"فايننشال تايمز": خطر نشوب حرب إقليمية يتزايد مع اقتراب "مارس 23"من غوما بالكونغو الديمقراطية
وكالات الإغاثة تحذر من حدوث "كارثة إنسانية" مع عودة حركة "مارس 23" إلى الظهور عبر المنطقة الغنية بالمعادن في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" الأميركية، نقلاً عن وكالات إغاثة ومحللين، أن عاصمة إحدى أكثر المناطق الغنية بالمعادن في جمهورية الكونغو الديمقراطية "تتعرّض للاختناق" مع اقتراب المسلحين من المدينة في صراع يهدد بالتحول إلى حرب إقليمية أوسع.
وقالت ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في جمهورية الكونغو الديمقراطية، أنجيل ديكونغي أتانغانا: "مع اشتداد القتال بين متمردي "مارس 23" والقوات الحكومية في جمهورية الكونغو الديمقراطية بشأن غوما، عاصمة إقليم شمال كيفو الشرقي، أصبح الوضع كارثياً حقاً".
وتشير الصحيفة إلى أن حركة "مارس 23"، التي يقول مراقبون إنها مدعومة من دولة رواندا المجاورة، قاتلت إلى مسافة 25 كيلومتراً من غوما.
اقرأ أيضاً: "الصليب الأحمر الدولي: الأزمة في الكونغو الديمقراطية هائلة"
وتنقل "فايننشال تايمز" عن وكالات الإغاثة ومحللين قولهم: "تسيطر الجماعة المتمردة على جميع طرق الإمداد المؤدية إلى المدينة تقريباً، حيث تضخّم عدد السكان البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة بسبب مئات الآلاف من النازحين، ما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل كبير".
وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أفادت بأن أكثر من 230 ألف شخص فروا إلى غوما، في شهر شباط/فبراير الماضي وحده.
وقالت ديكونغي أتانغانا لـ"فايننشال تايمز": "تطويق حركة 23 مارس كان يخنق المدينة".
من جهته، قال مستشار المناصرة في المجلس النرويجي للاجئين، يواكيم جياميناردي، إن شدة القتال "لم يسبق لها مثيل على الإطلاق".
اقرأ أيضاً: "الكونغو: 48 قتيلاً في مواجهات بين الجيش ومحتجين مناهضين للأمم المتحدة"
وحذر جياميناردي من أنه "إذا اقترب القتال من غوما، فإن التأثير سيكون هائلاً"، حيث سينفد الغذاء من المدنيين وسيضطرون للفرار إلى أي مكان، بحسب ما ذكرت الصحيفة الأميركية.
وتعدّ حركة "مارس 23" واحدة من بين 100 جماعة مسلحة تنشط شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وهي منطقة ذات أهمية استراتيجية وغنية بالمعادن وتعاني من الصراع منذ عقود.
وبحسب "فايننشال تايمز" فإن وكالات الإغاثة تشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد القتال في الكونغو الديمقراطية.
وفي السياق، تنقل الصحيفة الأميركية عن رئيسة البعثة الفرعية للجنة الدولية للصليب الأحمر في شمال كيفو، آن سيلفي ليندر، قولها إن "المستشفى الذي تديره اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غوما استقبل 350 جريحاً في شهر شباط/فبراير مقارنة بمتوسط شهري يبلغ نحو 50 جريحاً" وفق تعبير الصحيفة.
هذا وقال محللون إن خطر اجتياح حركة "مارس 23" لمنطقة غوما مرة أخرى مرتفع. وقد ذكر تقرير حديث لمنظمة "آسليد" (Acled)، وهي منظمة تقوم بتجميع بيانات الصراع، أن تزايد العنف تجاه غوما "يشير بشكل متزايد إلى نية المتمردين السيطرة على المدينة" وفق ما نقلت الصحيفة الأميركية.