"بلومبرغ": تركيا ومصر تتسابقان إلى حل الأزمة في ليبيا.. وتقاربهما واضح
موقع "بلومبرغ" يقول إن تركيا ومصر تستخدمان صداقتهما الجديدة في محاولة لحل الصراع على السلطة في ليبيا، والذي يهدد بحرب أهلية، ويؤكد أن علامات التقارب بينهما بشأن ليبيا وفي الصومال والسودان.
ذكر موقع وكالة "بلومبرغ" الأميركية أن "تركيا ومصر تستخدمان صداقتهما الجديدة في محاولة لحل الصراع على السلطة في ليبيا، الدولة العضو في منظمة "أوبك"، مُذكّراً بأنّ الصراع في البلد الشمال أفريقي "يهدد بحربٍ أهلية".
ونقل الموقع، عن مسؤولين ودبلوماسيين، أنّ أنقرة والقاهرة تضغطان على الحكومتين المتنافستين في ليبيا (حكومة طرابلس وحكومة طبرق) من أجل التوصل إلى "اتفاقٍ من شأنه أن يساعد على إنهاء الحصار النفطي المنهك"، مؤكّداً إجراء تركيا "محادثاتٍ مع حليف مصر والعدو اللدود لأنقرة في حرب 2019-2020، قائد الجيش الليبي، خليفة حفتر".
ووفقاً لـ"بلومبرغ"، فإن "نفوذَي تركيا ومصر في ليبيا قلّلا، بصورة كبيرة، المخاوف من حدوث حرب شاملة، وفقاً لدبلوماسيين. واتفق 3 مسؤولين ليبيين على أن تحسين العلاقة من شأنه أن يقلل، بصورة كبيرة، فرص نشوب صراع آخر في الأمد القريب".
وأضاف الموقع أن "الدفع إلى معالجة الانقسام الليبي هو أحد القواسم المشتركة بين تركيا ومصر، اللتين كانتا على خلاف، طوال معظم العقد الماضي، بسبب الدعم التركي لحركات الإسلام السياسي. وقال "بلومبرع" إن البلدين تبنّيا موقفاً مشتركاً ضد الحرب العسكرية الإسرائيلية على غزة، ووجدا أن مصالحهما تتوافق مع إيقاف الحرب الأهلية في السودان.
"مأزق ممتد"
وذكر "بلومبرغ" أيضاً أنّ "المحادثات، التي تقودها الأمم المتحدة بهدف حل الخلاف الليبي، لم تثمر بعد"، مذكّرةً بتأثير إقالة حكومة طرابلس محافظ البنك المركزي، الصديق الكبير، وما أدى إليه ذلك من أثر سلبي في العلاقات، بينما ردّت الإدارة المسيطرة شرقي البلاد، والتي تقيم علاقاتٍ بالكبير، بتعليق إنتاج النفط الليبي وتصديره، الأمر الذي أدى إلى اضطراب أسواق الطاقة من خلال قطع الإمدادات التي تذهب بصورة أساسية إلى جنوبي أوروبا.
وشدّدت على وضوح علامات التقارب بين مصر وتركيا في ليبيا نفسها، لافتةً إلى عودة مزيد من الشركات والعمال المصريين إلى طرابلس وأجزاء أخرى من غربي ليبيا، تحت سيطرة حلفاء تركيا المحليين. وفي الوقت نفسه، تستعد الشركات التركية للمشاركة في مشاريع إعادة الإعمار في الشرق المتحالف مع مصر، بما في ذلك حول مدينة درنة، حيث قتلت الفيضانات المدمرة الآلاف قبل عام.
السودان والصومال
وبحسب ما أفاد "بلومبرغ"، فإن "في الجانب الآخر من الحدود الجنوبية لمصر، السودان هو منطقة أخرى قد تتقارب فيها المصالح. واستضافت كل من القاهرة وأنقرة عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش السوداني، في زيارات رسمية منذ اندلاع الصراع".
وقال الموقع إن "الدولتين وسّعتا وجودهما عسكرياً في الصوما .و تمتلك تركيا أكبر قاعدة خارجية لها في دولة القرن الأفريقي، وأجرت محادثات بشأن إنشاء موقع لاختبار إطلاق الصواريخ والصواريخ الفضائية".
و"بدأت مصر توريد الأسلحة إلى الجيش الصومالي وتخطط تدريب الجنود". ولدى القاهرة "نزاع طويل الأمد مع أديس أبابا فيما يتعلق ببناء سد النيل، والذي تخشى مصر أن يؤثر في تدفق المياه في مجرى النهر".
وبالنسبة إلى إردوغان، وفقاً لـ"بلومبرغ"، فإن "تحسين العلاقات بمصر هو جزء من خطة أوسع لإصلاح العلاقات مع القوى العربية وتعزيز الاقتصاد التركي من خلال مزيد من الاستثمار والصادرات. وأصلحت تركيا علاقاتها بالإمارات والسعودية في العامين الماضيين".