"جيش" الاحتلال يعلن توسّع نشاطاته البرية في غزة.. والمقاومة تتصدى لمحاولات التقدم
صحيفة "واشنطن بوست" تنقل، عن مسؤولين أميركيين، أنّ إدارة بايدن تحثّ "إسرائيل" على اختيار "عملية جراحية"، بدلاً من العملية البرية لغزة، وموقع "أكسيوس" يقول إنّ إعلان توسعة النشاطات البرية جاء بعد فشل المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
أفاد مراسل الميادين في فلسطين المحتلة، مساء الجمعة، بحدوث اشتباكات مسلّحة عنيفة بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي في عدة محاور عند التخوم الشرقية لقطاع غزة.
وقال مراسلنا إنّ كتائب القسّام تتصدّى لتوغل بري في بيت حانون وشرقي البريج، وإنّ هناك اشتباكات عنيفة تدور حالياً على الأرض.
وأعلن المتحدث باسم "جيش" الاحتلال الإسرائيلي أنّ القوات البرية في "الجيش" تعمل على توسعة النشاطات البرية في غزة. وجاء هذا القرار تزامناً مع قطع الاتصالات والإنترنت عن القطاع بأكمله.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال لشبكة "ABC" إن "العمليات الموسَّعة ليست الغزو البري الرسمي المتوقع".
من جهته، قال معلّق الشؤون العسكرية في "القناة الـ13" الإسرائيلية، ألون بن ديفيد، إنّ المتحدث باسم "الجيش" تحدث عن "توسيع العمليات البرية في قطاع غزة".
وأوضح أيضاً أنّ الناطق باسم الجيش لم يتحدث عن بدء العملية البرية، "لكنه أشار إلى أنّ هناك قوات برية تابعة للجيش تعمل". وقال: "رأينا عمليتين في الليالي السابقة، ويُفهم منهما أنّ هذه الليلة ستحدث فيها عمليات أوسع كثيراً".
وقال المعلق العسكري في موقع "القناة الـ14" إنّ "جنودنا سيوسعون النشاطات البرية هذا المساء".
وبناءً عليه، أعلنت البيت الأبيض أنه تمت إحاطة بايدن من جانب فريق الأمن القومي بآخر التطورات في "إسرائيل" وغزة.
"واشنطن بوست": لإبدال الغزو بعملية جراحية
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، نقلاً عن خمسة مسؤولين أميركيين مطّلعين على المناقشات، أنّ إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، "تحثّ إسرائيل على إعادة التفكير في خططها شنّ هجوم بري كبير في قطاع غزة".
وطلبت، بدلاً من الغزو البري، اختيار عملية "جراحية" أكثر، وفق وصفها، عبر استخدام الطائرات، وقوات العمليات الخاصة، التي تنفذ غارات دقيقة، مستهدفة أهدافاً وبنية تحتية كبيرة القيمة لحركة "حماس".
ووفق المسؤولين الأميركيين، فإنّ "مسؤولي الإدارة أصبحوا قلقين للغاية بشأن التداعيات المحتملة لهجوم بري كامل، ويشككون بصورة متزايدة في أنه سيحقق هدف إسرائيل المعلن، والمتمثل بالقضاء على حماس".
أمّا عبر التصريحات الرسمية، فأشار بايدن وكبار مسؤوليه إلى "دعمهم هجوماً برياً مخطَّطاً إذا خلصت إسرائيل إلى أنّ هذا هو أفضل تحرك لها"، في حين أضافوا أنهم يطرحون "أسئلة صعبة" بشأن الفكرة.
وتمثل نصيحة "العملية الجراحية" "خروجاً مهماً عن الموقف العام للإدارة"، وهي "تحوّل واضح عن موقف خرج في الأيام التي تلت هجوم حماس مباشرة داخل إسرائيل".
وفي السياق، ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي أنّ مسؤولين إسرائيليين اثنين كشفا أنّ "قرار توسيع العمليات البرية في غزة اتُّخذ بعد أن وصلت المحادثات بشأن احتمال إطلاق سراح الأسرى إلى طريق مسدود".
قصف عنيف على غزة وانقطاع الاتصالات والإنترنت بنحو كامل عن القطاع
ومساء اليوم الجمعة، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، في تطور لافت، انقطاع الاتصالات والإنترنت على نحو كامل عن مناطق في قطاع غزة، تبعه قصف إسرائيلي عنيف لمناطق واسعة من القطاع.
وأفاد مراسل الميادين في فلسطين المحتلة بأنّ الاحتلال شنّ غارات عنيفة على مدينة غزة، مشيراً إلى إطلاق قنابل مضيئة في أجواء شمالي القطاع.
وأشار مراسلنا إلى قصف مدفعي عنيف شرقي محافطة رفح وخان يونس ودير البلح، بينما أفادت مراسلة الميادين بأنّ قوات الاحتلال تواصل إطلاق القنابل المضيئة بصورة مكثفة في منطقة الشيخ رضوان، ومحيط بهلول قرب أبراج المقوسي غربي مدينة غزة.
ولفتت إلى أنّ مدفعية "الجيش" تقصف، بصورة مكثفة، شرقي قطاع غزة، بالتزامن مع غارات جوية مكثفة على شمالي القطاع.
وأشارت مراسلتنا إلى أنّ هناك مسيرات حالياً في رام الله ومدينة الخليل، تنديداً بجرائم الاحتلال في قطاع غزةـ بالإضافة إلى دعوات إلى الخروج في مسيرات في جميع أنحاء الضفة الغربية والقدس المحتلة، في ظل القصف غير المسبوق، وانقطاع الاتصال بقطاع غزة، لافتةً إلى أنّ المقاومة قصفت برشقات صاروخية مكثفة مدينة عسقلان.
و"في توقيت البهاء"، أعلنت "سرايا القدس" أنها قصفت برشقات صاروخية مكثفة غلاف غزة وسديروت، وكلاً من عسقلان وأسدود.
"حماس": قطع الاتصالات والإنترنت وتصعيد قصف غزة لتغطية جرائم الإبادة
وردّاً على إعلان الاعلام الإسرائيلي قطع الاتصالات والإنترنت عن قطاع غزة، حمّلت "حماس" الاحتلال الإسرائيلي وواشنطن والعواصم الغربية "كامل المسؤولية عن مسلسل المجازر البشعة في قطاع غزة".
وقالت الحركة إنّ قطع الاتصالات والإنترنت عن غزة، وتصعيد القصف، "يُنذران بنيّة الاحتلال ارتكاب مزيد من جرائم الإبادة بعيداً عن أعين الصحافة".
وطالبت حماس الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي بـ"تحمل المسؤولية والتحرّك الفوري لوقف الجرائم ومسلسل المجازر بحق شعبنا الفلسطيني".
ودعت الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده في الضفة الغربية والقدس المحتلة والأراضي المحتلة عام 1948 والشتات إلى "النفير العام نصرةً لغزة، ولوقف العدوان وحرب الإبادة".
ووجّه عضو المكتب السياسي لحركة حماس، حسام بدران، نداءً عاجلاً إلى أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، قائلاً: "هذا أوان السلاح".