"إسرائيل" تمطر غزة بقذائف محرمة دولياً.. ما مخاطر الأسلحة الفوسفورية؟

لليوم الثالث على التوالي، تواصل قوات الاحتلال إطلاق ذخيرة تحتوي على مادة الفوسفور الأبيض خلال غارات طيرانها على أهداف في قطاع غزة، فما هي أنواع هذه الأسلحة المحرمة دولياً وإنسانياً التي يستخدمها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، وما هي مخاطرها؟

  • الأسلحة الفوسفورية
    الأسلحة الفوسفورية

شنّت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مئات الغارات على قطاع غزة بشكلٍ متلاحق وعنيف، استهدفت فيها أبراجاً وبنايات سكنية ومنشآت مدنية وخدمية، محدثة دماراً كبيراً في الممتلكات والبنية التحتية، وموقعة شهداء وإصابات معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن.

وأفاد مراسل الميادين في غزة، بأنّ الاحتلال يستخدم القنابل الفوسفورية في قصفه الوحشي على القطاع.

فمنذ يوم السبت، وهو يوم بدء عملية "طوفان الأقصى"، وقوات الاحتلال تواصل إطلاق ذخيرة تحتوي على مادة الفوسفور الأبيض الممنوع دولياً خلال غارات طيرانها على أهداف في قطاع غزة، واستشهد أكثر من 600 فلسطيني، وأُصيب ما لا يقل 2900 مواطن آخر بجراح مختلفة، وفقاً لما جاء في بيان وزارة الصحة الفلسطينية. 

"إسرائيل" تستخدم أسلحة محرمة دولياً في غزة

الفوسفور الأبيض، سلاح غير تقليدي محرم دولياً، يدمر الإنسان والبنيان ويضر بالطبيعة ويلوثها. ويوصف بأنّه سلاح رعب شامل، وأكثر ضحاياه من المدنيين. وتعد "إسرائيل" من أكثر الجهات استخداماً له في عدوانها ضد الفلسطينيين.

فما هي أنواع الأسلحة الفوسفورية المحرمة دولياً وإنسانياً التي يستخدمها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وأهالي غزة حالياً، وما هي مخاطرها؟

خصائص الفوسفور الأبيض

الفوسفور الأبيض هو سلاح كيميائي سام وخطير، عبارة عن مادة صلبة شمعية شفافة، بيضاء مائلة للاصفرار، لها رائحة تشبه رائحة الثوم وتصنع من الفوسفات، يُعرَّف عنها أنّها مادة سهلة الاحتراق، وتستخدم في صناعة الذخائر الكيميائية والدخانية.

يتفاعل الفوسفور الأبيض مع الأوكسجين بسرعة كبيرة، وتنتج من هذا التفاعل غازات حارقة ذات حرارة عالية وسحب من الدخان الأبيض الكثيف.

آثار استخدام الأسلحة الفوسفورية المحرمة دولياً وإنسانياً ومخاطره

الفوسفور الأبيض أو ما يسمى بالسلاح الحارق يُعرَّف بأنّه سلاح مصمم لإحداث حروق جلدية شديدة أو تلف الأنسجة من خلال التأثير الحراري المباشر، إذا لامس الجلد أو العينين أو الجهاز التنفسي. هذه الحروق يمكن أن تكون عميقة ومؤلمة، وقد تؤدي إلى ندوب دائمة أو حتى الموت.

ويتسبب التعرّض لهذا السلاح في حدوث حروق وتهيّج، ويمكن أن يسبب ضرراً دائماً للأعضاء الداخلية (بما في ذلك الكبد والكلى والقلب والرئتان والعظام)، وهو يحرق جسم الإنسان ولا يُبقي منه إلا العظام، واستنشاقه لفترة قصيرة يهيج القصبة الهوائية والرئة، أمّا استخدامه لفترة طويلة فيسبب جروحاً في الفم، ويكسر عظمة الفك. 

كذلك، يهدد سلامة البيئة والإنسان، فالفوسفور الأبيض يترسب في التربة أو في أعماق الأنهار والبحار، ما يؤثر على صحة الإنسان والحيوانات والنباتات.

بالإضافة إلى كونه سلاحاً حارقاً، تنبعث من الفوسفور الأبيض أثناء اشتعاله سحابة كثيفة من الدخان تستغلها الجيوش للتغطية على تحركات الجنود.

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by الميادين | Al Mayadeen (@almayadeen.tv)

الأسلحة الفوسفورية محرمة دولياً

لا يعد سلاح الفوسفور الأبيض من الأسلحة الحديثة، فقد استخدم منذ مئات السنين، لكنّ تغيّر أهداف الحرب من هزيمة العدو إلى ارتكاب المجازر الجماعية بحق المدنيين، سبّب هذا الاستعمال المتزايد لهذا السلاح، نظراً لما يتمتّع به من خصائص تميّزه عن باقي أنواع الأسلحة.

وتحرّم اتفاقية جنيف عام 1980 استخدام الفوسفور الأبيض ضد السكان المدنيين أو حتى ضد الأعداء في المناطق التي يقطن فيها مدنيون، وتعدّ استخدامه جريمة حرب.

وتعرّف الاتفاقية الأسلحة الحارقة بأنّها كل سلاح أو ذخيرة تشعل النار في الأشياء أو تحدث لهباً أو انبعاثاً حرارياً يسببان حروقاً للأشخاص.

ويحظر استخدام الأسلحة الفوسفورية في المناطق المأهولة بالسكان بموجب اتفاقية الأسلحة التقليدية، والتي وقعت عليها "إسرائيل". ومع ذلك، فإنّ "إسرائيل" لم تصدق على البروتوكول الثالث الملحق بالاتفاقية، والذي يحظر بشكلٍ صريح استخدام الأسلحة الفوسفورية في المناطق المأهولة بالسكان.

سوابق إسرائيلية لاستخدام الأسلحة الفوسفورية ضد المدنيين

في حروبها الأخيرة، استخدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، قنابل وأسلحة مختلفة يحرّم استخدامها ضد المدنيين، وأكّدت منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي، أنّ "إسرائيل" انتهكت القانون الدولي الإنساني من خلال استخدام هذه الأسلحة ضد المدنيين، وفيما يلي أمثلة لسوابق إسرائيلية لاستخدام الأسلحة الفوسفورية ضد المدنيين:

- الحرب على لبنان عام 2006، حيث زعمت قوات الاحتلال أنّها استخدمت الفوسفور الأبيض لأغراض إضاءة ساحة المعركة ليلاً، ولكن اتهمتها منظمات حقوق الإنسان باستخدامها لأغراض عسكرية، ما أدى إلى إصابة مدنيين.

- الحرب على غزة عام 2008-2009، استخدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي قذائف مدفعية تحتوي على فوسفور أبيض في قصفها للمناطق المدنية في غزة، ما أسفر عن مقتل وإصابة العديد من المدنيين. وقد وثقت منظمة العفو الدولية استخدام "إسرائيل" للفوسفور الأبيض في هذه العملية، ووصفته بأنه "جريمة حرب".

- الحرب على غزة عام 2014، مرة أخرى استخدمت قوات الاحتلال قذائف مدفعية تحتوي على فوسفور أبيض في قصفها للمناطق المدنية في غزة، ما أسفر عن مقتل وإصابة العديد من المدنيين. وقد وثقت منظمة العفو الدولية استخدام "إسرائيل" للفوسفور الأبيض في هذه العملية، ووصفته بأنه "انتهاك للقانون الدولي الإنساني".

واليوم، يواصل الاحتلال الإسرائيلي بنهجه الدموي ويستخدم قنابل الفوسفور الأبيض في هجماته ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، وذلك رغم أنها محظورة دولياً. وقد أدى ذلك إلى وقوع ضحايا مدنيين وإصابة الكثيرين بجروح خطيرة.

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك