ثابتة
ولا تقدّم الحكومات الأوروبية سوى قليل من الموارد من أجل استعادة البقايا البشرية التي تصل إلى شواطئها، ناهيك بالحفاظ عليها وتحديد هويتها، بحسب "واشنطن بوست".
في إسبانيا مثلاً، ثمّة قاعدة بيانات مركزية للطب الشرعي، لكن لا يمكن البحث عنها إلا بالاسم، كما أوردت الصحيفة.
أما في إيطاليا واليونان، فيتوفّر تنسيق محدود بين مختلف المكاتب والمناطق التي تتعامل مع حالات المهاجرين المفقودين.
كذلك، لم تُنفَّذ الاتفاقية التي وقّعتها إيطاليا ومالطا واليونان وقبرص، عام 2018، بهدف مشاركة معلومات الطب الشرعي مع المفوضية الأوروبية.
وفي حين يُفقد آلاف المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط خلال رحلتهم نحو أوروبا، ووسط فرض حكومات أوروبية إجراءات مناهضة للهجرة، أكد البابا فرنسيس أنّ "هؤلاء الذين يخاطرون بحياتهم في البحر لا يغزون، بل يبحثون عن الترحيب".
وإذ أكّد البابا أنّ الهجرة "هي واقع في هذا الزمن، وعملية تشمل ثلاث قارات حول البحر المتوسط"، حثّ على إدارة هذه العملية ببصيرة حكيمة، "تتضمّن استجابةً أوروبية".
وكانت وكالة الهجرة في الاتحاد الأوروبي قد كشفت أنّ طلبات اللجوء في دول التكتل والنرويج وسويسرا ارتفعت في النصف الأول من العام الحالي بنسبة 28% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
وتمّ التقدم بنحو 519 ألف طلب لجوء في هذه الدول الـ29 بين كانون الثاني/يناير وحزيران/يونيو الماضيين، كما أوضحت الوكالة، مشيرةً إلى أنّ "الطلبات قد تتجاوز المليون بحلول نهاية السنة بحسب الميول الحالية".