"لو موند": عن "قطع رؤوس أطفال يوم 7 أكتوبر".. هكذا زيّفت "إسرائيل" قصة مضلّلة

صحيفة "لو موند" الفرنسية تكشف، في تحقيق لها، عدم صحة رواية العثور على أطفال مقطوعي الرؤوس في مستوطنة "كفار عزة"، أو في أي مكان آخر في "إسرائيل".

  • "لو موند": هكذا زيّفت "إسرائيل" قصة قطع رؤوس 40 طفلاً إسرائيلياً

نشرت صحيفة "لو موند" الفرنسية تحقيقاً بشأن الدعاية الإسرائيلية الزائفة، والتي رافقت أحداث السابع من أكتوبر، تضمّن إقراراً من المكتب الصحافي للحكومة الإسرائيلية بعدم صحة رواية العثور على أطفال مقطوعي الرؤوس في مستوطنة "كفار عزة"، أو في أي مكان آخر.

وأوردت الصحيفة أنه، في الـ10 من تشرين الأول/أكتوبر، "نقلت الروايات الرسمية الإسرائيلية ادعاءات دنيئة، ولا أساس لها من الصحة"، مضيفةً أنّه "بعد ستة أشهر، استمر انتشارها، الأمر الذي أثار الاتهامات بالتضليل الإسرائيلي".

وأشارت إلى أنه "بعد هجوم حماس على إسرائيل، غمرت صور المجزرة شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام حول العالم".

وأضافت: "لكن، في ظل هذا الطوفان من الشهادات بشأن جرائم القتل والنهب والتشويه، اتخذت الشائعة أبعاداً غير عادية: يُزعم أنه تم العثور على 40 طفلاً مقطوعي الرؤوس في كيبوتس كفار عزة، إحدى أكثر المناطق الإسرائيلية تضرراً"، لافتةً إلى أنّ "هذه القصة، ومتغيراتها، شهدت انتشاراً غير مسبوق، حتى إنه تم ذكرها في البيت الأبيض".

وبحسب ما أكد المكتب الصحافي للحكومة الإسرائيلية لصحيفة "لو موند"، فإنه "لم يتم قطع رؤوس أربعين طفلاً على الإطلاق. ولم يحدث ذلك في كفار عزة ولا في أي كيبوتس آخر".

وتساءلت الصحيفة: "كيف جاءت هذه المعلومات الكاذبة؟ وهل يمكننا مقارنتها بقضية الحاضنات الكويتية، وهي قصة ملفقة عن أطفال اختُطفوا وذُبحوا، والتي استخدمت جزئياً لتبرير حرب الخليج الثانية؟".

ولفتت إلى أنّ "إسرائيل" لم تفعل شيئاً لمحاربة المعلومات المضللة، بل حاولت، في كثيرٍ من الأحيان، استغلالها بدلاً من إنكارها، الأمر الذي أدى إلى تأجيج الاتهامات بالتلاعب بوسائل الإعلام.

وبحسب الصحيفة، انطلقت الإشاعة مع أول ذكر لأطفال مقطوعي الرؤوس من جانب مراسلة "آي 24 نيوز" الإسرائيلية، نيكول زيديك، عندما قالت، في بث مباشر من "كفار عزة"، إنّ جنوداً تحدثوا عن "أطفال رؤوسهم مقطوعة، هذا ما يقولونه"، وأضافت أنّ "نحو 40 طفلاً حُملوا في نقالات"، مع أنها لم تشاهد شيئاً، كما تقول الصحيفة.

وأوضحت "لو موند" أنّ الصحافة الغربية تبنّت عموماً الرواية، وتناقلتها الصحف الشعبية الإنكليزية. وخلافاً للتيار، ذكرت "صحيفة نيويورك تايمز" أن 3 أطفال فقط متوفون. ودعت إلى الحذر، بينما أشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى مقتل طفلين فقط في "كفار عزة".

ولفت تحقيق الصحيفة إلى أنّه "أحياناً يناقض الجيش الإسرائيلي نفسه، فهو يقول إنه ليست لديه معلومات تؤكد هذه الادعاءات، لكن في الوقت نفسه ينقلها المتحدثون باسم الجيش الإسرائيلي الناطقون بالفرنسية والإنكليزية".

ولم تصحّح "آي 24 نيوز" قصة قطع الرؤوس التي أطلقتها إلا في 30 تشرين الثاني/نوفمبر، قائلةً إنه "بينما أصبحت الأرقام الرسمية أكثر وضوحاً، نقوم بتصحيح تقريرنا الأولي"، وحذفت عبارة "40 طفلاً"، بحسب "لو موند".

وأكدت الصحيفة أنه على الرغم من نفي هذه الإشاعة في الخارج، فإنها لا تزال حية داخل "إسرائيل"، ولا يزال الشارع الإسرائيلي يتحدث عن هذه القصة كأنها حقيقية، والتشكيك فيها يعني، بالنسبة إلى جزء كبير من الإسرائيليين، التشكيك في هجمات الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر.

وتعليقاً على ذلك، قالت حركة حماس إنّ تحقيق "لو موند" خطوة جديدة لفضح السلوك الفاشي لحكومة الاحتلال.

ورأت، في بيان، أنّ "على الدول والحكومات والمؤسسات، التي تبنت الرواية الإسرائيلية الكاذبة، التراجُع فوراً عن مواقفها ضد شعبنا ومقاومته".

وشدّدت على أنّ "على وسائل الإعلام، التي تساوَقت مع هذه الدعاية من دون أي التزام بقواعد المهنية الصحافية، الاعتذار عن مساهمتها في تشويه نضال شعبنا الفلسطيني، وتعديل مسارها، وتكثيف الجهود لنشر الجرائم الإسرائيلية وتوثيقها".

اقرأ أيضاً: "غراي زون": شائعة قطع رؤوس الأطفال أطلقها متطرف صهيوني.. وبايدن تراجع عن تبنيها

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك